استبشر الكويتيون خيراً بعد أن نقلت الصحف اليومية يوم الاثنين الماضي قرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة بالموافقة على معظم مضامين مشروع قانون المطبوعات والنشر الذي تقدم به وزير الإعلام د. أنس الرشيد·
وجاءت فرحة الكويتيين بسبب تجاوز مجلس الوزراء لعُقد تاريخية ترسخت عند كل الحكومات السابقة أبرزها تفرده (أي مجلس الوزراء) بحق سحب امتيازات الصحف وإغلاقها دون تمكين المتضررين من اللجوء الى القضاء، إلا أن الفرحة جاءت منقوصة بسبب تمسك "فريق" من أعضاء مجلس الوزراء بحق منح امتيازات صحافية جديدة لـ "البعض" وحجبها عن "البعض" الآخر دون تمكين هؤلاء الآخرين من حق التظلم لدى القضاء الأمر الذي دفع بسمو رئيس الحكومة الشيخ صباح الأحمد إلى تأجيل الموضوع رغم تصدي عدد من الوزراء وعلى رأسهم وزير الإعلام د· أنس الرشيد للدفاع عن المشروع بكامل بنوده والتي منها بالطبع النقطة الخلافية المشار إليها أعلاه·
إن سمو رئيس الحكومة مطالب بتمرير مشروع قانون د· أنس الرشيد وعرضه على مجلس الأمة كما جاء في صياغته الأولى (رغم تحفظنا على بعض نقاطه التي سبق أن اعترضنا عليها في موضوعات سابقة) لأنه ينسجم مع عملية الإصلاح السياسي التي من المفترض أن يتبناها الشيخ صباح بعد أن أعلن عن نيته في محاربة الفساد فكلما اتسع فضاء الحريات ضاق حيّز الفساد، وبالتالي فإن إشاعة أجواء الحريات بجميع أنواعها خير معين لمحاصرة الفساد، وهذا مما لا شك يعرفه الشيخ صباح·
إن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء حتى إن أصر على ذلك بعض من يخشون رياح التغيير نحو الأفضل لأنهم يريدون أن يعملوا (أو يسرقوا ويخربوا ويفسدوا···) في الظلام، ومن البديهي فإن إزالة أستار الظلام تفضح مخططاتهم·
"الخيارات واضحة يابوناصر "وخلك" مع الفريق الإصلاحي وفقك الله·
وبرافو مرة ثانية من "الطليعة" إلى د· أنس الرشيد وزير الإعلام·
