رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 رجب 1426هـ - 17 أغسطس 2005
العدد 1691

الافتتاحية
العالم منشغل في محاربة الإرهاب وشارون يرهب ويدمر قرى فلسطين!

انسحب جيش شارون من بعض أراضي الضفة الغربية التي أعاد احتلالها، ولا تزال بعض المدن والقرى المحتلة تتجول في أرضها مختلف الآليات الحربية وتخنق سماءها الطائرات التي وجدت لها قوات الاحتلال الصهيوني استخداماً مبتكراً خلاف ما عرفته جيوش العالم على مدى تاريخ استخدام الطائرات الحربية· فقد أصبحت أداة الاغتيالات السياسية المفضلة لدى شارون وجيشه الذي خرج من بعض المدن والقرى الفلسطينية بعد أن أحالها الى ركام على رؤوس سكانها وقتل واعتقل العشرات من الشباب والشيوخ والنساء والقادة· كل هذا ونحن نسمع عن "الضغوط الأمريكية" فما بالنا من دون هذه "الرحمة"؟

دول العالم ومنها أغلب الدول العربية منشغلة في متابعة ما يجري في أفغانستان من تطورات للأحداث وانعكاساتها على مصالحها، بينما ترك الفلسطينيون وحدهم في مواجهة الهجوم الهمجي البشع· الدول العربية المهتمة في الوضع الفلسطيني أكدت أكثر من مرة على أن مفهوم الإرهاب ينطبق تماماً على أعمال الجيش الصهيوني في فلسطين وأن الأمر يجب أن يؤخذ على هذا المستوى، إلا أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بدلا من ممارسة الضغط المطلوب على شارون بدأت بعملية ضغط معاكس لم يقف عند حدود الضغوطات المستمرة على السلطة الفلسطينية "لإيقاف العنف والالتزام بوقف إطلاق النار" بل تعدت ذلك إلى ضغوط مباشرة وأخرى منسقة إعلامياً على المملكة العربية السعودية التي تميزت بموقفها الواضح والمبدئي من النضال الفلسطيني لاستعادة حقوقه· فالحملة على المملكة تخرج على أنها لأسباب متعلقة بمحاربة الإرهاب بينما السبب الرئيسي لها هذا الموقف الصلب من ضرورة الضغط على الكيان الصهيوني ومن أجل إنصاف الحق الفلسطيني· وفي هذا السياق يأتي الموقف السوري الذي عبر عنه الرئيس بشار الأسد أثناء لقائه بالسيد توني بلير رئيس الوزراء البريطاني أثناء زيارته لسوريا، حيث عبر الرئيس السوري عن تأييده الكامل للحرب ضد الإرهاب بينما بيّن أهمية التمييز بين النضال الوطني لاستعادة الأراضي المحتلة والذي تقوم به تنظيمات وطنية فلسطينية في سوريا وبين أعمال الإرهاب الأخرى· كما بين الرئيس السوري أن مفهوم الإرهاب لا بد وأن يشمل إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل· زيارة بلير تأتي في ضمن جهود دبلوماسية منسقة مع الولايات المتحدة الأمريكية لاستمرار تماسك التحالفات المرنة ضد الإرهاب من جهة ومن أجل إعادة الحياة لمسيرة السلام التي قبرها شارون بسياسية "الأمن مقابل السلام" حيث لا أمن ولا سلام بل مزيدا من الإرهاب والقتل وهدم البيوت· وإلى أن يعي من يعنيهم الأمر بأن التذكير بما يعانيه الفلسطينيون من جرائم الصهيونية اليومية يجب ألا يفهم على أنه محاولة للتنصل من الموقف من الإرهاب، كما يشيع البعض عند قولهم بأن إدانة العمليات الإرهابية في نيويورك وواشنطن يجب ألا يتبعها "لكن"· فمعالجة القضية الفلسطينية بعدالة ستبقى أهم موضوع يعنينا كعرب وسنذكّر به في كل فرصة وموقف ومناسبة·

�����