ظاهرة التحرك الشبابي على الساحة الكويتية هي ظاهرة تستحق التقدير والثناء من جهة والتشجيع والمساعدة من جهة أخرى·
ومع أنها ظاهرة تأتي في السياق العام لتحرك الشباب في العالم كله إلا أننا في الكويت نحتاج إلى الوقوف عندها ودراستها والأخذ بيدها·
فالشباب الكويتي يعتبره البعض من الشباب المكتفي ماديا والذي لا يحتاج إلى العمل التطوعي الميداني الذي قد يعتبر ترفا للبعض·
إلا أن إصرار هذا الشباب على المطالبة بحقوقه السياسية كمواطنين سيكون لهم دور القيادة في المستقبل وأن عليهم من الآن المشاركة في مستقبل بلادهم بالتعاون مع المخلصين من سياسيي اليوم·
ومن ميزة الشباب اليوم أنهم قادرون على استخدام التكنولوجيا الحديثة والتخاطب بها مع شباب بلادهم وشباب العالم كله من خلال شبكة المعلومات "الإنترنت" والتي بدأت تكتسح العالم كله·
ومن الملفت للنظر أنهم بدؤوا يتواصلون مع الشباب الكويتي في الخارج من خلال هذه الوسائل الحديثة فأي ندوة تعقد في الكويت تنقل على الهواء مباشرة إلى جميع الشباب مما يجعل إخوتهم في الخارج يشاركونهم همّ الوطن لحظة بلحظة·
ولا شك أن التواجد الشبابي على الساحة السياسية الكويتية ليس بالأمر الجديد ولكن الجديد أن هؤلاء الشباب محصنون بالعلم الحديث والقدرة على التحرك مع العالم الخارجي، وهذا ما يعزز دورهم وقدرتهم على تصعيد العمل الوطني وفتح آفاق جديدة له·· ولقد كان تجمع بعضهم أمام مجلس الأمة مساء الأحد الماضي إلى صبيحة الإثنين موعد عقد الجلسة بمثابة نوع جديد من العمل السياسي ومجاراة لما يقوم به شباب العالم في كل مكان للمطالبة بحقوقهم·· ولا شك أنهم سيكونون عامل تشجيع ودعم للقيادات السياسية والذين معا سيقفزون بالعمل السياسي قفزات كي تكون المكتسبات الدستورية القادمة أكثر تميزاً مما سبق وصدق المثل الكويتي القائل "قوم تعاونوا ما ذلوا"· |