كتبت مقالا بهذا العنوان فور تولي د· أنس الرشيد حقيبة وزارة الإعلام قبل عام تقريبا،، واليوم اكتب مقالا وبالعنوان نفسه بعد استقالة هذا الوزير من وزارته، نعم فقد أصبح أنس الرشيد علامة بارزة ونقطة مضيئة في تاريخ هذا الوطن، فقد أعاد لنا هذا الرجل ومن خلال موقفه الحازم بالاستقالة مثالا للقدوة الوطنية التي افتقدناها من أمد بعيد·
لقد آثر هذا الرجل أن يبتعد عن المنصب والمكانة والامتيازات التي تمنح للوزير من أجل ثوابته ومبادئه التي لم يرض أبداً أن يتم التعدي عليها أو انتهاكها أو حتى التلميح فقط بنية انتهاكها·
إن إيمان هذا الرجل بالدستور وبما منحه هذا الدستوز للوطن من هيبة واحترام وعدالة جعله يرفض رفضا قاطعا أي محاولة لتشويهه أو التعدي عليه، وقد كان لهذا الرجل الدور الأكبر في تراجع بعض المخربين عن نواياهم التخريبية في التعدي على هيبة الدستور والمساس به من أجل الوصول الى مآربهم في زرع الفساد وتثبيت جذوره في هذا البلد، ولكم كنا نتمنى أن يثابر هؤلاء لمصلحة البلد وليس لمضرته ولكن المصالح ثم المصالح هي ما تعتمر في نفوس أولئك الثلة لا آجرهم الله·
إن موقف أنس الرشيد لا يجب أن يمر مرور الكرام أو يتناساه الناس بل يجب أن يقابل بألف تحية واحترام لما فعله هذا الرجل من خدمة جليلة للكويت وأبناء الكويت، ولكن البعض وللأسف الشديد يسعون الى التقليل من شأن الاستقالة المشرفة، فتارة يبررون الاستقالة بأنها تخوف من استجواب وشيك، وتارة أخرى يلقون باللوم بحكم أن أنس الرشيد لم يكن من المتوجب عليه أن يستقيل! ولكن المبدأ، وما أروعه من مبدأ، هو الذي جعل الرجل ينسحب من مجلس يحاول البعض تجييره لمصالح شخصية ووقتية·
لقد كنت أتمنى أن يتخذ الوزراء الإصلاحيون موقفا مماثلا لموقف أنس الرشيد الثابت والصلب إلا أن شجاعتك يا د· أنس أحرجت الآخرين، فشكرا لك على موقفك وشكرا لك على مبدئك وشكرا للقدر الذي جعلني أعرفك نعم الرجل·
خارج نطاق التغطية:
محمد السنعوسي إعلامي عرفناه عبر كلماته الصريحة وجرأته الكبيرة خلال مسيرته الإعلامية الطويلة، والآن هو على رأس الهرم الإعلامي الذي طالما انتقده، فهل سنجد تغييرات جذرية في جهازنا الإعلامي؟ أم أن الحصول على المنصب سينسيه مطالباته؟
على أي حال نتمنى لبوطارق التوفيق في إدارته وأعانه الله على طيور الظلام·
a_m_khajah@hotmail.com |