حقق النشاط الثقافي الذي أحيته وزارة الإعلام الكويتية ممثلة بإدارة المطبوعات والنشر قفزة متميزة بالعلاقات الثقافية الكويتية السودانية حيث أقامت إدارة المطبوعات بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة السودانية معرض الكتاب الكويتي السوداني الأول خلال شهر مارس 2002 في الخرطوم، وقد اشترك في هذا المعرض مؤسسات حكومية ثقافية ومؤسسات شبه حكومية كاللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، ومكتب الشهيد·
والجدير بالذكر أن النشاط تضمن - أيضاً - عدداً من دور النشر الأهلية الفاعلة في الكويت، وكان هذا التشكل الثقافي لفتة كريمة وخطوة في الاتجاه الصحيح، حيث حققت إدارة المطبوعات والنشر كل ألوان الطيف الذي، بالتالي، تمخض عن نجاح المعرض الكويتي في الخرطوم، إن هذه الخطوة الإيجابية والرائدة أبرزت الوجه المشرق للكويت وصححت ما أعطبته أيام السياسة وإتاحة الفرصة للنشاطين الرسمي والأهلي أن يتزاملا في مسار الثقافة، وهما مما لا شك فيه يكملان بعضهما بعضاً·
لقد تم افتتاح المعرض بزفة سودانية فنية أحيتها فرقة من شباب السودان تسمى (الفرقة الشعبية) الكميلة·· من قبيلة النوبة، وهي أشبه ما تكون بزفة الحداء في العرضة الكويتية، قدمت رقصة بالسيوف والطبول الكبيرة·
كما قدمت فرقة فنون بلدنا (من تراث قبيلة كيفا وصلات موسيقية راقصة أداها جماعي شباب وشابات الفرقة بشكل رائع جداً نال إعجاب وتقدير وثناء الحضور وفجر في وجدانهم الحنين إلى أصالة الماضي، وقد كانت آليات الفرقة آلات موسيقية متواضعة لا تتعدى طبولاً كبيرة و(نقارة) لكنها إيقاعات مثيرة ومؤثرة للغاية حينما تسمع معها الأداء الجماعي·
بعد ذلك بدأ افتتاح المعرض بتلاوة من الذكر الحكيم، ثم كلمة رئيس اللجنة العليا المنظمة ، تلتها كلمة من السيدة فوزية الرومي رئيسة الوفد الكويتي، وتلاها كلمة السيد عبدالباسط عبدالماجد وزير الثقافة والسياحة السوداني·
وختمها القائم بأعمال السفارة الكويتية·
وقد أشاد الوزير السوداني بدولة الكويت والوفد الكويتي بأسلوب مفعم بالبلاغة والعمق الثقافي الكبير·
وبحكم الوعي الثقافي الشامل الذي يتمتع به قطاع كبير من شعب السودان فقد تلاقحت الثقافة الكويتية مع العطاء الثقافي المتدفق في السودان، فأصبحا كالنيل الذي يجري في أرض السودان، النيل الأزرق والنيل الأبيض اللذين يلتقيان على أرض واحدة في السودان دون أن يذوب أحدهما في الآخر لقد خلقت أيام المعرض الكويتي السوداني في بلد المليون ميل تواصلاً قائماً على الود والإخاء· |