Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962
العدد 1789

هل من سبيل للسلام؟!!
عبداللطيف الدعيج

يبدو أن أصل الصراع العربي الإسرائيلي قد غاب عن أذهان الكثيرين من أبناء الأمة، حيث باتت مصطلحات "السلام" و "التطبيع" هي الرائجة وتم تغافل حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني الذي هو في جوهره صراع عقائدي، شرعي وقانوني صراع من أجل الوجود وليس من أجل الحدود وأنه لا سلام معه لأسباب عديدة نوجزها بالحقائق التالية:

- أولى هذه الحقائق أن قادة الكيان الصهيوني وغالبيته من المستوطنين فيه لا يؤمنون أصلا بفكرة السلام الأبدي والعادل مع العرب الفلسطينيين، بل تظهر استطلاعات الرأي العام التي تجري بكثرة في هذا الكيان وجود حالة من رفض الاندماح مع العرب وإقامة علاقات طبيعية حتى لو انتهى هذا الصراع ويعود ذلك للعقيدة التوراتية المنحرفة لدى اليهود والحقد الطبيعي على العرب لأنه متى زال هذا الحقد فإنه مقدمة لزوال دولتهم المبنية على هذه العقائد الإيديولوجية السامة حيث يؤكد البروفيسور الصهيوني البارز "آشر أريان" أن جميع ألوان الطيف السياسي الصهيوني من اليسار واليمين والعلمانيين والمتدينين وأنصار السلام والمتطرفين متوحدون في فكرهم تجاه الفلسطينيين·

- ثاني هذه الحقائق والتي تناساها الكثيرون أن هذه الدولة لم تنشأ نشأة طبيعية كأغلب دول العالم الحديث، بل تميزت بشذوذ تمثل في قيام العصابات الصهيونية بتدمير قرابة 418 قرية ومدينة فلسطينية وقتل المئات من سكانها وطرد من تبقى منهم - نحو 800 ألف - وهؤلاء، لن ينسوا بأي حال من الأحوال ما جرى لهم من إرهاب أمام مرأى العالم ومازالوا يطالبون بحق العودة لأرضهم رغم محاولات إلغاء هذا الحق·

- أما ثالث هذه الحقائق فهي كون أرض فلسطين العربية تضم المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي أرض مقدسة لدى المسلمين ولن يتنازلوا عنها بسهولة ولعل الدفاع المستميت الذي يبديه الشعب الفلسطيني الأعزل عند كل اعتداء صهيوني على مدينة القدس الشريفة خير شاهد على ذلك·

- أما رابع هذه الحقائق فهي أن الشعوب العربية حتى في تلك الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني ترفض الاعتراف به أو الانصهار الاجتماعي والثقافي مع اليهود إلا في حالات شاذة ونادرة، تقابل دائما بازدراء من الشارع العربي·

فهل من سبيل لسلام أمام هذه الحقائق الواضحة؟!!

 

 abdullah.m@taleea.com

�����