رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 ربيع الأول 1425هـ - 5 مايو 2004
العدد 1626

قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
حميد المالكي
hamid@taleea.com

إن قراءة الواقع العراقي الراهن من خارجه لا تعني افتراقا وانفصالا عنه بل هي قراءة من خارجه في مجاله، فالواقع العراقي كأي واقع لا يسبح في فراغ كما هي الكائنات جميعها إنما هي توجد وتعيش في وسط أي مجال أو محيط أنتجها وجعلها حقيقة وبقيت ضمن مجالها حتى حين تبلورت وفق حقيقتها الفعلية الملموسة وحتى لو انتقلت إلى وسط آخر فإن وسطها الذي ولدت فيه وتكاملت شروط نموها وحركتها لن يفارقها ولن ينفصل عنها·

وللزيادة في الوضوح فإن المقصود هو التعامل مع الوضع العراقي بعد قراءة أحداثه من جهة الأسباب والنتائج والآفاق بطريقة التعامل مع تفاصيل وأحداث وشخوص الوضع العراقي الراهن إنما التعامل من الخارج أي من خارج الوضع نفسه أي مع المجال الذي أنتجه والذي يحتوي: الزمان، الحدث، المكان، الأشخاص، والمرحلة التاريخية، أي أن الوضع العراقي هو أحد منتجات ذلك الذي نسميه بالمجال أو الوسط أو المحيط، ثم في مرحلة تالية تبدأ عملية قراءة علاقات الوضع ككتلة مع المجال ومعرفة التأثير المتبادل بينهما ثم في مرحلة أخرى وبعد أن يتغير المجال الأصلي تتم قراءة الوضع في مجال جديد وعلاقة الوضع بهذا المجال الجديد لكن في مجاله أي في وسطه أو محيطه الذي ولد فيه سيظل مصاحبا له لأن الوضع إحدى منتجاته ولأنه، انعكاس لمظهر وجوهر ذلك الوسط الذي أنتجه ويبقى مرتبطا بشروط وجوده حتى وإن حلت محلها شروط جديدة تماما كالقانون البيولوجي عن الرابطة بين الجسم الحي والوسط والذي يحدد بالضبط الرابطة الضرورية المهمة للجسم الحي بشروط وجوده·

وللزيادة أكثر في الإيضاح فإن القراءة تلك ليست منفصلة عن الوضع ولكنها قراءة لمحيطه غير المنظور استنادا لحقيقة فيزيائية مفادها أن هناك ما يسمى بالمجال أو الوسط وهو تكوين مادي يربط الأجسام وينقل تأثير جسم ما للآخر مثل الجاذبية والمجال الكهرومغناطيسي وأحد أنواعه الضوء·

إن عناصر وجزيئات المجال الكهرومغناطيسي هو الفوتونات، إن الفوتونانت تختلف عن جزىئات الكتلة والكتلة تعني في مقالنا هذا أحداث الوضع العراقي وعناصره وتفاصيله أي أنه رديف للكتلة، وهناك المجال النووي والميزوني والكهروبوزيتروني وقانون الرابطة المتبادلة بين الكتلة والطاقة نفسه يحدد طابع علاقة خصائص جوهرية لا تتبدل في الأجسام الفيزيائية ككتلتها وطاقتها·

وعلى ضوء هذا التحليل الفلسفي الذي استند إلى العلم الفيزيائي والذي ربما يصعب على الكثير من القراء الكرام استيعابه لكنه حقيقة علمية وليس هناك من هو أفضل من العلم في تعريف ومعالجة قضايانا أيا كانت وفي أي ميدان وعلى أي مستوى·

 

والرياضيات أيضا

 

ليس الفيزياء وحدها إنما حتى الرياضيات يقول أحد الفلاسفة "إن قمحة التجربة والخبرة تطحن في "مطاحن" الرياضيات وعند مخرج هذه "الطاحونة" الخلاقة نحصل على قوانين وشرائع دقيقة للقيادة على شكل "طحين" جيد"·

 

مسار الوضع في العراق

 

اشترشادا واستلهاما وتطبيقا عمليا صحيحا وصائبا لتلك الرؤية الفيزيائية الفلسفية نستطيع وبسهولة مواكبة مسار الوضع الراهن في العراق والذي تتحكم به القوى التالية: الداخل العراقي وما يحتويه ويزدحم به من قوى ومصالح وتناقضات واصطفافات وتحالفات فوق تركة ثقيلة جدا من التخلف والانهياز والكوارث والفظائع المركبة والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ثم القوى الإقليمية ومصالحها وتدخلات البعض منها في الوضع العراقي ثم القوى الدولية والموازين الاستراتيجية فيما بينها·

وسط تلك الخلطة غير المتجانسة والمتناقضة والمتصارعة حتى بين مكونات كل منها والتي حسب تحليلنا تشكل كتلة الوضع العراقي أما الرابط والجاذب بين مكونات تلك الكتلة فهو الوسط أو المجال الذي تتحرك فيه وهو مجال ووسط يتسع ويضيق تبعا لحالة الصراع الدائر في قوى الكتلة ومكوناتها من حيث الحركة والكم أما النوع فهو ثابت بخصوصيته وصفته التي لا تتغير إنما الذي يتغير فقط كم الحركة فيه ويبقى هو رديف للكتلة التي تشكل القوى التي يتكون منها الوضع العراقي·

وكما كتبت قبل وبعد سقوط النظام الصدامي من أن القضية العراقية لم تعد قضية وطنية عراقية خالصة أو على الأقل يقوم بالدور الأكبر في حلّها العراقيون إنما أصبحت قضية إقليمية ودولية وقد تم تضخيم التدخل فيها وتضخيم الأطروحات التي تتحدث بأن العراق سيكون النموذج في المنطقة وسيكون صاحب القرار السياسي فيها وسيجري تقييم نموذج العراق على دول المنطقة·· إلى آخره·

وفي مسار الوضع العراقي حدث تحوّل وبروز متغيّر جديد بدأ منذ سقوط نظام المجرم صدام وظهر جليا ألا وهو انتعاش إحدى قوى الكتلة الثلاث التي يتكون منها الوضع العراقي هو القوى العراقية المحلية التي تنفست الحرية للمرة الأولى، حرية الصحافة والاحتجاج والتظاهر والتنظيم فصدرت عشرات بل مئات الصحف وتأسست عشرات الأحزاب والمنظمات والهىئات وازدادت القوى العراقية انتعاشا وقوة حينما عاد المئات من العراقيين من الخارج يحملون معهم خبرات ومهارات وكفاءات عالية اكتسبوها أثناء تواجدهم وعملهم في شتى بقاع العالم حيث ازداد وبشكل سريع وواسع وكبير التنوع في المشهد العراقي السياسي صاحبه حراك وثراء وإصرار على ضرورة بناء الوطن وإعماره وازدهاره وهذا وبدوره وبشكل تلقائي أثر على "المجال" أو "الوسط" الذي تتواجد فيه الكتلة بكامل قواها الثلاث مع تفوق الطرف العراقي في أكثر من ميدان بل إن السمة السائدة في التفوق كانت تتسم بها القوى العراقية المحلية خصوصا ودون منازع وقد سدّ ذلك وبشكل تلقائي جزءا كبيرا من الفراغ الذي أحدثه نظام صدام·

ومن أجل استمرار مسار الوضع العراقي بشكل مستقيم وسليم ومتواتر ودون معوّقات لإنجاز ما هو معلن وما يتطلع إليه أبناء شعبنا من إرساء الحكم على أسس دستورية صحيحة وثابتة فيجب أولا إشراك الجميع بالعملية السياسية وعلى قدم المساواة وأن تكون المشاركة على أساس الوطنية والمواطنة العراقية الحقة دون أي اعتبار لأية تنوعات دينية وطائفية ومذهبية وعرقية وقومية ومناطقية وفكرية على أن يكون الولاء للعراق دولة وشعبا فقط وتكون العراقية هي المعيار الوحيد للوطنية والمواطنة والابتعاد كليا عن التقسيمات والفوارق أيا كانت لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يضمن أمن وأمان الطريق لمسار الوضع في العراق وعلى جميع القوى أن تأخذ بعين الاعتبار أن العراقيين محبون لوطنهم ومخلصون له ومتوحدون على ضرورة بنائه وإعماره وازدهاره مهما اختلفوا ومهما واجهوا من مصائب ومصاعب وهذا ما ينبىء به وبجلاء موروثهم السياسي والاجتماعي والثقافي حيث لم يبخلوا بملايين الشهداء والمفقودين والمشردين من أجل إنقاذه ونصرته وإعلاء شأنه والمحافظة عليه واحدا موحدا وهذا ما يشهد به التاريخ منذ الأزل وسيبقون كذلك على الرغم مما عانوه من فواجع وأنهار من الدماء وعلى الذين يراهنون على تمزق العراق وعلى الاقتتال بين أفراده أن يكفوا عن مراهناتهم ويوفروا جهودهم وأموالهم ويساعدوا العراقيين على اجتياز وإنجاز هذه المرحلة التاريخية ففي ذلك منفعة لهم لأن ازدهار العراق وفيضان خيراته سيعم الجميع، عراقيين وعربا وأجانب·

ولذلك فإن "الوسط" أو "المجال" الذي تحدثنا عنه وهو الرابط والجاذب بين قوى الكتلة التي هي القوى العراقية والإقليمية والدولية سيكون قويا ثابتا في تعزيز قوى الكتلة وحمايتها وصيانتها وإكسابها مناعة ذاتية لا حدود لقدراتها وعكس ذلك فإن الجميع سيخسرون·

 

مؤتمر للبيئة العراقية

IRAQ ENVIRONMENT

 

تتداول الأوساط العراقية اقتراحات حول ضرورة عقد مؤتمرات للبيئة العراقية على أن تكون محاور المؤتمر: إعادة الحياة إلى الأهوار والمسطحات والمستنقعات المائية في جنوب العراق، كري الأنهار وتنظيفها من الطمي والسفن الغارقة والمخلفات الضارّة كما في شط العرب، مياه الشرب، الصرف الصحي، بساتين النخيل والغابات والأحراش، الزراعة، التصحّر، إحياء الأراضي وإعادتها إلى خصوبتها السابقة، الأسمدة والمبيدات الحشرية والمعدات الزراعية، الطب الوقائي الزراعي، النفايات، الإرشاد والتوعية، رفع المستوى المهني للفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية، منع تشييد المباني في الأراضي الزراعية وضع استخدامها في أي غرض كان غير الزراعة وغير ذلك من المحاور التي قضمت حقوق الطبيعة بشكل عام·

 

hamid@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

سر "الدوائر الانتخابية":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
السلطة الناعمة!!:
سعاد المعجل
شهادة الوزير·· والضحية "عاشق":
عبدالخالق ملا جمعة
مشروع الشرق الأوسط وإرادة الشعوب:
موسى داؤود
"البـدون":
المهندس محمد فهد الظفيري
الشياطــــين:
يحيى الربيعان
محاولة للفهم!:
عامر ذياب التميمي
حتى آخر طفل عراقي:
المحامي نايف بدر العتيبي
56 عاما على النكبة(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت:
د. جلال محمد آل رشيد
دهاقنة الفتنة والتأزيم:
محمد بو شهري
مناجاة: صدام والطرْق المستمر:
خالد عايد الجنفاوي
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟:
حميد المالكي
العقلية البنلادنية:
رضي السماك