في الحقيقة ما كان بودي الخوض في أمور تفصيلية تبعدني عن الأهم والمهم بالشأن العام البائس، ولكن ما دفعني لكي أكتب لوزير الصحة الدكتور محمد الجارالله هو "الشديد القوي" الذي لا يمكن السكوت عنه، والموضوع الذي أريد الخوض به أو أشير له هو ما يعانيه بعض الأطباء من شللية ومحسوبية "وهذا من جماعتنا وهذا لا"، والخطير في الموضوع أن هذا يتم أولاً تحت إدارته وثانياً على حساب المرضى الذين يدفعون الثمن حياتهم نتيجة لما يحصل·
معالي الوزير الدكتور الجارالله: إن ما نسطره ليس خيالاً أو تجنياً، وإنما نذكر حقائق نرجو أن تتحقق منها بنفسك خصوصاً أننا على قدر كبير من الثقة التي أوليناها إياك منذ أن كنت ر ئيساً لاتحاد طلبتنا في القاهرة ومازالت هذه الثقة لها مكانة بوجداننا، فإذا أردت التحقق مما طرحناه فإن الأسماء التي أوصلتنا شكواها لكي نوصلها لكم موجودة لدينا ولديها استعداد تام لمقابلتك لشرح ما يعانونه، علماً بأن الوضع والواقع يخنق هذه الكفاءات ويجعلها تفكر بالتقاعد هرباً من الأجواء التي تغلف المستشفى الذي يعملون به خصوصاً أن هذا المستشفى يضم عدداً أقل من أصابع اليد الواحدة من الأطباء الكويتيين الذين يعانون أشد المعاناة، لذا نرجو آملين أن يستجيب الدكتور الجارالله لسماع وجهة نظرهم أو بالأحرى شكواهم المرة لكي يتم تدارك مسلسل استقالات الأطباء الكويتيين·
قبل النهاية
بعض النواب الذين كثيراً ما طبلنا لهم بأنهم من العناصر الوطنية وحسبناهم بالغلط على القوى الوطنية، خاب ظننا فيهم بشكل لا يحتمل جراء مطالبتهم بإسقاط قانون تجريم الانتخابات الفرعية، فماذا يريد هؤلاء التعساء من هذه المطالبة؟ هل يريدون في النهاية أن تفصل الكويت على شكل كنتونات على مقاس كل فئوي بائس أم أن هناك بعد نظر خارق استطاعوا أن يخترقوا به كل الحواجز التي تقف أمام طريقتهم البائسة· علمتنا الأيام أن ما يطالب بهكذا مطالب هم أكثر الناس فهماً لما يدور حولهم من واقع تعس وبدلاً من أن يتجهوا ناحية مقاومته اتجهوا لمساعدته وهنا لا تنطبق عليهم صفة القيادة حيث إن القيادة هي التي تقود ولا تنقاد، وطالما أنهم انقادوا لرغبات التعساء الفئويين فإنهم لا شك أنهم لا يستحقون الكرسي البرلماني الذي يجلسون عليه· |