رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 29 ذو الحجة 1421هـ - الموافق 24 مارس 2001
العدد 1469

ألفـــاظ و معـــان
حفظ الوثائق
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

صدر في الولايات المتحدة قبل عشرين عاماً قانون اسمه "حرية الاطلاع على المعلومات"· ويتميز المجتمع الأمريكي بقدر كبير من الانفتاح والعلانية· وجزء مهم من مكانة الصحف الكبرى هناك هو التقارير الصحافية المعدة بعد تحقيق الوقائع الواردة· وقد اكتسبت بعض الصحف وبعض الصحافيين بسبب ما كشف للجمهور من خبايا مكانة رفيعة· ويكفي أن نذكر القارئ بأن الرئيس نيكسون فقد منصبه تأسيساً على الوقائع التي نشرتها صحيفة واشنطون بوست فيما عرف باسم "فضيحة ووترجيت" إشارة إلى المكان الذي اجتمعت فيه قيادات من الحزب الديمقراطي ودس فيه عملاء نيكسون أجهزة تنصت· وفي أعقاب هذه القضية (1975) صدر القانون الذي ذكرناه وهو لا يكتفي بإقرار حق الشعب الأمريكي في أن تعرف الصحافة كل شؤون البلاد العامة· وخشية المعارضة الصامتة من جانب البيروقراطية التي يمكن أن تحد عملياً من مدى تطبيق القانون، نص المشرع صراحة على التزام كل موظف في الحكومة بفتح أي وثيقة تحت يده ليطلع عليها وينقل منها ما شاء أي مواطن أمريكي· فالأصل هو الإباحة الكاملة وفي كل المستويات والاستثناء أن بعض الوثائق يمكن حجبها لسنوات عدة· ولم يترك الكونغرس للحكومة حرية تحديد ما يتمتع بالسرية من وثائق فتضمن القانون القواعد التي تحكم ما هو سري ولأي مدة زمنية، بل ولما يعد بالغ السرية (مثلاً لأن ما به من المعلومات يمكن أن يستخدم لتهديد أمن البلاد تهديداً خطيراً وواضح المعالم"·

وحين قرأت أن الحكومة المصرية تعد قانوناً للمحافظة على الوثائق اتجه فكري إلى الفوضى الشاملة التي سادت إدارة المحفوظات، وسرقة بعض الوثائق المهمة وتلف البعض الآخر واختلال (أو اختفاء) قواعد التصنيف والفهارس· وهذه الأوضاع مفزعة حقاً تحبط عزيمة أي باحث جاد وتبدد أو تشوه أحداث تاريخنا المعاصر في القرنين الأخيرين بنوع خاص، ولكن أيضاً في العهدين المملوكي والعثماني· وأذكر حين كانت الحكومة تعد للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر بالطريقة المعهودة عندنا في مؤتمر يدعى إليه خبراء متخصصون من الخارج وتلقى فيه خطب كثيرة وبحوث قليلة قد تجمع في كتاب وينتهي الأمر عند هذا الحد· ولذلك تقدمت باقتراح إحياء هذا العيد بعمل علمي جليل ومفيد يجدد اهتمامنا واهتمام غيرنا بمكانة الأزهر وجهد علمائه المتصل حتى في أظلم العصور· وأعلم أن مكتبة المخطوطات فيه تضم آلافاً من الأبحاث والتحقيقات والرسائل العلمية مهددة بالتلف أو الضياع وليست متاحة عملياً لإجراء بحوث حادة، والاستفادة من تلك المخطوطات في التعرف على أوضاع البلاد السائدة وقت كتابة كل مخطوط، وبالذات ما يتعلق بالحياة اليومية للمصريين· وتضمن اقتراحي إعادة تنظيم المكتبة على أساس علمي واضح وحفظ كل تلك البيانات على الحاسوب· وأكدت أن هذا المشروع يمكن أن يمول نفسه ببيع صور من أجزائه المختلفة للجامعات ومعاهد البحث خارج الوطن العربي· وأعرف أنها كثيرة ومتلهفة إلى جمع كل ما يتصل بالإسلام وبالعرب وبمصر خصوصاً ولها من الموارد المالية ما يكفي لشراء كل ما تريد· ولكن اقتراحي لم يلق قبولاً من زميلنا المسؤول عن الأزهر·

ولذلك صعقت حين قرأت بأقلام عدد من الكتاب هجوماً على الفكرة· ولكن إذا عرف السبب زال العجب، إذ يبدو أن الحكومة تريد حجب الوثائق عن القراء··· وهكذا نرى في مصرنا كل عجيب· أو كما قال طه حسين "في مصر أمور لم يسمع عنها أحد من أهل الأرض" فالمرض مزمن·

�����
   

الإعلام.. والحرس القديم:
محمد مساعد الصالح
فريق الغوص الكويتي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
بين حمدين:
د.مصطفى عباس معرفي
حفظ الوثائق:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
ثقافة التقديس!:
عامر ذياب التميمي
الدواوين.. ليست أوكار تجسس!!:
سعاد المعجل
الجارالله والنواب الثلاثة:
أنور الرشيد
من زاوية أخرى
المفارقة الأيديولوجية في الشرق:
أحمد الخليفة
حتى لو أضحى شارون.. حمامة سلام:
عبدالله عيسى الموسوي
عفواً فيروز:
كامل عبدالحميد الفرس
صانع شبهاء صدام وعدي وقصي وجولة حول العالم:
حميد المالكي