عندما تداعت أغلب دول العالم والمنظمات الدولية والإنسانية للمطالبة بالإفراج الفوري وبدون أية شروط عن الجنود الإسرائيليين الذين أسروا في عمليات مقاومة مشروعة في لبنان وفلسطين ففي الوقت نفسه، نجدها تتغاضى بوقاحة عن قضية الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال·
وحسب أحدث الإحصائيات الفلسطينية المصادق عليها من منظمات حقوق الإنسان الدولية، يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال يبلغ قرابة 9850 اسيرا جلهم من الفلسطينيين والبقية من دول عربية مختلفة ومن بين الأسرى 40 نائباً في الملجس التشريعي الفلسطيني بما فيهم رئيس المجلس الذي اختطف من منزله وكذلك هنالك وراء القضبان 7 وزراء في الحكومة الفلسطينية·
ويعاني اؤلئك الأسرى من مضايقات عديدة وممارسات غير إنسانية وانعدام الرعاية الصحية يمكن اختصارها في قصة واحدة من سجون الأحتلال لوردها بالأسطر التالية:
"رفعت النجار" فلسطيني يبلغ من العمر 57 عاما قضى 24 عاما منها في السجون الإسرائيلية·
شاهد بأم عينه الأساليب الغير إنسانية في التعامل مع الأسرى واليكم جانب من قصته باختصار·
في البداية تعرضنا للتعذيب بوسائل عديدة، بالإضافة الى التعذيب الجسدي كان هناك التعذيب النفسي، كانوا يتركوننا بلا طعام، وكانوا يمنعوننا من الذهاب للحمام فنفعلها في الزنزانة، وقد كانوا يضربونا بالعصي والأسلاك لإجبارنا على الاعتراف والتوقيع على بيياض كما كانوا يعروننا ويتركوننا عراة وفي الشتاء نغتسل بمياه باردة ويحرقون جلودنا بالسجائر·
وقد كانوا يحضرون لنا الطعام وبه بقايا الفئران والحشرات، وكان هناك فريق طبي معه ماء ساخن مالح وزيت خروع، وكانوا يربطوننا الى الكراسي ويضعون أنابيب تصل الى امعائنا وفيها الماء الساخن المالح وزيت الخروع طبعا من الأنوف، كان ذلك يؤدي الي الإصابة بالإسهال، ثلاثة منا ماتوا بالإسهال·
ما سبق ليس الا نقطة في بحر الإرهاب الصهيوني الذي يمارس بصورة يومية داخل المعتقلات الإسرائيلية وعددها المعلن ثلاثون سجنا، وهذا الأمر بكل أسف يمر دون أى نوع من العقاب الدولي أو حتى التنديد والاستنكار خصوصا من اؤلئك أشباه المثقفين والسياسيين العرب الذي نددوا بأبشع العبارات بعملية اسر الجنود الثلاثة ولم نسمع لهم أي صوت أو نجد لهم أي موقف حيال اعتقال قرابة عشرة آلاف فلسطيني وعربي بدون أي جريمة سوى الدفاع عن شرف الأمة وكرامتها·
إنها رسالة الفلسطينيين من سجون الاحتلال فهل من مجيب!! |