رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 2 - 8 رمضان 1422هـ الموافق 17 - 23 نوفمبر 2001
العدد 1503

علاقة غريبة تدفع بوطن وشعبه إلى الهاوية
مطر سعيد المطر

”إن الدول التي لا ترتكز على القواعد الأمنية الخمس أسس بناء الدول يستحيل نجاح المسؤول في عمله ويستحيل نجاح خطط العمل الوطني ويستحيل تحقيق الولاء الوطني في هذه الدول”·

إن العلاقة التي تربط بين السيدين محمد عمر رئيس طالبان وبن لادن رئيس القاعدة علاقة غريبة جداً تدعو إلى الدهشة والاستغراب لأنها علاقة بالنسبة للرجلين فوق كل اعتبار وأهم من كل شيء، وهذه العلاقة الغريبة منطقياً وعقلانياً غير مقبولة إنسانياً وعسكرياً ودينياً، ولأنها غير مقبولة إنسانياً قام الملا عمر برفض تسليم بن لادن إلى المملكة العربية السعودية التي طالبت به منذ عام 1998 وكان يفترض برئيس طالبان أن يسعى بقدر استطاعته المحافظة على علاقة بلده بالسعودية وبدولة الإمارات وهما الدولتان من ثلاث دول كانت تعترف بحكومة طالبان من أجل مصلحة أفغانستان وشعبها اقتصادياً وسياسياً، وللانطلاق لكسب المزيد من اعتراف الدول الأخرى·· ورفض الملا عمر تسليم بن لادن إلى أمريكا، أو على الأقل يطلب من صديقه مغادرة أفغانستان لصالح أفغانستان وشعبها، ولكن مع الأسف وجد الملا عمر علاقته بصديقه تفوق مصلحة أفغانستان بل وأهم من من مصلة الشعب الأفغاني ولا يمكن أن يقبل أي عاقل أن تكون مصلحة شخص أجنبي أهم  من علاقات الدول ومن مصالح الشعب·

ولأن هذه العلاقة الغريبة بين الرجلين غير مقبولة عسكرياً قام الملا عمر وهو ولي الأمر الذي يفترض فيه المحافظة على سلامة بلده وأمن مواطنيه بعدم تحكيم العقل والمنطق في دراسة توازن القوة بين بلده وقوات التحالف، مما أدى إلى الإضرار ببلده وقتل وتشريد شعبه من أجل هذه العلاقة الغريبة، ولم يكن الملاعمر في حكمة ورجاحة عقل كفار قريش في عام الفيل الذين لم يورطوا أنفسهم ولم يطلبوا مساعدة القرى العربية المحيطة بهم للدخول في حرب خاسرة مع قوات أبرهة التي جاءت لهدم الكعبة، لأن نسبة توازن القوة بينهم وبين أبرهة تساوي (1 إلى 20) فلم يرموا أنفسهم إلى التهلكة فصعدوا إلى الجبال تاركين أمر الدفاع عن البيت العتيق لله سبحانه وتعالى مع أن الدفاع عن الكعبة أفضل وأشرف وأنبل في التضحية من الدفاع عن بن لادن، ولكن هذا هو الله وهذه هي حكمته، فقوتهم ضعيفة بالنسبة إلى قوة عدوهم وكان يفترض بالملا عمر أن يحكم العقل والمنطق قبل مواجهة قوات التحالف بقيادة أمريكا وهو يعلم أن قوات التحالف تفوقه بنسبة (1 إلى 100) وها هي أفغانستان تُدمر وشعبها يقتل ويشرد بسبب شخص واحد، ولقد جاء على لسان سفير طالبان في باكستان في أحد مؤتمراته الصحافية أن طالبان لن تسلم بن لادن حتى وإن تم قتل كل الأفغانيين، والمشكلة أنه تم خدع المواطن الأفغاني في أن أمريكا تحارب الإسلام كما أن فتاوى الدجل والشعوذة أوهمت الأفغانيين بأنهم الأقوى والنصر لهم·

ولأن أيضاً هذه العلاقة الغريبة غير مقبولة دينياً فإن من يقتل ويجرح من المدنيين وهم تحت حكم طالبان لا يجوز التعاطف معهم، أو مساعدتهم ويتركون لولي أمرهم يتحمل تبعات ما يحدث لشعبه لأن الله أمر المسلمين أن يجاهدوا ضد الظلم الواقع عليهم من قبل ولي أمرهم، أو الهجرة إلى أرض الله الواسعة، وهذا ما فعله بعض الأفغان الذين هاجروا إلى الدول المجاورة وهم المستحقون للمساعدة لعدم قدرتهم على محاربة ظلم طالبان الذين يريدون إبادة الشعب الأفغاني من أجل صديق ولي الأمر وهذا هو الظلم في حد ذاته ومن أجل ذلك نجد أن المؤمنين الذين خرجوا من ديارهم مع أنبيائهم نوح وصالح ولوط وغيرهم عليهم السلام جميعاً لم يأسفوا ولم يندموا على من قتل من الأطفال والمسنين وعلى بعض الأقارب الذين قتلوا غرقاً وبالصرخة وبالعاصفة بأمر من الله لأنهم لم يخرجوا من ديار الظلم وسيتحمل أولياء الأمور الذين تقوقعوا تحت الظلم تبعات تقاعسهم تحت حكم طالبان عن الجهاد وعن الهجرة لإنقاذ أنفسهم وأهليهم ومن أجل ذلك لا يستحق المتضررون من المدنيين - أي مساعدة وعندما اشتكى سيدنا نوح عليه السلام حال ابنه الذي لم يركب معه في السفينة وكان من الغارقين قال له الحق إنه ليس بابنك فندم نوح عليه السلام ندماً شديداً لأنه سمح لعاطفة الأبوة في أن تتفوق ولو لدقائق على الحكمة والعقل·

إذن هذه العلاقة الغريبة بين الرجلين فوق الوطن والشعب وغداً سيكتشف المواطن الأفغاني سر هذه العلاقة التي قتلت وشردت الملايين من الشعب الأفغاني وقطعت أي صلة مع دول العالم من أجل شخص واحد·

�����
   
�������   ������ �����
استكانة شاي.. وتفكير
ألم تجد الاستخبارات المعادية ضالتها؟!
حركة عمليات مباركة
الله يعين خطوطنا الجوية!
الذي لا يعلم.. لا يمكنه أن يُعلّم
هذه هي الصورة
إلى أين تقودنا هذه الدبلوماسية الفاشلة؟!
نحن في حاجة إلى سياسة رادعة
نأسف على "إيه والاّ إيه"!
أهلاً بالقيادة العسكرية الباكستانية
لا يصح إلا الصحيح
ألا توجد نهاية لهذا الموقف السياسي الغريب؟!
"الخرطي" واحد وإن تعددت أنواعه
دعانا الله بالمسلمين ولم يذكرنا إسلاميين
القسم العسكري واضح
تريدون جيشاً... أم لا؟
جعجعة
لقد تعودنا على الأعذار الواهية
أنواع الجرائم الثلاث القذرة
  Next Page

مناقشات المجلس:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
في فكر الغلو:
د.مصطفى عباس معرفي
المتغير في الثقافة العربية والغربية:
يحيى الربيعان
الخروقات الشرعية:
كامل عبدالحميد الفرس
العرب بين التطرف والعولمة!:
عامر ذياب التميمي
الجينات السلفية:
سعاد المعجل
المتعصبون والكويت 1 – 2:
د. محمد حسين اليوسفي
علاقة غريبة تدفع بوطن وشعبه إلى الهاوية:
مطر سعيد المطر
مبارك الدويلة والحسينيات:
عبدالهادي الصالح
شرار ولعبة الأسعار:
عمر اليوسف
من السيد إلى السيد:
عادل رضـا
القرار الغائب:
المهندس محمد فهد الظفيري
دعوة للاختلاف:
بدر العليم