رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 جمادى الأخرى 1425هـ - 28 يوليو 2004
العدد 1638

���� �������
العنف قرين التسلط والفردية مفرخة الاستبداد·· والنفس البشرية بكل نوازعها تواقة الى التميز والى التأثير بمن حولها مستلهمة في ذلك المحيط الثقافي الذي تشكلت فيه والذي عادة ما يكون مزيجا من الموروث والمكتسب، والذي يصبح فيما بعد الوعاء العام للسلوك الإنساني، والعلاقات الاجتماعية بمجملها هي نتاج هذا المحيط والتي عادة ما تفرز العادات والتقاليد لتجعل منها الناظم الأكثر صرامة لحياتنا اليومية··
منذ الإعلان عن الجولة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد إلى عدد من دول شرق آسيا (الصين، اليابان، كوريا، سنغافورة) بدا الكثيرون عاجزون ومن دون مبالغة عن فهم مغزى مثل هذه الجولة مثلما عجزوا في السابق عن فهم مغزى جولاته على المحافظات التي لم ينتج عنها ســـوى تقرير بحثه مجلس الوزراء في جلسته الماضية على عجل.
ذكرنا في المقالين السابقين مثالا لحلقات الفكر، و ينبغي لنا الآن أن نذكر بعض الملاحظات الأولية على الحوار الذي دار بين "ناصر" و "خالد" حول مشروعية تناول لحوم الحيوانات من الناحية الأخلاقية· أول ملاحظة تتعلق بالمكان الذي دار فيه الحوار، فهو يدور في مطعم، ذلك أن حلقة الفكر لا تشترط وجود مكان ذي صفة مقدسة أما الملاحظة الثانية فنتلمسها في تلك الندية بين المتحاورين، وحتى وإن بدا أحدهما أضعف حجة من الآخر،
أوجه مقالي لشخص واحد وهو "الفضولي" وذلك لمكانته التي تتسع كل يوم في المجتمع، حيث أصبحت حوارات المواطن ورسائله سواء الالكترونية أو البريدية أو رسائل الهاتف النقال تبث من خلال محاور تملكها الفضولي بفضوله الذي اغتال كل معاني الأمانة واحترام الخصوصية وغض البصر عن أعراض أناس اتخذ انتهاكها عملا يوميا يخدم فيه نفسه وفضوله·
غرائب وعجائب نقرؤها ونسمعها ونعرف قائلها ولا يعرف إلا عدد قليل ماذا يريد من ورائها، بل هناك أشياء، لا بد لنا من وقفة أو وقفات تجاهها، ففي عالم مليء بالمتناقضات التي لا يخلو منها أي إنسان إلا من عصم، وكما تقر ذلك بحوث علم النفس، فلا غرابة أن يصبح المتطرفون دعاة اعتدال واتزان، منقلبين على تاريخهم الموثق، وأعمدة تنير الحكمة،
يستغرب كثير ممن عرفوا المجتمع الكويتي في فترة الستينيات والسبعينيات من التشدد الرهيب الذي زامن فترة "الصحوة" كما يحلو لأعضاء التيارات الدينية تسميتها· فمن يشاهد "السهرات" الغنائية التي يعرضها تلفزيون الكويت وبعض المحطات الخليجية من تلك الفترة يرى كم كان الناس يتصرفون بعفوية ومن دون تكلف، وكيف يطرب كبار السن عند سماعهم "للصوت" الكويتي والسامري وأنواع الفن وكيف لا يتردد أولئك النفر من محبي الطرب والفن في إبداء متعتهم واستمتاعهم به،
الشريعة الإسلامية توفر تفسيرا عاما للسلوك السياسي والاجتماعي من خلال مجموعة من النصوص الشرعية مستوحاة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لكن هذه النصوص تحوي دائرة واسعة من الاستخدامات الممكنة، كما أنها تتيح بدرجات متفاوتة اختيارا حسب الطلب والوقت (والمصلحة!)·
آفاق ورؤيـــة
يحاول البعض الالتفاف على المعارضة السياسية في المجلس واحتواء انتقاداتها للحكومة ومحاسبتها بالاهتمام بالجانب الاقتصادي·
وهم يتصورون بأن طرح القضايا الاقتصادية سيحتوي المعارضة ويحرجها وخصوصاً وأن التنمية الاقتصادية مطلب يريده الجميع على اختلاف مستوياتهم·
الاعتقالات التي تمت الأسبوع الماضي لمجموعة مكونة من اثني عشر شخصاً يقودهم عسكري متعصب تنبئ بمخاطر جمة، فكيف استطاع هذا العسكري أن يظل في القوات المسلحة وهو يحمل فكر بن لادن الذي يدعو إلى ما يدعو إليه؟ علماً بأن الكويت - في هذه المرحلة - منغمسة في تحالفات دولية وفي دعم التواجد الأميركي البريطاني في العراق فضلاً عن دعم حكومة علاوي الموقتة كي تبقى على أرجلها·
قضيتنا المركــزية
في ذروة الممارسات الإرهابية الصهيونية في فلسطين والتي دمرت الأخضر واليابس، وعاثت في الأرض المقدسة فساداً، يتساءل المرء والألم يتعصر قلبه·
لماذا أضحى الدم الفلسطيني بلا ثمن في سوق النخاسة العالمية؟!!
وأين ذهبت كرامة الأمة العربية عندما تشاهد أرضها ومقدساتها تستباح؟!!
يتعامل العرب مع السياحة باتجاهين، هناك العرب الذين يبحثون عن السياحة والاستجمام في مختلف المواقع العربية والأجنبية، ومن جانب آخر هناك البلدان العربية التي تحاول أن تجذب السياح من مختلف البلدان العربية والأجنبية، لكن كيف يمكن أن تصبح السياحة العربية مصدرا أساسيا للدخل في البلدان التي تتمتع بعناصر الجذب وتتوافر فيها المواقع الأثرية والتاريخية والدينية، أو التي تدخر إمكانات الترفيه؟
من الدروس المستفادة من صدور حكم محكمة العدل الدولية بعدم شرعية جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية الذي ينطوي ضمنيا على الطعن في شرعية الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع وكل الممارسات والنتائج المترتبة على هذا الوجود هو أن هذا الحكم يعيد تأكيد حقيقة لطالما أمعنت قوى وتيارات عدمية في العالمين الغربي والإسلامي في تجاهلها أو التقليل من شأنها ألا وهي عدم موضوعية تقسيم العالم الى معسكرين متضادين أو كما عبر بن لادن الى فسطاطين:
لعل الفقه القانوني ومنذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا وكخلاصة ونتيجة لما توصلت إليه المحافل والمدارس والنظريات القانونية والحقوقية، صدرت ملايين من القوانين والشرائع والمؤلفات إن كانت سماوية أو دنيوية فإن كل ما ورد فيها ينطبق على ما اقترفه صدام حسين وعصاباته وجميعها لا تسقط بالتقادم ولا يمكن تفنيدها وليس بمستطاع أحد ممن يدافع عنه أي كان أن يطعن بها ويبرئ صدام من ارتكابها·