رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 جمادى الأخرى 1425هـ - 4 أغسطس 2004
العدد 1639

���� �������
الأمم الحية والفاعلة في التاريخ الإنساني لم تعتبر يوما التاريخ مجرد أحداث عابرة في حياتها وإنما تعتبره مخزونها وعصارة تجاربها ورسالتها الى المستقبل ومن هذه الثوابت تمضي الخطوات وتبدأ الحسابات· وتاريخنا عموما ثري بأحداثه غني بدروسه وعبره، ولكنه حبيس الكتب ينهل البعض منه بما يناسب قناعاته واتجاهاته بعيدا عن أي تحليل نقدي يهيئ لثقافة فاعلة ومتفاعلة مع روح العصر ومتطلبات الحضارة·
أعني بالسمعة كل ما يعتقده الآخرون عنك، أو الصورة التي تقدمها لبقية أفراد المجتمع عنك، أما الشخصية فهي صورتك الحقيقية، أي تلك الجوانب الخفية في ذاتك و المجهولة لدى الآخرين· على ضوء هذين المفهومين، أجد لزاما علي تعريف المجتمع المحافظ على هذا النحو: المجتمع المحافظ هو ذلك المجتمع الذي تكون الغلبة فيه للسمعة على حساب الشخصية، إنه المجتمع الذي تطغى فيه الصورة الناقصة و المشوهة للفرد على الصورة الكاملة و الحقيقية!
لم يكن مستغربا ألا يزيد عدد الذين "استفادوا" من العفو الملكي الذي أصدرته السعودية لمن يريد العودة إلى "جادة الصواب" من "الفئة الضالة" وهو الاسم الذي يستخدمه الخطاب السعودي الرسمي لوصف المنتمين "للتيار الجهادي" في المملكة والذي أعلن حربا مفتوحة مع الدولة، أقول لم يكن مستغربا ألا يزيد عدد هؤلاء "التائبين" على أصابع اليد الواحدة،
في الوقت الذي يفترض أن نجني ثمار الصحوة الدينية التي بشرت بها التيارات الدينية بُعيد منتصف السبعينيات نجد أن هذه التيارات نفسها تتحدث الآن عن التفكك والانحلال والشذوذ وبروز الظواهر الغريبة على مجتمعنا واكتشفت هذه التيارات أن عدد محبي "ستار أكاديمي" أكبر بعشرات المرات من عدد جماعاتها الرافضة للغناء المخالف للضوابط·
آفاق ورؤيـــة
في مقابلة أجرتها الزميلة "السياسة" يقول د· سليمان معرفي وهو أستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية "إن الحكومة تدوس من يقف معها (بالنعال)"!!
ويكرر أستاذ "الشريعة" هذه المقولة مرة أخرى باستغراب قائلا "فإذا وضعت الحكومة "السلف" في جيوبها فهل يعقل أن تدوسهم بنعالها؟!"
"إذا أعطيت الإنسان سمكة، فإنك تطعمه ليوم واحد، أما إذا أعطيته صنارة صيد، فإنك تطعمه مدى الحياة، وعندما تعلم الإنسان كيف يصنع الصنارة فإنك تمنحه حياة جديدة وليس مجرد طعام" - ستيفن كوفي· "المعلّم" هنا نرمز به إلى النخبة الكويتية المثقفة، ولقب المعلم هو لقب مجازي لنخبة أخفقت في القيام بدورها المنوط بها تجاه المجتمع الذي يعد في أمس الحاجة إلى هذه الفئة المتقاعسة لأسباب متعددة ومتداخلة في آن·
يبدو أن الأطماع لا تنتهي وفكرة الضم والاحتلال والحقوق التاريخية الزائفة قد اختمرت وعششت في أدمغتهم واستهوتهم الفكرة، طبعا غرتهم قوتهم العسكرية وعددهم مقابل عدد أقل وقوة لا توازيهم، أما لو كنا نعادلهم بالعدد والقوة فإننا سنكون أخوة وأشقاء وسيعاملوننا معاملة مختلفة وبنظرة غير فوقية،
إحصائيا منطقة الخليج العربي لها أعلى نسبة من إنتاج النفط الخام في العالم في حين تحتل الولايات المتحدة الأمريكية أعلى نسبة احتياطي للنفط الخام، لاسيما عن جودة نفط الخليج العربي لكن هذا النفط مادة لا يمكن تكريرها، مادة منتهية وهي المصدر الأول للطاقة في الخليج العربي·
قضيتنا المركــزية
ينص القانون الصهيوني الشاذ في أغلب بنوده على أن أي فرد له جد يهودي واحد على الأقل يستطيع الحصول على الجنسية الإسرائيلية، وطبقا لهذا القانون فلا يزال هناك ملايين الأشخاص في أراضي الاتحاد السوفييتي السابق ينطبق عليهم ذلك الشرط،
عندما يتمعن المرء في أوضاع العراق الراهنة يجب أن يتذكر ما مر به هذا البلد من مشاكل ونكبات ومحن··· ومما لا شك فيه أن أهم المحن والنكبات هي استيلاء حزب البعث على السلطة هناك في يوليو (تموز) 1968 حيث لم يكن العراق في أحسن أحواله آنذاك فكان يشكو من عدم الاستقرار السياسي والطموح غير الشرعي لعدد من العسكريين الراغبين في الاستيلاء على السلطات كما لم تكن الظروف الاقتصادية مواتية آنذاك لكن سيطرة البعث ومن ثم مركزية الحكم بيد صدام حسين بعد ذلك أفقدت العراق فرص مهمة للتنمية السياسية والاقتصادية،
تنتاب المرء الدهشة والذهول لهذا الصمت العربي المريب والشامل تجاه ما يحدث فوق أرض دولة عربية أفريقية من جرائم وفظائع وحشية تقشعر لها الأبدان أبرزها الاغتصابات وأعمال القتل الجماعية - لكي لا نسميها بأعمال الإبادة الجماعية كما تتحدث بذلك مختلف التقارير والشهادات الدولية - وكل ذلك يحدث على أيدي ميليشيا "عربية" مدعومة من قوات نظام عربي بل شريكة في أغلب الأحيان في ارتكاب تلك الموبقات··
لتعارفـــــــوا
تحدث لنا أخ أكاديمي كويتي عزيز عن زيارة قام بها أخيرا للبصرة، حيث ذكر أن المسؤولين العراقيين في البصرة أبدوا له امتعاضهم بسبب عدم استثمار الجانب الكويتي في الجنوب العراقي، حيث إن الجنوب يحتاج الى خدمات "البنية التحتية" الأساسية، مثل شبكات الصرف الصحي ومد خطوط الكهرباء وغيرها من الخدمات المدنية والصحية التي تفيد الشعب العراقي في الجنوب، والتي يعود نفعها على الاقتصاد الكويتي أيضا بالخير، كما تزيد من الثقة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين، هذا هو انطباع الجانب العراقي الذي استقاه صديقنا العزيز من مسؤولي البصرة·
شهدت الفترة الزمنية السابقة فراغا إعلاميا فضائيا عراقيا مطلقا وظل الفضاء احتكارا وبامتياز لقنوات فضائية تعبث بحقائق الوضع العراقي وتضخم أعمال تخريب البنى التحتية وتحاول جاهدة عرقلة العملية السياسية الدستورية وإشاعة جو من البلبلة والاضطراب والتعتيم على الوجه المشرق الآخر للعراق، حيث البناء والإعمار وبناء الدولة وانسيابية الحياة العامة وحركتها المطلقة، ما عدا الفضائية الكويتية التي كانت وما زالت تعكس حقائق العراق كما هي والتي لعبت دورا مشرفا قبل وبعد سقوط نظام صدام حتى أصبحت صوتا للعراقيين الذين لا صوت لهم·