رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 محرم 1426هـ - 9 مارس 2005
العدد 1668

���� �������
بعيدا عن المزايدات السياسية فإن الواقع الذي لا يمكن تجاهله هو أن الحكومة وبشكل عام، قادرة "متى شاءت" على تمرير أو منع إقرار أي قانون في مجلس الأمة مهما بلغت درجة "سخونته" دستوريا· الحكومة ممثلة في وزرائها تمثل ثلث أعضاء المجلس، أضف الى ذلك الأعضاء "الموالين" (لكل أسبابه) وبحسبة تقديرية تكون المحصلة التقريبية "للأصوات الحكومية" حوالي نصف أعضاء المجلس.
ثمة مثل ألماني يقول (لا يؤسس البيت على الأرض، بل على المرأة) بيت الشعب عندنا (مجلس الأمة) كي يكتمل بنيانه وقواعده، بحاجة ماسة الى المرأة، وإلا فالديمقراطية عرجاء ومعيوبة، وفي الوقت الذي تنبري فيه الأصوات الحرة، المنادية بتفعيل الآلية الديمقراطية، من خلال توسيع نطاق القواعد الجماهيرية لانتخابات مجلس الأمة، نجد الكهفيين أعداء الحياة والمرأة، نظرتهم الدونية وغير الإنسانية للمرأة لم تتغير، والصورة النمطية المكررة عندهم أن المرأة عورة!!
دوي الأفكار
أم جسوم: ألو معاي نائب معترض على حقوق المرأة السياسية·
النائب: إي نعم·· خير·
أم جسوم: ليش يوليدي معترضين على حقوقنه·
النائب: علشان لا نفتح باب للفساد·
نود بادئ ذي بدء أن نلقي المزيد من الأضواء على المرأة عامة في التاريخ البشري ومراحل التطور التاريخي والسياسي والاجتماعي الذي طرأ على أحوالها وكينونتها حتى نتمكن من فهم طبيعة العوامل التي تتحكم في سير الظاهرة،
مجلس الأمة الكويتي والذي دائما ما نتفاخر به نحن ككويتيين بأننا كنا سباقين في دول المنطقة بإرساء القواعد الأكثر ديمقراطية في محيطنا، لأن هذا المجلس هو السلطة التشريعية في البلد وهو القادر على اتخاذ القرار بما يوافق مصلحة الشعب الذي انتخب هذا المجلس، وبالفعل كان لهذا المجلس دور كبير في تعديل أوضاع كثيرة واتخاذ قرارات تخدم هذا الوطن وأبنائه،
في تاريخ الكويت هناك ثلاث نكبات مر بها النظام الديمقراطي، الأولى بالطبع تزوير انتخابات 1967 والثانية التلاعب بالجداول الانتخابية وعملية التجنيس السياسي التي تمت للتأثير في صناديق الانتخاب· النكبة الثالثة كانت التعديل غير الدستوري الذي أجرته الحكومة منفردة على توزيع الدوائر الانتخابية والذي فتتها إلى خمس وعشرين دائرة بدلا من عشر.
مشروع شائك تناوله البيروقراطيون من مسؤولين ذوي مسميات كبيرة حاليين وسابقين وأبلغته المناوشات مع المقاول المعني الى تجاوز تكلفته الأساسية لمرة ونصف بما يتجاوز ملايين عدة مستقطعة من المال العام وانتهى به الأمر في أروقة المحاكم.
آفاق ورؤيـــة
* نشرت الزميلة "السياسة" خبرا تقول فيه "إن توجه الحكومة تأجيل طلب استعجالها قد تعزز بدرجة كبيرة بعد أن تكثفت ضغوط (النواب المحسوبين عليها) لتجنب إحراجهم مع دوائرهم الانتخابية".
السؤال من هؤلاء النواب المحسوبون على الحكومة بهذا الشكل المكشوف ولماذا "تدلعهم" الحكومة لدرجة أنها على استعداد لسحب أو تأجيل طلب الاستعجال لقانون يخص المجتمع الكويتي كله وسمعة الكويت كدولة أمام دول العالم؟
من الأهم يا حكومة سمعة البلد أم النواب المحسوبون عليكم؟
يتحفنا هذه الأيام نواب دينيون وقبليون بمواقفهم المضحكة، وأقصد هنا موقفهم من قضية حقوق المرأة السياسية· كانوا في السابق يرهبون عقول العامة بحرمة دخول المرأة البرلمان، وأنه عار على الكويتي والكويتيين أن تخوض المرأة في وحل السياسة!! أما الآن عندما أحسوا بأن قانون المرأة قاب قوسين أو أدنى من التطبيق على أرض الواقع،
فضاء الإنترنت ساحة أخرى من الساحات المكتظة بأعاجيب الخطابات التي تزعم أنها اكتشفت "الإسلام" الصحيح، والحقيقة، وسواء السبيل، ويحتشد هذه الفضاء بأسماء "شيوخ" و"فرق" عجيبة، واحدة تزعم أنها الطائفة "المنصورة" وأخرى تزعم أنها الطائفة "الناجية" وتدخل الحلبة طائفة ثالثة تقول، لاهذه ولا تلك، فنحن الطائفة "المنصورة" و"الناجية" معا، ودفعة واحدة.
المحاضرون المحسوبون على جمعية التراث الإسلامي "السلفيون" الذين يلقون محاضرات جماهيرية في سياق الحملة الوطنية للتصدي للفكر الإرهابي يرجعون في الأغلب تنامي الفكر الإرهابي الى ظهور بعض المؤلفات التكفيرية خلال القرن الماضي والتي لاتزال تلقى رواجا في أوساط الشباب مثل كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب دون ذكر لمؤلفات "ابن تيمية وتلامذته" المسؤولة مباشرة أو غير مباشرة عن إيجاد حالة من العداء لكل من هو غير مسلم.
قضيتنا المركــزية
تتميز الديانة اليهودية بوجود الكثير من الانحرافات فيها، وهي تشكل في الوقت نفسه عقبة كبيرة في استمرار "دولة إسرائيل" حيث الخلافات الشديدة بين العلمانيين الذين يقودون الدولة والمتشددين أصحاب النفوذ الآخذ في التزايد وإليكم قصتين تدلان على ذلك.
هل حسمت الحكومة موقفا جادا لإنجاز تعديل قانون الانتخابات بما يسمح للمرأة ممارسة حقوقها الدستورية من انتخاب وترشيح؟ يبدو أن الأمر أكثر إقناعا وجدية هذه المرة من خلال حملات الإعلام الرسمي وقيام عدد من الوزراء بالاتصال بعدد من أعضاء مجلس الأمة من أجل كسب تصويتهم لصالح التعديل على القانون، لكن هل ذلك أمر كافٍ ويمكن أن يحقق هذا التحول الديمقراطي الأساسي في الكويت ويخرج الكويت من الدول التي أدرجت في قائمة التمييز ضد المرأة؟
بلا حــــدود
هنالك محطات مفصلية في التاريخ العربي الحديث، ينبغي تدوينها بهدف الاستشهاد والتأسي بها، أو لحفظها طازجة أبدا في ذاكرة المواطن العربي التي باتت مليئة بأمثلة محبطة من الممارسات السياسية العربية الموغلة في العفن!!
إلى سنوات قليلة خلت من العقد الأخير من القرن الآفل ظلت المذابح والمجازر المتبادلة بين قبيلتي "التوتسي" و"الهوتو" في رواندا والتي هزت العالم هزا هي المثال الأكثر سطوعا وشهرة للتندر والاستغراب لما تخللها من بشائع ولاتساع أعداد ضحاياها الذين قدروا بنحو مليون إنسان قتلوا في بضعة أيام معدودة بأحد الوسائل والطرق كالسواطير والفؤوس.
ألفـــاظ و معـــان
أقر بأنني في بداية أحداث "الإصلاح" في أوكرانيا تأثرت بصور الجماهير الغفيرة العزلاء تحاصر البرلمان لأيام وليال عدة· واليساريون يخفون عادة الجانب الرومانسي في وجدانهم ألا وهو حلم زحف الجماهير لإسقاط حكم ظالم وفاسد دون إطلاق رصاصة واحدة··! ولكن العقلانية تغلبت حين لاحظت الأمور الآتية: