تفخيخ أحلام العراقيين
نشمي مهنا
(1)
فوّت العراقيون الكثير من خطايا الأنظمة العربية والتظاهرات الشعبية الغبية أيام وقوفها الى جانب صدام، ودعواتها له بالصمود في وجه "العملاء" والأمريكان·
وتعالوا عن محاسبة الكتاب والصحافيين أصحاب "براميل النفط" المدفوعة من حساب حرياتهم·
مرروا توصيفات جنبلاط أيامها، واقتراحات حسن نصر الله المصلحية بعقد "اتفاق طائف عراقي" يجمع بين المعارضة وصدام!
وترفعوا عن حقارة الإعلاميين الفضائيين المبررين - بلا حياء - لجرائم المقابر الجماعية·
فوّتوا ذلك وأكثر، لأنهم كانوا منشغلين بطموحاتهم الكبيرة في بناء عراق جديد، وكانت أعينهم وتطلعاتهم باتجاه أفق أبعد وأرحب من ردات الفعل على مواقف ضيقة وقاصرة·
والآن؟!
أن تظل المكائد الشريرة والأيادي القذرة تحاول تثبيت صورة الدمار وتفخيخ الشوارع والأحلام لإلهاء العراق بأمنه، فهذا ما لا يغفره العراقيون لهم·
اللبنانيون أوقفوا التدخل السوري "الشقيق" في شؤونهم، واضطروه الى سحب جيوشه بتظاهرات الورد أو بحداثة لغة الورد، والعراقيون لهم طريقتهم الخاصة في وقف تدخلات الأشقاء المدمرة!
فهل يستوعب "المتدخلون" لهجات الشعوب الغاضبة؟!
(2)
ظاهرة رسائل الاعتذار التي وجهها أكثر من كاتب عربي الى الشعب العراقي بعيد سقوط صدام، لم تكن تعني سوى كذبة جديدة، أو خدعة، أو خوف أو غفلة (وتلك أفضل الخيارات)، لأن من يتجاهل معاناة العراقيين القاسية طوال عقود النظام الصدامي، ولا ينتبه إلا على تلويحة "أبو تحسين" بحذائه استبشارا بسقوط الصنم، ليعرف - بعدها - حجم الحرقة والغل في نفوس العراقيين، هو لا يخرج عن الاحتمالات الأربعة السيئة·
(3)
الى الآن لا أدري لماذا وجهت لي وزارة الإعلام إنذارا على مقالي "ثور ثقافي في سورية" المنشور منذ أسابيع؟!
هل كان حرصا على صورة النظام السوري "الشقيق" أم على الثقافة الرسمية هناك أم دفاعا عن صحيفة "الثورة" أم شفقة على "الثور"؟!
nashmi22@hotmail.com