في ذكرى رحيلهم لا يبتعد الكبار مع توالي الأيام، بل يعودون·
كنا نقول البقاء للصحيح، ونضيف الآن، والبقاء للأنقى·
هذه هي السنة الخامسة تمر، وكأننا لا نفتقد أبا أحمد مع كل سنة تمر، بل وفي كل سنة ستأتي·
نتأكد مع كل سنة كم كان أبو أحمد مثالا من المستقبل لا الماضي، شأنه في ذلك شأن كل ما نتطلع إليه من مواقف نزيهة في الفكر والسياسة والحياة الاجتماعية·
كان مثالنا إذا الذي نراه يتقدمنا دائما، غير آبه بمكسب أو خسارة، غير ملقٍ بالا إلا لإثبات أن الرجال مواقف قبل كل شيء، وخير ما في الحياة وقفات تنوير للأجيال الآتية·
كان يقال لنا "قل كلمتك وامشِ··"، وكنت تقول لنا "قل كلمتك واثبت··"·
وكان يقال لنا "تلك هي السياسة··" وكنت تقول لنا "لا·· تلك هي المنافع الزائلة·· السياسة الحقة أن يكون الإنسان نقياً من الأهواء والنزوات، وأن يتطلع الى صناعة أفق جميل لكل الناس"·
لهذا السبب تظل أفقا يا أبا أحمد، ولم تكن غير ذلك في يوم من الأيام·