رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 رجب 1426هـ - 31 أغسطس 2005
العدد 1693

من ذاكرة الشعر الشعبي(2)
مساجلات شعرية بين الراحل الخرقاوي و الوقيان

                                                           

 

إعداد: نشمي مهنا

استكمالا للمساجلات الشعرية المنشورة في العدد الماضي، ننشر في هذا الجزء القصيدة التي جدد فيها الراحل منصور الخرقاوي عتبه على د· خليفة الوقيان بسبب تغييره للقافية "هل كيف تعطيني شعر غير ما صار؟!"، وهي بنفس وزن وقافية وأجواء قصيدة الوقيان المستوحاة من قصيدة "يا راكبين أكوار ستٍ تبارى" للشاعر الكبير حمود الناصر البدر، ثم يعود د· الوقيان في رد جديد الى القافية الأولى إرضاء لصديقه رغم قناعته أنها ليست "دستورا أو قرآنا" لا يمكن المساس بقدسيتهما·

مساجلات·· أجمل ما فيها الشعر الخالص، والود الذي قاد الشعر الى مناطقه، وعرضه علينا بكل هذا البهاء·

في الجزء القادم يدخل الشاعر الراحل عبدالله الدويش طرفا في السجال الشعري ويضيف جمالا آخرا للصورة·

 

من منصور الخرقاوي الى خليفة الوقيان:

 

جيلك لفاني خوش عندك مهارا

            يا ريف بالي والنِعم فيك تكرار

أهلا عدد ما ناح فوق الزبارا

            طيرٍ يجر الصوت للولف تذكار

يا مرحبا باللي جوابه تجارا

            كالجدول المنساب ما بين الأشجار

القافية أخلفتها في النهارا

            هل كيف تعطيني شعر غير ما صار

العود له عند النشاما وقارا

            وراك تنطع يا خليفة بالأشعار

ماني ابعجزانٍ ولا هي تجارا

            شعري لشعبي وان تمثلت لي كار

دع عنك يا نسل الكرام الحرارا

            لا تسمع الشامت أنا الوافي البار

خل التحدي افتهم للعبارا

            لا تمتحني اترك ابليس لي ثار

شرهت لكن شرهتي لي شرارا

            وشلي ابخلق اللّه والناس اسرار

تقول ما تخفاك حشو الحجارا

            من لا يفرِّق بين طبلٍ ومزمار

وشجابنا للقدح ما هي نمارا

            ماني ابهمازٍ ولا ني ابهذّار

الشعر ما هو يا خليفة تجارا

            فصحى نبط لكن للامثال بيطار

ما قلت لك ذا منطقي ما يجارا

            متواضعٍ ماني من الناس الكبار

ما قلت أنا وياك قوم انتبارا

            انتا على بالي لجل من زمن جار

ترى العفافة للنبي والامارا

            شوقي قبلنا ماخذ المدح من صار

لا تحتقرني لو أخذتك جبارا

            كسري بقلبي والعتب قول ما صار

انت الأديب اللي جوابك نمارا

            النقز خله عنك يا الصاحب البار

ترى الشره ما بين الأحباب غارا

            المؤمنين اللي قبلنا لهم كار

وان كان صابك من لياليك غارا

            حسبة أبوك أنا لي اخبار وأفكار

الحب ما هو عيب دايم ايدارا

            من لا يحب يا صاحبي عدَّه اجدار

كم واحدٍ يطوي لياله نهارا

            يبكي على المحبوب مسكين محتار

والطير ما غنى ابراس الزبارا

            إلاّ من الفرقا والأحباب أسرار

منصور ما يجدح لغيره بنارا

            يشلع على دربه الى شاف مسمار

لولا نديبك فوق شقرٍ افقارا

            ما هاض لي فكرٍ وسويت أشعار

تكفي مثلنا يا خليفة الاشارا

            الحر يا مشكاي ايطقها اطيار

اللوذعي لي من على شن غاره

            مالوم من يمطر على راسي احيار

إسلم ومثلك بالشعر ما يجارا

            ومثلي لزلات الأجاويد صبّار

 

منصور بن منصور الخرقاوي

9/5/1973

 

من الوقيان إلى الخرقاوي ردا على قصيدته (العودة الى قافية الخرقاوي الأولى):

 

حي الجواب اللي كما الدر فتاّن

            تزهى به الحور الرعابيب وتّيه

من الشاعر اللي ما يعادل بميزان

            إلا رجح، يا كيف ننكر معانيه

تسعى له الأشعار من كل بستان

            ويقطف ثمر ما طاب من خير ما فيه

غنت له الأطيار من فوق الأغصان

            وناحت "على روس المباني" قماريه

(منصور بن منصور) قوله الى بان

            مثل السحاب بجمرة الصيف نبغيه

سهلٍ على نفسي ولو كان طوفان

            ومن لا يداري ود غيره نداريه

لاني ابمغصوبٍ ولاني ابّطْران

            ولاني على الصاحب كثيرٍ دعاويه

لكن قولي يا فتى الجود ما كان

            إلا على اللي ما تسرك غناويه

اشعارهم تنزل على النفس احزان

            مثل الصخر ما ينهضم صم جاسيه

وحاشا يصيبك بينهم كود نقصان

            وأنت الذي في موق عيني مخفيه

يا "بوبدر" ما هي مهونة وحقران

            ان ما خطر اسمك على البال طاريه

البدر ما هو بحاجة يوم لإعلان

            وما يرفعه قولٍ وقولٍ يوطيه

شطيت روحك يا فتى سر وإعلان

            وجاني جوابك دامياتٍ مجاويه

ولاني بمطفوقٍ ولاني بعجزان

            وان كنت لك أخلفت يومٍ قوافيه

ما هي بدستور ولا هي بقرآن

            كلٍّ يجر من البحر مايواليه

وهذا جوابي عدت لك ذيك الاوزان

            حتى تعرف أني على القول أوفيه

واعلم تراني الصاحب اللي إلى بان

            بعض الخلل في ملبس الود أرفيه

واسلم عدد ما غرّد الطير بالحان

            وعدّ النجوم بمفرق الليل تضويه

 

خليفة الوقيان

الكويت

9/ 5/1973

طباعة  

يرحل الرجل الكبير.. ويبقى
كنت أفقاً يا أبا أحمد

 
درايش
 
حكومة إلكترونية