رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 رجب 1426هـ - 31 أغسطس 2005
العدد 1693

درايش

"يا رب تفلِّس حكومتنا"!!

 

في "الزمانات" الحلوة التي توقفت عند خمسينات وستينات الكويت، كانت لعودة الأب "الكادود" الى بيته بعدما يستلم راتبه طعم آخر· ففي أول طرقة على الباب، ينفتح له مشهد المنتظرين، "مثل زرازير في عز القايلة"· جميع أهل البيت في استقباله، الزوجة بابتسامتها العريضة، والأولاد بتلهفاتهم، والجدة والعمة بالدعوات·

يظل يوزع لكل نصيبه من الغنيمة الشهرية الهزيلة، الى أن تختفي الابتسامة من وجه الزوجة، وينطفئ التلهف، وتتوقف الدعوات!

صورة جميلة، لها "نيجاتيف" مقلوب في حاضرنا· فأُمُّنا الحكومة (غير الكادودة أصلا) أخذت دور الأب، لكنها لا تستجيب لابتساماتنا المجاملة ودعواتنا لها "بطولة العمر" أو انتظاراتنا الطويلة لها عند الباب· والغريب أن بخلها يزيد كلما زاد راتبها·

تقول الصحف إن أسعار النفط وصلت الى 68 دولارا·

وتقول أيضا إن الإيرادات 8962 مليون دولار، حولت منه 1750 مليونا الى الاحتياطي العام، و897 مليونا الى احتياطي الأجيال القادمة·

والفائض (ما أدري كم!!) وأعتقد أن هناك إيرادا آخر غير النفط (أفلسنا بسببه)، هو حصيلة مخالفات الكاميرات المزروعة على الخطوط السريعة (والخدمات المرورية المتخلفة على حالها!)·

نتابع كل هذه الأخبار، لا عن حسد، ولا عن طمع، لكننا نتساءل: أين "يفسفسون" كل هذه الأموال؟ على صناديق الانتخابات؟! على الدول الشقيقة؟! على تصليح الشوارع التي لا تحتاج الى تصليح؟! على شراء الموالين؟!·· فأوضاعنا كما هي: وزاراتنا، مستشفياتنا، مؤسساتنا الرياضية، مسارحنا، جامعتنا، مدارسنا، الخدمات الطبية والتعليمية والاجتماعية و···

اليوم يئسنا، حتى أن دعواتنا صارت مقلوبة: يا رب ينزل سعر البرميل (!!)، لكي يسقط بعض أعضاء البرلمان ويقل الفساد، فنرتاح، وترتاح أُمُّنا "غير الكادودة" من مطالب أبنائها "المشاغبين" بعدما يتأكدون أن جيبها فاض·

بوسلطان

طباعة  

يرحل الرجل الكبير.. ويبقى
كنت أفقاً يا أبا أحمد

 
من ذاكرة الشعر الشعبي(2)
مساجلات شعرية بين الراحل الخرقاوي و الوقيان

 
حكومة إلكترونية