مذبحة عين الحلوة
16 مايو:1984
عشية الانسحاب الإسرائيلي المنتظر من مدينة صيدا في جنوب لبنان، أوعزت إسرائيل إلى أحد عملائها ويُدعى حسين عكر بالتسلل إلى داخل مخيم عين الحلوة الفلسطيني المجاور لصيدا، واندفعت قوات الجيش الإسرائيلي وراءه بقوة 1500 جندي و150 آلية، وراح المهاجمون ينشرون الخراب والقتل في المخيم دون تمييز تحت الأضواء التي وفرتها القنابل المضيئة في سماء المخيم، واستمر القتل والتدمير من منتصف الليل حتى اليوم التالي حيث تصدت القوات الإسرائيلية لمظاهرة احتجاج نظمها أهالي المخيم في الصباح· كما فرضوا حصاراً على المخيم ومنعوا الدخول إليه أو الخروج منه حتى بالنسبة لسيارات الإسعاف وذلك إلى ساعة متأخرة من نهار ذلك اليوم وأسفرت المذبحة عن سقوط 15فلسطينياً بين قتيل وجريح بينهم شباب وكهول وأطفال ونساء فضلاً عن تدمير 140منزلاً واعتقال 150 بينهم نساء وأطفال وشيوخ·
مذبحة سحمر
20 سبتمبر:1984
داهمت قوات الجيش الإسرائيلي وعميلها أنطون لحد (جيش لبنان الجنوبي) قرية سحمر الواقعة بجنوب لبنان، وقامت القوات بتجميع سكان القرية في الساحة الرئيسية لاستجوابهم بشأن مصرع أربعة من عناصر العميل لحد على أيدي المقاومة الوطنية اللبنانية بالقرب من القرية، وأطلق الجنود الإسرائيليون وأتباع "لحد" النار من رشاشاتهم على سكان القرية العزل وفق أوامر الضابط الإسرائيلي ولحد شخصياً، فسقط من ساحة القرية على الفور 13 قتيلاً وأربعون جريحاً وقد حاولت إسرائيل التهرب من تبعة جرمها بالادعاء أن قوات لحد هي وحدها المسؤولة عن المذبحة، وذلك على غرار محاولتها في صبرا وشاتيلا، إلا أن العديد من الناجين من المذبحة أكدوا أن عدداً كبيراً ممن نفذوها كانوا يتحدثون العبرية فيما بينهم، بينما يتحدثون العربية بصعوبة، كما أن ما حدث في سحمر يمثل نموذجاً لوقائع يومية شهدها لبنان وجنوبه أثناء غزو القوات الإسرائيلية في يونيو 1982 واحتلاله·
مذبحة الحرم الإبراهيمي
25 فبراير 1994 ـ الجمعة الأخيرة في رمضان:
بعد اتفاقات أوسلو أصبحت مدينة الخليل بالضفة الغربية موضع اهتمام خاص على ضوء أجواء التوتر التي أحاطت بالمستوطنين الإسرائيليين بعد طرح السؤال: هل يجري إخلاء المستوطنات وترحيل المستوطنين فيها في إطار مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وتكمن هذه الأهمية الخاصة في أن مدينة الخليل تُعَد مركزاً لبعض المتطرفين من المستوطنين نظراً لأهميتها الدينية، وإن جاز القول فالخليل ثاني مدينة مقدَّسة في أرض فلسطين بعد القدس الشريف وفجر يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الموافق 25 فبراير عام 1994 سمحت القوات الإسرائيلية التي تقوم على حراسة الحرم الإبراهيمي بدخول المستوطن اليهودي المعروف بتطرفه باروخ جولدشتاين إلى الحرم الشريف وهو يحمل بندقيته الآلية وعدداً من خزائن الذخيرة المجهزة· وعلى الفور شرع جولدشتاين في حصد المصلين داخل المسجد· وأسفرت المذبحة عن استشهاد 60فلسطينياً فضلاً عن إصابة عشرات آخرين بجراح، وذلك قبل أن يتمكن من تبقَّى على قيد الحياة من السيطرة عليه وقتله ولقد تردد أن أكثر من مسلح إسرائيلي شارك في المذبحة إلا أن الرواية التي سادت تذهب إلى انفراد جولدشتاين بإطلاق النار داخل الحرم الإبراهيمي·
ومع ذلك فإن تعامل الجنود الإسرائيليين والمستوطنين المسلحين مع ردود الفعل التلقائية الفورية إزاء المذبحة التي تمثلت في المظاهرات الفلسطينية اتسمت باستخدام الرصاص الحي بشكل مكثَّف، وفي غضون أقل من 24ساعة على المذبحة سقط 53 شهيداً فلسطينياً أيضاً في مناطق متفرقة ومنها الخليل نفسها وسارعت الحكومة الإسرائيلية إلى إدانة المذبحة معلنةً تمسكها بعملية السلام مع الفلسطينيين، كما سعت إلى حصر مسؤوليتها في شخص واحد هو جولد شتاين واكتفت باعتقال عدد محدود من رموز جماعتي كاخ وكاهانا ممن أعلنوا استحسانهم جريمة جولد شتاين، وأصدرت قراراً بحظر نشاط المنظمتين الفج، ولكن من الواضح أن كل هذه الإجراءات إجراءات شكلية ليس لها مضمون حقيقي، فالنخبة الإسرائيلية، وضمنها حكومة ائتلاف العمل، تجاهلت عن عمد المساس بأوضاع المستوطنين ومن ذلك نزع سلاحهم ولا شك في أن مستوطنة كريات أربع في قلب الخليل (وهي المستوطنة التي جاء منها جولد شتاين) تمثل حالة نموذجية سافرة لخطورة إرهاب المستوطنين الذين ظلوا يحتفظون بأسلحتهم، بل حرصت حكومة العمل، ومن بعدها حكومة الليكود على الاستمرار في تغذية أحلامهم الاستيطانية بالبقاء في الخليل ودغدغة هواجسهم الأمنية بالاستمرار في تسليحهم في مواجهة الفلسطينيين العزل، بل تعمدت حكومتا العمل والليكود كلتاهما تأجيل إعادة الانتشار المقرر بمقتضى الاتفاقات الفلسطينية الإسرائيلية كي تضمن لحوالي أربعة آلاف مستوطن يهودي بالخليل أسباب البقاء على أسس عنصرية متميِّزة (أمنية ومعيشية) في مواجهة مائة ألف فلسطيني ما زالوا معرَّضين لخطر مذابح أخرى على طراز جولد شتاين وتكمن أهمية جولد شتاين في أنه يمثل نموذجاً للإرهابي الصهيوني الذي لا يزال من الوارد أن تفرز أمثاله مرحلة ما بعد أوسلو· ورغم أن مهنة جولد شتاين هي الطب فقد دفعه النظام الاجتماعي التعليمي الذي نشأ فيه كمستوطن إلى ممارسات عنصرية اشتهر بها ومنها الامتناع عن علاج الفلسطينيين، وجولد شتاين يطنطن بعبارات عن استباحة دم غير اليهود ويحتفظ بذكريات جيدة من جيش إسرائيل الذي تعلَّم أثناء خدمته به ممارسة الاستعلاء المسلح على الفلسطينيين، وهو في كل الأحوال كمستوطن لا يفارقه سلاحه أينما ذهب ومما يبرهن على قابلية تكرار نموذج جولد شتاين مستقبلاً قيام مستوطن آخر بإطلاق النار في سوق الخليل على الفلسطينيين العزل بعد ثلاثة أعوام من مذبحة الحرم الإبراهيمي· وقد تحوَّل قبر جولد شتاين إلى مزار مقدَّس للمستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية·
مذبحة قانا
18 أبريل :1996
وقعت مذبحة قانا في يوم 18 أبريل 1996، وهي جزء من عملية كبيرة سُميَّت "عملية عناقيد الغضب" بدأت في يوم 11 من الشهر نفسه واستمرت حتى 27 منه حين تم وقف إطلاق النار· وتُعَد هذه العملية الرابعة من نوعها للجيش الإسرائيلي تجاه لبنان بعد اجتياح 1978 وغزو 1982، واجتياح 1993، واستهدفت 159بلدة وقرية في الجنوب والبقاع الغربي كانت هذه العملية تستهدف ثلاثة أهداف أساسية غير تلك التي أعلنها القادة والزعماء الرسميون والإعلاميون في إسرائيل: الحد من عملية تآكل هيبة الجيش الإسرائيلي، ومحاولة نزع سلاح حزب الله أو على الأقل تحجيمه وتقييد نشاطه من خلال الضغط إلى الدرجة القصوى على القيادتين اللبنانية والسورية لتحقيق هذا الهدف، ورفع معنويات عملاء إسرائيل في جيش لبنان الجنوبي الموالي للكيان الصهيوني الذي يعيش جنده وقادته حالة رعب وقلق وارتباك وخوف على المصير المتوقع بعد الوصول لتسوية نهائية للوضع في لبنان، وكانت الزعامات الصهيونية في إسرائيل قد أعلنت أن الهدف من وراء هذه العملية هو أمن مستعمرات الشمال وأمن الجنود الإسرائيليين في الحزام المحتل في جنوب لبنان، إلا أن المراقبين رصدوا تصريحات لوزراء الدفاع والخارجية، بل شيمون بيريز نفسه (رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت) تشير للأهداف الثلاثة التي ذكرناها سلفاً ولا يمكن تجاهل اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية ورغبة رئيس الوزراء (شيمون بيريز) آنذاك في استعراض سطوته وجبروته أمام الناخب الإسرائيلي حتى يواجه الانتقادات التي وجهها له المتشددون داخل إسرائيل بعد الخطوات التي قطعها في سبيل تحقيق هذا قدر يسير من التفاهم مع العرب، فمنذ تفاهم يوليه 1993الذي تم التوصل إليه في أعقاب اجتياح 1993المعروف بعملية "تصفية الحسابات"، التزم الطرفان اللبناني والصهيوني بعدم التعرض للمدنيين، والتزم الجانب اللبناني بهذا التفاهم وانصرف عن مهاجمة شمال إسرائيل إلى محاولة تطهير جنوب لبنان من القوات التي احتلته في غزو 1982 المعروف بعملية "تأمين الجليل"، ومع تزايد قوة وجرأة حزب الله في مقاومة القوات المحتلة لجنوب لبنان فزعت إسرائيل وشرعت في خرق التفاهم ومهاجمة المدنيين قبل العسكريين في عمليات محدودة إلى أن فَقَدت أعصابها، الأمر الذي ترجمه شيمون بيريز إلى عملية عسكرية يحاول بها أن يسترد بها هيبة جيش إسرائيل الذي تحطَّم على صخرة المقاومتين اللبنانية والفلسطينية ويستعيد بها الوجه العسكري لحزب العمل بعد أن فَقَد الجنرال السابق رابين باغتياله·
ومما يُعَد ذا دلالة في وصف سلوك الإسرائيليين بالهلع هو حجم الذخيرة المُستخدَمة مقارنةً بضآلة القطاع المُستهدَف، فرغم صغر حجم القطاع المُستهدَف عسكرياً وهو جنوب لبنان والبقاع الغربي إلا أن طائرات الجيش الإسرائيلي قامت بحوالي 1500 طلعة جوية وتم إطلاق أكثر من 32 ألف قذيفة، أي أن المعدل اليومي لاستخدام القوات الإسرائيلية كان89 طلعة جوية، و 1882 قذيفة مدفعية وقد تدفَّق المهاجرون اللبنانيون على مقار قوات الأمم المتحدة المتواجدة بالجنوب ومنها مقر الكتيبة الفيجية في بلدة قانا، فقامت القوات الإسرائيلية بقصف الموقع الذي كان يضم 800 لبنانياً إلى جانب قيامها بمجارز أخرى في الوقت نفسه في بلدة النبطية ومجدل زون وسحمر وجبل لبنان وعاثت في اللبنانيين المدنيين العزل تقتيلاً وأسفرت هذه العملية عن مقتل 250 لبنانياً منهم 110 لبنانيين في قانا وحدها، بالإضافة للعسكريين اللبنانيين والسوريين وعدد من شهداء حزب الله، كما بلغ عدد الجرحى الإجمالي 368 جريحاً، بينهم 359 مدنياً، وتيتَّم في هذه المجزرة أكثر من 60 طفلاً قاصراً وبعد قصف قانا سرعان ما تحوَّل هذا إلى فضيحة كبرى لإسرائيل أمام العالم فسارعت بالإعلان أن قصف الموقع تم عن طريق الخطأ، ولكن الأدلة على كذب القوات الإسرائيلية بدأت تظهر وتمثَّل الدليل الأول في فيلم فيديو تم تصويره للموقع والمنطقة المحيطة به أثناء القصف وظهرت فيه لقطة توضح طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار تُستخدَم في توجيه المدفعية وهي تُحلق فوق الموقع أثناء القصف المدفعي، بالإضافة لما أعلنه شهود العيان من العاملين في الأمم المتحدة من أنهم شاهدوا طائرتين مروحيتين بالقرب من الموقع المنكوب، ومن جانبه علَّق رئيس الوزراء الإسرائيلي (شيمون بيريز) بقوله: "إنها فضيحة أن يكون هناك 800 مدني يقبعون أسفل سقف من الصاج ولا تبلغنا الأمم المتحدة بذلك"· وجاء الرد سريعاً واضحاً، إذ أعلن مسؤولو الأمم المتحدة أنهم أخبروا إسرائيل مراراً بوجود تسعة آلاف لاجئ مدني يحتمون بمواقع تابعة للأمم المتحدة، كما أعلنوا للعالم أجمع أن إسرائيل وجهت نيرانها للقوات الدولية ولمنشآت الأمم المتحدة 242 مرة في تلك الفترة، وأنهم نبَّهوا القوات الإسـرائيلية إلى اعتدائها على موقـع القوات الدولية في قانا أثناء القصف·
مذبحة مخيم جنين
3-3 ابريل 2002
مذبحة مخيم جنين من أفظع المجازر الصهيونية التي ارتكبت بعدما دعيت اتفاقيات أوسلو وهي وإن لم تكن الوحيدة في المسلسل الإجرامي إلا أن فظاعتها فاقت كل تصور إذ هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي مخيم جنين المكتظ باللاجئين الفلسطينيين الذين اقتلعوا في العام 1948 من أراضيهم بمختلف أنوع الأسلحة، الطائرات المروحية "الأباتشي والكوبرا الأمريكية الصنع" والدبابات والجرافات الضخمة التي تصنعها شركة كاتربلو الأمريكية خصيصا لتدمر الموت وإبادة الأحياء السكنية·
في 3 إبريل وعند الساعة الثانية ظهرا بدأت الدبابات الإسرائيلية بقصف منظم لمخيم جنين من كل الجهات، ثم بدأت القوات الخاصة باقتحامه واتخاذ مواقع علي أسطح البيوت، وتم إغلاق الطرقات المؤدية للمخيم، وبدأت الطائرات المروحية بقصف بيوت المخيم بالصواريخ في 5 إبريل وبعد ثلاثة أيام تقدمت الجرافات والدبابات وبدأت بهدم بيوت المخيم على رؤوس سكانها، وتمت تسوية أحياء كاملة بالأرض وقتل مئات من سكان المخيم إما رميا بالرصاص أو بفعل القصف المدفعي والصاروخي ونقل عن شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي قام بدفن مئات الجثث في قبر جماعي وسط المخيم بينما يعمل على نقل مئات أخرى بشاحنات الى غور الأردن وأماكن مجهولة أخرى·
وفي يوم 12 إبريل على المذبحة المتواصلة حاولت فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدخول الى المخيم فمنعتها القوات الإسرائيلية ومع تسرب أنباء فظاعة الإبادة التي مارستها القوات الإسرائيلية، اتخذ مجلس الأمن قرارا بإرسال بعثة لتقصي الحقائق لم تلبث إسرائيل إن رفضت دخولها ومنعتها من الوصول الى المخيم وأعلن كوفي أنان أمين عام الأمم المتحدة حل البعثة·
منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية رأت في ما ارتكبه الجيش الإسرائيلي جرائم حرب، حيث تمت عمليات قتل وإعدام للمدنيين وهدم للبيوت بل واستخدام المدنيين كدروع بشرية وقصفت بيوت المخيم عشوائيا وحين طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من أمينها العام كوفي أنان تقديم تقرير من المعلومات المتوافرة اكتفى هذا بتقديم تقرير وجه فيه اللوم الى ؟؟؟؟ الى الجيش الإسرائيلي الذي ارتكب المجزرة والفلسطنيين الذين كانوا ضحية لإرهاب دولة إسرائيل! أما الوفد الأمريكي في الأمم المتحدة فكان تعليقه أن قرار إسرائيل عدم استقبال بعثة تقصي حقائق أمر مؤسف·· وزعم "أنه ليس هناك دليل على وجود مذبحة"!!
مجزرة شاطىء غزة
11 يونيو 2006
في سلسلة المذابح شبه اليومية التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة، قامت السفن الحربية الإسرائيلية بمهاجمة عائلات فلسطينية بقذائفها، فبادت عائلات بأكملها يوم 11 يونيو 2006 كانت ترتاد شاطىء غزة وأثارت العالم الصورة الشهيرة للطفلة الفلسطينية "هدى أبو غالية" وهي تندب والدها ووالدتها وأخوتها الصغار الذين قتلتهم القذائف الصهيونية الموجهة من البحر·
مذبحة قانا (2)
30 يوليو 2006
هذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها الطائرات الإسرائيلية بلدة "قانا" الجنوبية اللبنانية، تهاجم فيها البربرية الإسرائيلية أحياء هذه البلدة السكنية بأكثر من خمسين غارة، واستشهد في هذه الغارات ما يقارب 60 لبنانياً بينهم 37 طفلاً، حولتهم الطائرات إلى جثث متلوحة وأشلاء، وجاءت هذه المذبحة في سباق سلسلة المذابح الصهيونية التي بدأت الطائرات الإسرائيلية وقذائف المدفعية بارتكابها ضد المدنيين اللبنانيين مع بداية الهجوم الواسع على لبنان، حيث ظلت طيلة أكثر من شهر تواصل هجماتها على الجسور والطرق والقرى والمدن في حرب إبادة مفتوحة، حولت فيها أحياء كاملة في العاصمة بيروت إلى ركام، وهاجمت قوافل المدنيين النازحين من قراهم بصواريخ الطائرات، هذه الحرب الهمجية التي مازالت متواصلة تجيء في مواجهة المقاومة اللبنانية الصلبة التي واجهت الجيش الإسرائيلي في الجنوب ودمرت أسطورته كجيش لا يقهر، فانصبّ الحقد الصهيوني على المدنيين العزل، ومازال يواصل هجماته بعد أن ثبت فشله في تحقيق أي انتصار على أرض المواجهة العسكرية·
* * *
قواعد المنطق الصهيوني!!!
قاعدة رقم (1)
في الشرق الأوسط، العرب هم الذين يهاجمون أولاً، وإسرائيل هي التي تدافع عن نفسها، وهذا هو ما يسمى "الثأر"·
قاعدة(2)
ليس للعرب، سواء كانوا فلسطينيين أو لبنانيين، الحق في قتل المدنيين الإسرائيليين على الإطلاق، فهذا هو "الإرهاب"·
قاعدة رقم(3)
لإسرائيل الحق كل الحق في قتل العدد الذي تشاءه من المدنيين العرب، وهذا هو ما يدعى "حق الدفاع الشرعي عن النفس"·
قاعدة رقم(4)
حين تقتل إسرائيل الكثير من المدنيين تطالب القوى الغربية بضبط النفس، وهذا هو ما يسمى "رد فعل المجتمع الدولي"·
قاعدة رقم(5)
للإسرائيليين الحق في اعتقال ما ترغب من اللبنانيين والفلسطينيين، أكثر من 10 آلاف سجين كما الحال الآن وبينهم 300 طفل، كل ما يحتاجونه هو أن ينطقوا بالكلمة السحرية "إرهاب"·
وهذا هو كل ما يحتاجونه لرمي العرب وراء القضبان بلا أية تهمة·
القاعدة رقم(6)
حين تقول "حزب الله"، عليك أن تضيف دائماً "الذي تدعمه سورية وإيران"·
القاعدة رقم(7)
حين تقول "إسرائيل" عليك أن لا تضيف أبداً "التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا" كي لا يبدو النزاع مختلاً اختلالاً كبيراً·
القاعدة رقم(8)
لا تشر إلى "مناطق محتلة" أبداً، أو "قرارات الأمم المتحدة" أو "انتهاكات القانون الدولي" أو "اتفاقيات جنيف"، فقد يشوش هذا أذهان مشاهدي التلفزيون، ويؤدي بهم إلى طرح أسئلة ذات صلة بهذه المصطلحات·
القاعدة رقم(9)
يتحدث الإسرائيليون الإنجليزية أفضل من العرب، وهذا هو السبب الذي يجعل وسائط الإعلام تمنحهم وتمنح أنصارهم المزيد من أوقات البث، وذلك هو السبب في أنهم يستطيعون أن يشرحوا لنا جميعاً القاعدة الأولى وصولاً إلى الثامنة، وهذا هو ما يسمى "موضوعية وسائط الإعلام"·
القاعدة رقم(10)
إن لم تأخذ بأية قاعدة من هذه القواعد أو توافق عليها، أو إذا اعتقدت أنها تحابي طرفاً واحداً دون الآخر، فما هذا إلا لأنك "عدو للسامية" خطير·

______________________
للعودة