لندن - د· ب· أ· رويترز - أفاد بيير سان السكرتير العام لمنظمة العفو الدولية أثناء عرضه تقرير المنظمة لعام 2000 أنه من الممكن منع العديد من الأزمات المتعلقة بحقوق الإنسان إذا ما وضع المجتمع الدولي والحكومات حقوق الإنسان على قمة جدول أعماله·
وقال مستشهداً بعدد من الأمثلة على التدخلات الدولية مثلما حدث في كوسوفو وتيمور الشرقية، والأمثلة على عدم التحرك الدولي كما هو الحال في الشيشان وأفريقيا: "إن التدخل وعدم التحرك كلاهما يمثلان فشل المجتمع الدولي"·
وأضاف "المشكلة لا تكمن في عدم وجود إنذار مبكر، ولكن في الافتقار إلى التحرك المبكر"·
ضرورة التحرك
وقالت المنظمة إن المؤشرات التي انذرت بوقوع الأزمات التي تعرضت لها بوروندي والشيشان وتيمور الشرقية وكوسوفو عام 1999 كانت واضحة للعالم وللحكومات لكي يقوموا بتحرك لوقفها·
وأضافت "أن العمل الوقائي يتطلب من الحكومات استنكار انتهاكات حقوق الإنسان من قبل حلفائها وأعدائها على حد سواء"·
وحذرت المنظمة من أن العقوبات الاقتصادية يجب ألا تقود إلى انتهاك الحقوق الاجتماعية والاقتصادية مثلما يحدث في العراق حيث يفتقر الأطفال إلى الغذاء والدواء·
وقال إن حقوق الإنسان تنتهك يومياً من قبل المسؤولين الحكوميين والمعارضة المسلحة والجماعات شبه العسكرية في 144 دولة على الأقل·
وجاء في تقرير المنظمة أنه تمت خلال العام إعدامات بدون محاكمة في 38 دولة وإعدامات بعد المحاكمة في 31 دولة· وأضاف أنه يوجد سجناء ضمير في 61 دولة على الأقل وقضايا تعذيب وإساءة معاملة في 132 دولة واختفاء أشخاص في 37 دولة· وقال التقرير إن الأرقام الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير·
الحكومات تتغاضى
وأوضح أن الحكومات تتغاضى عن محنة الضحايا، وأن النداءات التي يطلقها الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب أو الذين اعتقلوا بغير حق وحرموا من حقوقهم·
أضاف التقرير أن المعتدين يفلتون من العقاب رغم التقدم الذي حصل في تقديمهم للعدالة، ومثال على ذلك محاول محاكمة دكتاتور تشيلي السابق أوغستو بينوشيه· ورحب سان بالحوار حول التدخل العسكري لمكافحة انتهاكات حقوق الإنسان وأقر في الوقت نفسه الآراء المؤيدة والمناهضة لذلك غير أنه شكك في بعض دوافع ذلك التدخل·
وقال سان: "نحن لا ندعو إلى العمل العسكري ولا نعارضه لكننا نقوم بحملة لتوضيح الطرق التي يجب؛ أن تتم بها هذه التدخلات"·
وأشار إلى أن المجتمع الدولي انتقائي في أفعاله· فهو يفرض عقوبات على ليبيا والعراق لإجبارهما على الانصياع لقرارات مجلس الأمن بينما لا يفعل الشيء ذاته مع إسرائيل·
أسلحة·· للاقتتال
وقارن بين التحرك الذي تم بشأن كوسوفو وتيمور تشهد حالياً العديد من النزاعات، تتزايد وأن الحكومات التي ساندت حقوق الإنسان أعادت اللاجئين إلى مناطق الخطر·
وأشارت المنظمة إلى "وحشية الشرطة في الأمريكتين" وقالت إن إعدام الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم عندما لم يكن عمرهم يزيد عن 18 عاماً في الولايات المتحدة هو "انتهاك صارخ لمعايير حقوق الإنسان الدولية"·
أما في أوروبا فقد أشارت منظمة العفو إلى "وسائل الاعتقال الوحشية والخطيرة مثل الإغلاق المتعمد للمرات التنفسية للشخص" في بلجيكا وسويسرا التي ينجم عنها وفاة العديدين·
وقالت المنظمة إن قوات الأمن الإسرائيلية تفلت من معاقبتها على ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، وأن الفلسطينيين لايزالون يعانون من سوء المعاملة ومن هدم منازلهم·
