رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 مايو 2007
العدد 1775

المسار الفلسطيني: حركة أم ضجيج؟

كتب محرر الشؤون الخارجية:

في الضفة الغربية وقطاع غزة شبه انتفاضة· في استكهولم محادثات سرية فلسطينية وإسرائيلية· وفي الضفة أيضاً، يصر ياسر عبد ربه على الاستقالة من رئاسة الوفد المفاوض ويرفضها عرفات· في القدس الغربية، يوافق الكنيست الإسرائيلي بعد حكومة باراك على مبدأ تسليم ثلاث قرى محاذية للقدس الشرقية إلى السلطة الفلسطينية· ذلك جاء بعد مرور يومين على انقضاء الموعد المضروب لإبرام الاتفاق  الإطار للوضع النهائي· فماذا يحدث على المسار الفلسطيني؟

شبه الانتفاضة هي مكرسة رسمياً للاحتجاج على استمرار حبس السجناء الفلسطينيين في إسرائيل، وإحياء للذكرى الـ 52 لـ "النكبة"· لكن حدتها غير المسبوقة - إلا في سبتمبر من عام 1996، عند سقوط عشرات القتلى الفلسطينيين وبعض القتلى الإسرائيليين في مواجهات ما يسمى قضية النفق (تحت المسجد الأقصى) - تعيد إلى الأذهان انتفاضة الثمانينيات، وتوحي في حال انهيار عملية السلام بما يمكن أن يكونه المستقبل· فالتظاهرات والمواجهات المستمرة منذ يوم الجمعة أوحت بأن السلطة الفلسطينية غضت الطرف· فهل كانت تواجه ضغوط باراك بمثلها؟

لا شيء يمنع أن تكون السلطة تقصد ذلك في وقت تعمد فيه إلى أسلوب يعيد إلى الأذهان ما سبق اتفاق أوسلو -ـ لا سيما أن المفاوض الفلسطيني هو نفسه، أحمد قريع الذي يرأس المجلس التشريعي· وإذا كان مفهوماً أن يجمد عرفات وفد الأراضي المحتلة عن التفاوض عام 1993 ليستبدله بمعاونيه، على اعتبار أن الدولة العبرية تنازلت لتتفاوض بعد رفض طويل مع منظمة التحرير، فمن غير المفهوم الآن أن يجمد عرفات الوفد الحالي برئاسة عبد ربه إلا إذا كان يعتبر أن الأخير عقبة في طريق التقدم·

كثيرة هي الدلائل التي تصب في مصلحة ترجيح كفة الاتفاق - الإطار وتوقيعه في يونيو المقبل· فقد أوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن باراك سيحاول عندما يزور واشنطن الأحد أن يقنع الإدارة الأمريكية بعدم تقديم اقتراحات لتنشيط المسار الفلسطيني· ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية أن ذلك يعود إلى كون المقترحات الأمريكية في ما يخص القدس الشرقية وحدود الدولة الفلسطينية هي أقرب - حسب المصادر نفسها - إلى المقترحات الفلسطينية· وقد يكون ذلك صحيحاً، وقد لا يكون فطالما استعمل باراك الترتيبات الإعلامية في خدمة نهجه التفاوضي·

لكن هل تكون زيارة باراك هي لهذه الغاية؟ أم هي استدعاء حسب ما تنشر الصحافة الإسرائيلية؟ فهذه الأخيرة اعتبرت أن زيارته الأخيرة لواشنطن في أبريل، التي أعقبتها زيارة لعرفات بعد أسبوع، ليلتقي بيل كلينتون كانت دعوة أمريكية لدفعه إلى وقف التسويف·

كان هناك أيضاً كثير من الضجيج على المسار الفلسطيني فقد التقى باراك وعرفات في الثامن من مارس، ثم التقيا في السابع من مايو الجاري· وبين هذا التاريخ وذاك، جرت مفاوضات في إيلات ورام الله· ثم نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية ما سمته "قواعد اتفاق سلام" أرساها باراك وعرفات في الاجتماع الأخير تطول القدس الشرقية والمستوطنات واللاجئين·

هذه الدلائل تقابلها وقائع عنيدة قد تجعل الآمال في تسوية قريبة أو شبه تسوية مجرد أضغاث أحلام، على الأقل في المدى القريب· أما السبب فهو النهج العنيد الذي يتبعه باراك على المسار الفلسطيني ليراوح بعد كثير من الحركة مكانه·

لقد أطلق باراك كثيراً من الوعود في حملته الانتخابية السنة الماضية لكنه لم يتقدم حتى الآن على المسار الفلسطيني بأكثر مما فعل سلفه اليميني بنيامين نتانياهو· أما الموعد الوحيد الذي لا يستطيع التراجع عنه من دون أن تنزل به خسارة فادحة فهو على غير هذا المسار: إنه موعد السابع من يوليو لاستكمال الانسحاب من لبنان· وفي ما عدا ذلك، يبقى باراك عملياً حتى الآن مجرد نتانياهو آخر·

من حيث ظاهر الأمور، يرى بعضهم أن باراك أقدم على ما لم يجرؤ عليه جميع أسلافه العماليين: فقد قرر نهائياً الانسحاب من جنوب لبنان من جانب واحد· وهو أعلن صراحة، نقيضاً لما فعله أسلافه سراً، أنه سيتخلى عن مرتفعات الجولان· وهو يبدي ثقة كبيرة في قدرته على تسويق أي اتفاق يبرمه في أوساط الشعب الإسرائيلي·

لكن ما أثبته باراك حتى الآن هو قدرته على دفع خصومه العرب، بالذكاء أو بالحيلة، إلى ما يسمى "لحظة الحقيقة" فالانسحاب من لبنان أحدث إرباكاً في بيروت ودمشق، لكنه لم يستطع حتى الآن أن يدفع الرئيس السوري إلى التنازل عن حدود الرابع من يونيو لعام 1967· فهل كان باراك يسعى عبر مواقفه المعلنة إلى إبرام تسوية أم إلى الحصول على عذر مقنع للعالم بأنه غير مسؤول عن وقف عملية السلام؟

والآن يحاول باراك أن يدفع عرفات إلى الزاوية نفسها· فهو لم يعد يكترث بأن تعلن السلطة الفلسطينية الدولة المستقلة متى شاءت· لكن هل يستطيع عرفات أن يرفض على نحو ما فعل الأسد؟ للإجابة عن ذلك، ينبغي الإجابة عما يلي: هل يملك عرفات تفويضاً من العالمين العربي والإسلامي يخوله التخلي عن القدس الشرقية وفق ما نشرت "لوموند"؟ وهل يستطيع أن يوقع اتفاقاً يبقي المستوطنين الإسرائيليين في أراضي 1967؟ وهل يستطيع التخلي عن الحق في العودة لمئات الآلاف من اللاجئين المنتشرين في الدول العربية وأراضي الحكم الذاتي؟ وإذا كان يستحيل على عرفات أن يوقع اتفاقاً يدفن جميع أحلام الفلسطينيين، لا تعود هناك أي إمكانية لتوقيع اتفاق - إطار للوضع النهائي·

طباعة  

فيما اعتبرت فرصة مواتية للعهد الجديد لتدشين الحملة ضد الفساد
بقاء الجراح.. تضحية بالمال العام واستهانة بالمجلس

 
المتهم الخامس أربع ساعات أمام لجنة التحقيق
 
"الإعلام": النيابة حفظت ملف "شبك محطة كبد" والتحقيق جار في "مهاجع الحرس"
"الطليعة": ماذا فعلت الوزارة للمقاول وهل نفذ العقد؟

 
نفذه بضعف المدة والتكاليف
المقاول ينجز مبنى ديوان رئيس الوزراء

 
إثارة الغبار عن الفحم المكلسن والمدينة الإعلامية
على طريقة "لاق الصياح بصياح"

 
اقتراح بقانون قدمه مسلم البراك بصفة الاستعجال
مزيد من القيود على العاملين بالجهات الرقابية

 
في اقتراح برغبة تقدم به إلى مجلس الأمة
الحريتي: "الخارجية الكويتية" مطالبة بالتصديق على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية

 
في ندوة للتحالف الوطني الديمقراطي "جلسة الناقلات ..كشف المواقف":
 
لا تقدم من المنتجات النفطية المحلية سوى الوقود
"الوقود الخاصة" من يراقبها وماعلاقتها بـ"المؤسسة"؟

 
تحليل سياسي
إرهابيون بقناع جهادي إسلامي ينقضون على الجيش اللبناني

 
الفساد يعم بعض "التعاونيات" و"الشؤون" صامتة!!
 
"حركة" "حدس"