رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 ربيع الأول 1425هـ - 12 مايو 2004
العدد 1627

"ونحن نعيش أجواء الذكرى السادسة والخمسين لقيام دولة إسرائيل"
شارون··· 62 عاماً من الإرهاب وسفك الدماء العربية

 

      شارون و ديان في بداية الخمسينات                  من ضحايا الإراهابي شارون

 

إعداد : عبدالله عيسى الموسوي

باحث في الصراع العربي – الإسرائيلي

مايو – 2004

 

·         أول هديه تلقاها الإرهابي "شارون" من والديه بندقية صيد وخنجر حاد النصل!!

·         عشرات المجازر أشرف على تنفيذها الإرهابي شارون والشاهد الحي عليها أوامره بتدمير مخيم جنين قبل عامين

·         يقول شارون عن وضع مدينة القدس: "لاحق لنا أبداً في تقديم تنازلات في القدس، ببساطة لاحق لنا في ذلك، فهي وديعة أودعت بين أيدينا"

·         في عام 1953 طلب من قيادة الجيش السماح له بتكوين وحدة عسكرية من  المحكوم عليهم في جرائم القتل وعرفت فيما بعد بالوحدة 101 التي ارتكبت الكثير من المجازر

 

تقديم:

 

لم يكن إقدام رئيس وزراء الكيان الصهيوني "أرييل شارون" على إرتكاب جرائم إبادة المدن مثلما حصل في مخيمي "جنين" و "نابلس" حدثاً طارئاً، في تاريخ هذا الرجل، ولم تكن جرائم اغتيال قادة حركات التحرر والمقاومة  الفلسطينية والتباهي بالإشراف الشخصي عليها تمثل سلوكاً شاذاً أجبرته الظروف على إرتكابها، بل هي عقيدة أصلية متجذرة في عقلية هذا السفاح·

واليوم، ونحن نشهد الذكرى 56 لقيام الكيان الصهيوني فإننا سنحاول من خلال هذه الدراسة الموجزة فهم طبيعة هذا الكيان ودمويته من خلال القراءة السريعة لتاريخ أحد أبنائه المخلصين، حيث إن "شارون قضى أكثر من 62 عاماً في الإرهاب وسفك الدماء العربية أي قبل 8 سنوات على قيام الدولة، وهو شهد وشارك في جميع الحروب العربية مع "إسرائيل" ويحفل سجله الشخصي بجرائم أشرف عليها وقام بتنفيذها بشكل لايتصوره عقل إنسان سوي·

وسوف تنقسم دراستنا إلى ثلاثة أقسام رئيسية·

·         الأول: عرض موجز لأهم المحطات في حياة الإرهابي شارون·

·         الثاني: أهم المجازر التي إرتكبها السفاح شارون·

·         الثالث: قراءة في فكر الإرهابي شارون·

 

أولا: "عرض موجز لأهم المحطات

في حياة الإرهابي شارون"

 

يقول "شارون" في مذكراته: "لم أعرف طفولة سعيدة كما هي حال الأطفال الآخرين، فوالدي - صموئيل" كان شخصاً قاسياً ويكره العرب بصورة كبيرة"·

ويضيف أن جده هاجر إلى "إسرائيل" سنة 1910 وهو ينحدر من أصول بولندية وتؤمن عائلته بصورة مطلقة بحقوقهم التي لاتقبل المناقشة في أرض فلسطين التاريخية·

ولقد تلقى أول هدية في عيده ميلاده الثالث عشر من أمه وكانت عبارة عن "بندقية" ومن والده وكانت عبارة عن "خنجر"· أما أول لعبة كان يستمتع بها وهو طفل، فكانت عبارة عن جمع فأر وقط في مكان ما والتمتع بمشاهدة المعركة غير المتكافئة·

كان شديد التعلق بأمه، حتى أنه في عام 1967 وفي أثناء التحقيق مع بعض الأسرى المصريين، قالت له والدته بالحرف الواحد: "لا تصدقهم·· لاتثق بهم·· !!" وفي نهاية الأمر، أمر بكسر عظام الجنود وهو يشرب نخب الانتصار!!·

هذه نبذة سريعة تبين الأجواء التي أحاطت بشارون، أما بقية سيرته الدموية فنوجزها بالتالي·

- ولد في 27/9/1982 في مستوطنة "كفار مالال"·

- تزوج مرتين وهو أرمل حالياً، وأب لثلاثة أبناء توفي أحدهم في حادث إطلاق نار، ويقال أن زوجته الأولى انتحرت بعدما علمت بأنه يقوم بخيانتها مع أختها الصغرى التي تزوجها بعد وفاة شقيقتها الكبرى مباشرة!!·

- حصل على دبلوم في التاريخ ودراسات الشرق الأوسط، والإجازة الجامعية في الحقوق ·

- انضم إلى عصابات الهاغاناة عام 1945 ومن قبلها بثلاث سنوات كان عضواً نشيطاً في كتائب الشبيبة الصهيونية·

- تولى قيادة فصيل في حرب عام 1948، حيث شارك في تهجير وقتل الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني·

- في عام 1951 رقي إلى منصب "ضابط استخبارات" حيث كلف بالكثير من المهام اللإنسانية·

- المجزرة الأشهر في سجله الدموي ارتكبها عام 1953 في قرية "قبية" عندما دمرها بمن فيها·

- دخل المعترك السياسي عام 1973 وتولى الكثير من المناصب الرسمية·

- إبان توليه حقيبة وزارة الدفاع، سمح للميليشيا اللبنانية الموالية لإسرائيل بدخول مخيم " صبرا وشاتيلا" حيث ارتكبت مجازر مروعة هناك، وأُجبر على الاستقالة بعد ذلك نظراً لدوره الواضح في المجزرة ·

- عاد تدريجياً لتولي المناصب السياسية في حزب الليكود إلى أن تولى رئاسته، وبعد تدنيسه للحرم القدسي الشريف عام 2000 ثم اندلعت الانتفاضة المباركة، وبعد استقالة حكومة "باراك" نجح في الفوز بنتيجة كاسحة في الانتخابات ليتولى رئاسة الوزراء في الكيان الصهيوني ولايزال حيث ارتكب الكثير من المجازر المستمرة إلى اليوم·

 

"أهم المجازر التي

ارتكبها السفاح شارون"

 

في طفولته ومراهقته الأولى، أبدى شارون ميولاً عسكرية ورغبة في الانتقام من كل العرب، فقد استهل حياته في عصابة " غادنا" للشبيبة الصهيونية عام 1942 ثم انضم لعصابة الهاغاناة التي كانت فيما بعد نواة الجيش الإسرائيلي وفيها مارس الإرهاب بصورة كبيرة وإن لم توثق جوانب كثيرة من تلك المجازر،  لكن من المعروف أن هذه العصابة هي المسؤولة عن تدمير مئات القرى الفلسطينية وطرد الآلاف من سكانها ونشر الرعب والدمار في أرجاء فلسطين في تلك الحقبة المفصلية من الصراع العربي - الإسرائيلي·

وشارون هو صاحب أكبر ملف مثقل بالمجازر والفظائع في إسرائيل· ففي عام 1952 فوجىء قادة الجيش بطلب غريب من "شارون" يطلب فيه السماح بتكوين وحدة عسكرية من اليهود المحكوم عليهم في جرائم القتل، والذين يمضون أحكاماً طويلة في السجون، بحيث يكون لهذه الوحدة مهام خاصة بعيدة عن مهام الجيش، واقتنع القادة بوجهة النظر، فكان أن تم تكليفه بإنشاء الوحدة الخاصة 101 التي أعطيت صلاحيات واسعة من أهمها عدم محاسبة منتسبيها على جرائم القتل أو التعذيب التي يرتكبونها·

وقام شارون ورفاقه من القتلة بالمهام الموكلة لهم على أكمل وجه، حيث عرف عن هذه الوحدة قيامها بنصب كتائب الإعدامات في الشوارع، وقيام أعضائها بجرائم الاغتصاب والسرقة والتمثيل بجثث ضحاياها·

وتعتبر جريمة تدمير قرية "قبية" نقطة التحول الرئيسية في سجل الإرهاب الشاروني، ففي 13/10/1953 اتخذ رئيس حكومة الكيان الصهيوني آنذاك "ديفيد بن غوريون" قراراً بمهاجمة قرية "قبية" الفلسطينية وصدرت الأوامر للوحدة رقم 101 بقيادة "إرئيل شارون" للقيام بالمهمة و تدمير جميع منازل القرية وقتل أكبر عدد من السكان بغية القضاء عليها نهائياً وترحيل ماتبقى من سكانها·

وفي ليلة 15/14 أكتوبر توجهت الوحدة لتنفيذ المهمة وانتقل الجنود من منزل الى منزل ودمروا كل منزل دخلوه وكل من حاول الخروج من منزله من سكان القرية كان يردى قتيلاً في الشوارع ولقد بلغ عدد المنازل التي قامت الوحدة بنسفها 45 منزلاً وقتل ما مجموعه 60 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال·

ويقول الإرهابي "شارون" في مذكراته عن هذه المجزرة "إن جنوده كانوا يدخلون كل بيت ليتأكدوا من عدم وجود أحياء في داخله فإذا وجدوهم أجهزوا عليهم ثم قاموا بنسف البيت"·

ونظراً لفظاعة الجريمة، فقد أدان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجمة الإرهابية على قرية "قبية" وقتل سكانها·

ولقد تناقلت بعض الصحف العبرية آنذاك جوانب من فظاعة الجريمة بالرغم من التعتيم الإعلامي الرسمي على نتائجها ولبيان جوانب من هذه الجريمة على لسان الصهاينة أنفسهم نورد بعضاً مما نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية يوم 26/10/1953 حيث قالت: "فتح الجنود الإسرائيليون النار على كل رجل وامرأة وطفل ومن بعد ذلك وجهوا نيرانهم الى الأبقار والحيوانات التي وجدوها في القرية· أما عمليات نسف البيوت فتمت بالديناميت، حيث تم نسف 43 منزلاً وعدد من المدارس ومسجد واحد· وكانت تأوهات وصيحات الجرحى تنطلق من بين حطام البيوت وشوهد الجنود يتلهون بالنكات والتدخين عند مداخل البيوت بينما تشع أضواء اللهب المنبعث من الحرائق على وجوههم"·

أما الجريمة الثانية والتي تؤكد تجذر الإرهاب في عقلية هذا الإرهابي فهي مجزرة "صبرا وشاتيلا"  فدور الإرهابي شارون في صبرا وشاتيلا يصنف ضمن جرائم الإبادة والحرب استناداً إلى الكثير من المواثيق والقوانين الدولية الصادرة من منظمات تحكم العلاقات الدولية، وتشرع قوانينها مثل اتفاقية جنيف لعام 1948 التي تصنف جرائم الإبادة وقانون محكمة الجزاء الدولية والبروتوكول الأول الخاص بالحروب والموقع في 8/6/1977 ومجموعة من قرارات محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة التي إذا ماطبقت على مجزرة "صبرا وشاتيلا" فإنها تصنفها في خانة جرائم الحرب المتعمدة·

ولقد جاء عرض قناة "بي بي سي" البريطانية للفيلم الوثائقي "المتهم" منذ ثلاثة أعوام ليؤكد الدور الواضح لشارون في إدارة المجزرة عن بعد حيث نقل البرنامج مشاهد مروعة تقشعر لها الأبدان للضحايا في مخيمي صبرا وشاتيلا مع مداخلات للمدعي العام السابق وأستاذ القانون الدولي "ريتشارد جولدستو" أكد من خلالها بالحجة والقانون مسؤولية شارون عن المجزرة حيث قال: "في حال كان الشخص الذي يعطي الأوامر يعرف أن أوامره ستعرض مدنيين أبرياء للإصابات أو القتل في وضع ما، فسيكون مسؤولاً وتكون مسؤوليته أكبر من الذين ينفذون أوامره" وفي موضع آخر من شهادته قال: "إن مسؤولية شارون واضحة وأنه لاريب في إمكان اتهامه لأنه كان يعرف ما قد سيحدث ولقد كان آنذاك وزيراً للدفاع وعلى اتصال بالقادة على الأرض وكان موجوداً شخصياً في بيروت وهو الذي أصدر الأوامر التي أدت إلى دخول الكتائب إلى المخيم"·

ومن جانب آخر فمن المعروف أن الكلمة التي ألقاها شارون أمام الكنيست الإسرائيلي يوم 22/9/1982 تشكل إدانة واضحة فيما يتعلق بدوره في المذبحة حيث قال: "إننا لم نرسل أفراد القوات الإسرائيلية إلى داخل المخيمات حفاظاً على أرواحهم وطالما أنه يوجد آخرون يمكنهم تنفيذ هذه العملية" هذا التصريح يكفي في حد ذاته لكشف دور "إسرائيل" ودور شارون تحديداً في هذه المذابح وهي العملية التي أطلق عليها اسم "العقل الحديدي" واستمرت أكثر من ثلاثين ساعة مخلفة وراءها مجزرة مروعة·

أما جرائمه الأخيرة في مخيمي "جنين" "ونابلس" ومئات المدن والقرى الفلسطينية فلا تزال حية في ضمير كل عربي وصاحب عقل ومنطق وإنسانية، ولعل الأوامر الصريحة الصادرة من شارون نفسه بتدمير مخيم جنين بمن فيه يكشف عن حقيقة العقلية الصهيونية الإرهابية·

ففي جولة سريعة مع الصحف العالمية التي غطت جوانب من جريمة مخيم جنين تتكشف لنا حقيقة إرهاب الدولة وليس إرهاب شارون وحده، فقد نقلت صحيفة  "يديعوت أحرنوت" العبرية عن أحد جنود الاحتياط الذين عملوا في مدينة جنين قوله: "قيل لنا بوضوح حطموهم، وأطلقوا النار على كل شيء في المنطقة·· لقد تعرضنا لنيران كثيفة، هذا صحيح لكننا أبدنا مدينة"·

أما مراسل صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فقد نقل ما شاهده بأم عينه بالقول: "إنه شاهد بنفسه جثة فتاة ملقاة على الأرض يتكاثر حولها  الذباب، وفي مبنى آخر، شاهد جثة في غرفة منهارة غطاها السواد وفي منزل ثالث كانت هناك خمس جثث ملقاة مغطاة بالبطانيات وقد مر عليها زمن"·

ويضيف المراسل قائلاً: "قام الجنود بتكديس 30 جثة تحت أنقاض منزل نصف مدمر وبعد أن انتهوا من تكديس الجثث جرفوا المبنى بالجرافات وقاموا بتسوية المكان والجثث تحت الأنقاض"·

بينما يقول مراسل صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه توقع أن يبالغ الفلسطينيون في وصف المأساة ولكنه شاهد بأم عينه ما لم يشاهد على مدى عقد من الزمان في تغطية الحروب ومجازر البوسنة والشيشان وكوسوفو وسيراليون من حيث الاستهانة بحياة البشر كما رأى في جنين·

أما صحيفة "المانيفستو" الإيطالية فنشرت على لسان مراسلها للمخيم: "لقد استوعبنا الأسباب التي أدت لمنع الصحافة لأيام كثيرة من دخول المخيم، لقد أحالوه إلى ركام وكأنه تعرض الى زلزال عنيف بلغت قوته أعلى درجات مقياس ريختر، لقد شاهدت خمس جثث متفحمة مكدسة في غرفة والبيت ليس مدمراً، مما يوحي بأنهم قتلوا عبر انفجار··· لقد شعرت بالعجز فعلاً أمام هذه المآسي، ولكن الصامت على هذه الجريمة لأي سبب هو شريك فيها"·

أما صحيفة "دير شبيغل" الألمانية واسعة الانتشار فقد قالت عن الجريمة بعد جولة ميدانية لمراسليها بالمخيم: "لم يبق في المخيم سوى رائحة الموت والدمار والجوع والألم والحرمان، إن هناك صعوبة بالغة في معرفة عدد القتلى للتعتيم الذي فرضته قوات الاحتلال"·

وبالطبع، فإن سجل شارون الحافل لاتتسع له هذه الدراسة الموجزة، بل يحتاج إلى مجلدات لتوثق شهادات الشهود ووقائع العمليات الإجرامية·

 

"قراءة في فكر الإرهابي شارون"

 

للاطلاع بصورة مختصرة على الفكر الإرهابي الذي يحلمه شارون بحق العرب و"عملية السلام" نجد أن ماقاله في المقابلة الصحافية المطولة مع صحيفة "هآرتس" العبرية والمنشورة بتاريخ 13/4/2001 حيث تحدث في هذه المقابلة عن نفسه وسياسته وبرامجه وخططه المستقبلية وسوف نستعرض بعضاً مما جاء على لسانه لنسقط آخر قناع يمكن أن يضعه بعض المهرولين نحو السلام على وجه "شارون البشع"·

يقول شارون: "حرب الاستقلال لم تنته، لقد كانت حرب 1948 هي بمثابة فصل واحد، وإذا ما سألتني فيما إذا كانت إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها؟ سأقول لك: نعم بالتأكيد، وإذا سألتني فيما إذا كانت إسرائيل تواجه خطر الحرب؟ سأقول لك: لا، لكن هل نعيش نحن هنا بثقة؟ لا"·

وفي موضع آخر يقوم الإرهابي "شارون" بطعن عملية السلام في مقتل عندما يعرض وجهة نظره حيالها بالقول: "أنا لا أؤمن بأنه بالإمكان إنهاء النزاع الذي تواصل مئة وعشرين سنة بقفزة، ولا أعتقد أن علينا أن نضع نصب أعيننا هدفاً كبيراً إلى هذا الحد، مثل توقيع اتفاقية سلام فوراً، أو مانسميه نهاية النزاع، لأن نهاية النزاع ستأتي عندما يعترف العالم العربي بحق الوطن للشعب اليهودي، وبأن يقيم دولة يهودية مستقلة في الشرق الأوسط·

ومثل هذا الاعتراف لم يأت بعد، وحتى في الاتفاقيات التي تم توقيعها لم تكن هناك عملية تسليم مع حقوق اليهود في إقامة الدولة، ترى هل يمكن أن يأتي هذا التسليم في المستقبل؟ جائز، لكن لأسفي البالغ فإن ذلك لم يحدث حتى الآن"·

أما بشأن المستوطنات وإخلاء بعضها حسب ماتنص عليه الاتفاقيات الأولية التي تم توقيها بداية العقد الماضي فقد أوجز "شارون" رأيه فيها عندما رد على سؤال عن مدى استعداده لإخلاء مستوطنات في إطار اتفاقية سلام بقوله: "لا، ولا··· بأي حال من الأحوال"·

أما عن مدينة القدس فيقول "شارون" بكل تطرف ومغالاة: "لاحق لنا أبداً في تقديم تنازلات في القدس، ببساطة لاحق لنا في ذلك، فهي وديعة أودعت بين أيدينا، لكنني أعتقد على الصعيد العملي أن الأفكار التي طرحت لاتستطيع الصمود، ومسألة السيادة التي طرحت لايمكن أن تطبق، أضف إلى ذلك أن عامل الزمن يعمل لصالحنا"·

ويختم "شارون" حديثه بقوله: "الأمل الذي أضعه اليوم أمام الجماهير الإسرائيلية هو أن نقوم بوضع سلسلة من الأهداف القومية نصب أعيننا وعلى رأسها جلب مليون مهاجر جديد في غضون اثنتي عشرة سنة"·

هذا هو فكر الإرهابي شارون والذي يصفه رئيس الإدارة الأمريكية برجل السلام والساعي لإحلال الأمن في المنطقة· فأي رجل سلام هذا الذي لم يعرف عنه سوى التصويت ضد أي مبادرة سلام بدءًا من تصويته عام 1979 ضد معاهدة السلام مع مصر ومروراً بتصويته المتكرر ضد الانسحاب من لبنان وانتهاءً بمواقفه الواضحة والصريحة ضد اتفاقيات السلام التي انهالت مع بداية حقبة التسعينات·

 

ختاماً···

 

إن شارون كان ولايزال إرهابياً وسجله ينطق بالإدانة، وفوق كل ذلك، فهو خائن لإسرائيل كما تكشف الفضائح المالية المتعلقة به هو شخصياً وابنيه، وإننا جميعاً نأمل أن نشهد اليوم الذي تتحقق فيه عدالة السماء بحق هذا العجوز القاتل·

طباعة