رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 ربيع الأول 1425هـ - 5 مايو 2004
العدد 1626

"زوايا": القاسمي·· الجسد والمتاهة وهاجس الموت

في العدد الجديد من "زوايا" (الثامن والتاسع)، يحتل الفنّ التشكيلي مكان الصدارة، إذ تخصص "جريدة الثقافة الحيّة للشباب العربي"، غلافها للفنّان المغربي الراحل محمد القاسمي الذي غيّبه الموت أخيراً، يكتب ياسين عدنان وأسعد عرابي في باب "مرايا" عن القاسمي الذي تميّزت مسيرته بالخروج الدائم عن السرب، واستمدّ علاقة خاصة بالألوان والمواد من طفولته في مكناس، محتفظاً بولع المقاسات الكبيرة، وبالفضاءات الحيّة وسط عناصر الطبيعة التي استعادته قبل أن يكتمل مشروعه الفنّي في سبر "ذاكرة الجسد"·

وتوجّه "زوايا" تحيّة خاصة للفنان العراقي جبر علوان الذي جال معرضه الأخير بين دمشق وبيروت والقاهرة، ويستعدّ لتقديم أعماله في بغداد، بعد إقامة تجاوزت ربع قرن في المنفى الإيطالي، حيث نضجت تجربته التشكيلية، وترسّخت شخصيّته الفنية، وتفجّرت ألوانه - كما كتب الراحل عبد الرحمن منيف - من "فوهة سرية كخلاصة للذاكرة والرغبة"، ويقارب كلّ من حسين بن حمزة وخليل صويلح في باب "وجهة نظر"، تجربة الفنّان الذي ينفي أشخاصه إلى هلام المادة، يتركهم مجردين من شخصانيتهم، معزولين ومهجورين، تطفو انكساراتهم على سطح اللوحة·

وفي باب "مرايا" أيضاً تكتب الأديبة الفلسطينيّة عدنيّة شبلي "كل ما تعرفه" عن الشاعرة الراحلة فدوى طوقان، في نصّ مؤثر وحيّ ينتمي الى حساسية جيل مختلف، ويجمع الطرافة والرهافة والنزق والنظرة الشفافة إلى الراحلة التي وصفها محمود درويش بـ"أم الشعر الفلسطيني"·كما توجّه "زوايا" - تحت عنوان "الفارس القتيل يترجّل" - تحيّة أخيرة للأديب السعودي عبد الرحمن منيف الذي انطفأ في دمشق بعد صراع مع المرض، وكان حذّر من ألف هزيمة مقبلة· يكتب عن صاحب "مدن الملح" كلّ من فارس عوّاد، وموسى برهومة·

ويخصص رئيس تحرير "زوايا" بيار أبي صعب افتتاحيّته للممثّلة المصريّة فانيا أكسرجيان: "ذات صباح دقّ بابها أحد الجيران· فتحت فانيا، أخرج الرجل الملتحي سكينه، ذبح أباها ثمّ ذبحها، قيل إنّه مصاب بفصام الشخصيّة، وقيل إنّه يريد أن يطهّر المجتمع من قوى الشرّ والخطيئة··· ولعلّ هذا السلوك الهمجي تعبير أمين عن مرحلة بشعة، ومجتمع مأزوم، مهزوم، جائع، خائف، مجهّل، انتحاري··· ضاقت به السبل، وانغلق عليه الأفق· ولم يعد يرى بصيص نور· فانيا أكسرجيان شهيدة الأمل الممنوع، قتيلتنا جميعاً، مثلما كانت - ولا تزال - حبيبتنا جميعاً"·

أما حوار العدد (وجهاً لوجه)، فهو مع الناقد والباحث السعودي عبدالله الغذامي·

ويعود ياسين عدنان على السجال الذي أثاره أحمد بوزفور حين رفض "جائزة المغرب للكتاب" معلناً: "أرفض أن أقبض جائزة على كتاب طبعت منه ألف نسخة، لم أوزّع سوى نصفها في بلد من ثلاثين مليون نسمة"· يعرّف عدنان بهذا القاص المغربي الذي يكتب "ضدّ الفصاحة وتفاؤل النهايات"، كما يدعو عبد العزيز الراشد المثقفين والمبدعين، في السياق نفسه، إلى اقتفاء خطى أحمد بوزفور في "إعادة طرح الأسئلة المحرجة، وتحريك المبضع في الجراح المخدرة"·

وتخصص "زوايا" حيّزاً مهمّاً للموسيقى إذ يقدّم عزيز بن سعيداني تجربة فريق "زبدة" الفرنسي الطالع من "غيتوات" المهاجرين ليمزج الروك والراب والراي بضجيج الضواحي وروائحهاو ويوجّه ياسين عدنان رسالة إلى عمر السيّد، أحد آخر الوجوه التاريخيّة في فرقة "ناس الغيوان" المغربيّة، متسائلاً ماذا بقي اليوم من تلك التجربة بعد أن خمدت الأنفاس وانطفأت شحنة الغموض؟"· ويسلّط هاني درويش نظرة نقديّة قاسية إلى فرقة "وسط البلد" المصريّة التي يرى فيها "أيقونة تتمسّك بالهامش، بين البار البورجوازي والمقهى الشعبي"· وتستعيد ديالة خصاونة، بالرسم والكلمة، الانفعالات التي رافقت اكتشافها "فرقة الطنبورة" البورسعيدية، في بيروت ذات يوم من الصيف الماضي·

 وتخصص المجلّة صفحتين في باب "بانوراما" للصور التي عادت بها صوفيا مونبليزير من القدس، كما تنشر صوراً للمصريّة مها مأمون التي ترصد "موتيفات" الزهور في المشهد اليومي للمدينة، يرافقها نصّ للشاعر يوسف رخّا بعنوان "أحلام الوردة المستحيلة"·

في باب "طواحين الهوى" المخصص للإبداعات الجديدة نقرأ قصائد ونصوصاً لكل من: سوزان عليوان في بيروت (حرَّاس الحلم، قوس قزح، حذاء بحجم قصيدة هايكو، ليستِ الجسورُ أقواسَ قزح)، رنا عبّاس التونسي في القاهرة (خريطة للميت)، ابراهيم توتنجي في دبي (قليلاَ، وأختنق)، يونس الحيول في الرباط (كما يليق بجنتلمان مجروح)،  جيهان عمر في القاهرة (عطر أصنعه بنفسي)، خديجة اليونسي في الدار البيضاء (تفتحي يا وردة)· ومن كتّاب العدد أيضاً فاطمة خير (القاهرة)، فوزي بوخريص (الرشيدية)، حنان بديع (الدوحة)، وشيرين أبي شقرا (بيروت)·

"زوايا" جريدة الثقافة الحيّة للشباب العربي، يرأس تحريرها بيار أبي صعب، وتضمّ هيئة تحريرها: أكرم الزعتري، بيسان طي، حسين بن حمزة، خليل صويلح، رندا شعث، رشا السلطي، زياد حلواني، زينة معاصري، سيّد محمود، عثمان تزغارت، موسى برهومة، ياسين عدنان· التصميم الفنّي: كارل باسيل وزينة معاصري (مايند زي غاب)· التنفيذ نادين بكداش· والاشراف الإداري : هانية مروّه· والمدير المسؤول غسان حجار· تطبع في "دار الكتب" (لبنان)، وصورة الغلاف لهذا العدد لوحة للفنان المغربي الراحل محمد القاسمي·

طباعة  

كتابة
 
نص
 
"البيان": الشطي قاصا مبدعا·· والفريح تكتب إبداع المرأة
 
"العربي" في الوردة البيضاء "وجهاً لوجه" مع السفير الألماني
 
خبر ثقافي
 
المرصد الثقافي
 
وتــد