رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 ربيع الأول 1425هـ - 5 مايو 2004
العدد 1626

النص الكامل لرسالة الدبلوماسيين البريطانيين لرئيس الوزراء توني بلير:
لا مبرر لتأييدك سياسات أمريكية محكومة بالفشل في العراق وفلسطين

السيد رئيس الوزراء

نحن الموقعين أدناه السفراء والمندوبون السامون والحكام وكبار الموظفين السابقين الذين يمتلك بعضنا خبرة طويلة في شؤون الشرق الأوسط وأماكن أخرى من العالم، نراقب بقلق بالغ السياسة التي انتهجتها تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي والعراق، في إطار التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد المؤتمر الصحافي الذي عقدته مع الرئيس جورج بوش الذي أكدتما فيه تلك السياسة، إننا نشعر أن الوقت قد حان للتعبير عن قلقنا، على أمل أن تقوم بإعادة تقييم هذه السياسة بصورة جذرية·

لقد عزز إعلان اللجنة الرباعية ممثلة بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة خطة "خارطة الطريق" لتسوية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، الآمال بأن القوى العظمى ستقوم في النهاية بجهد جماعي وحازم لحل المشكلة التي أسهمت أكثر من أي شيء آخر، في تسميم العلاقة بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي منذ عقود، وقد كانت الأسس القانونية والسياسية لمثل هذه التسوية واضحة، وقد تعامل الرئيس كلينتون مع المشكلة خلال رئاسته، وكانت عناصر الحل الرئيسية مفهومة جيدا وتم على أساسها التوصل الى عدد من الاتفاقات غير الرسمية، لكن الآمال ظلت واهية، ولم تبذل جهود حقيقية لدفع المفاوضات قدما أو لوقف أعمال العنف، لقد اعتمدت بريطانيا وأطراف اللجنة الرباعية الآخرون على الولايات المتحدة، ولكن دون جدوى·

وربما يكون القادم أسوأ، فبعد كل هذه الأشهر المهدورة، يواجه المجتمع الدولي بإعلان أرييل شارون وجورج بوش لسياسات جديدة أحادية الجانب وغير قانونية لن تؤدي إلا إلى إراقة المزيد من الدماء الفلسطينية والإسرائيلية، ومما يزيد من استيائنا أنك أيدت هذه السياسات، متخليا عن المبادئ التي ظلت عناصر أساسية في جهود الأسرة الدولية لتحقيق السلام في الأراضي المقدسة على مدى أربعة عقود، وتأتي هذه الخطوة في وقت نواجه فيه الاتهام، سواء كان ذلك بحق أو بغير حق في العالم العربي، بأننا شركاء في الاحتلال الوحشي وغير المشروع للعراق·

لقد أوضحت إدارة الاحتلال في العراق أنه ليست هناك خطة فاعلة لتسوية وضع ما بعد صدام، وكان كل من لديهم خبرة في المنطقة قد توقعوا أن تواجه قوات التحالف في العراق مقاومة خطيرة وشرسة وقد ثبتت صحة تلك التوقعات، إن وصف المقاومة بأنها تتألف من إرهابيين ومتطرفين أجانب، أمر غير مقنع وغير مفيد، وينبغي أن تأخذ إدارة العراق في اعتبارها طبيعة وتاريخ هذا البلد الذي يعتبر من أكثر دول المنطقة تعقيدا، ومهما كان عدد العراقيين الذين يتوقون لإقامة مجتمع ديمقراطي، فإن من السذاجة الاعتقاد بأن بإمكان التحالف الدولي تحقيق ذلك، ويتفق في ذلك معظم الخبراء المستقلين من المختصين بشؤون الشرق الأوسط في كل من بريطانيا والولايات المتحدة·

وإنه لمن دواعي سرورنا أن نشير الى ترحيبكم والرئيس بوش بمقترحات الأخضر الإبراهيمي، ويجب أن نبدي كل استعداد لتقديم الدعم الذي يطلبه الإبراهيمي ومنح المنظمة الدولية الصلاحيات الضرورية للعمل مع العراقيين، بمن فيهم المشاركون في أعمال المقاومة ضد الاحتلال، للخروج من حالة الفوضى الراهنة·

ويجب أن يكون العمل العسكري لقوات التحالف مكرسا لخدمة الأهداف السياسية ومتطلبات المسرح العراقي ذاته، وليس محكوما بمعايير بعيدة عن ذلك ولا يكفي القول إن استخدام القوة العسكرية متروك للقادة المحليين، كما أن استخدام الأسلحة الثقيلة لا يتناسب مع المهمة التي نحن بصددها واللجوء الى اللهجة التي تؤجج المشاعر والمواجهات في النجف والفلوجة، كلها عوالم أدت الى تقوية المعارضة (للاحتلال) بدلا من عزلها·

ويتراوح عدد العراقيين الذين قتلوا على يد قوات التحالف حتى الآن ما بين 15-10 ألف شخص (وإنه لمن المخزي ألا تكون لدى قوات التحالف تقديرات خاصة بها لعدد الضحايا من العراقيين)، ويبدو أن عدد المدنيين العراقيين الذين قتلوا في مدينة الفلوجة بلغ مئات عدة منهم نساء وأطفال، إن عبارات من قبيل "نحن نحزن لكل حالة وفاة" و"إننا نحييهم وعائلاتهم على ما أبدوه من شجاعة وتضحية" لا تظهر إلا عند الإشارة للضحايا في صفوف التحالف، ولا تساعد في تهدئة المشاعر التي تثيرها عمليات القتل هذه·

إننا نشاطركم الرأي بأن للحكومة البريطانية مصلحة في العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مثل هذه القضايا وفي ممارسة نفوذ حقيقي كدولة حليفة موالية (لواشنطن)، ونحن نعتقد أن مثل هذا النفوذ هو مسألة تحظى بأولوية ملحة، وإذا كان مثل هذا النفوذ غير مقبول وغير موضع ترحيب، فليس هناك مبرر لتأييد سياسات محكوم عليها بالفشل·

 

الموقعون على الرسالة:

السير بريان باردر (مندوب سامي سابق لدى أستراليا)، بول بيرغن (دبلوماسي سابق)، السير جون بريش (السفير السابق لدى هنغاريا)، السير ديفيد بالثرويك (السفير السابق لدى آيرلندا)، غراهام هيو بويس (السفير السابق في مصر)، السير جوليان بولارد (السفير السابق في ألمانيا)، جوليت كامبل (السفيرة السابقة في لوكسمبورغ)، السير بريان كارتليدج (سفير سابق لدى الاتحاد السوفييتي)، يترانس كلارك (سفير سابق في العراق)، ديفيد كولفين (سفير سابق في بلجيكا)، فرانسيس كورنيش (سفير سابق لدى إسرائيل)، السير جيمس كريغ (سفير سابق لدى المملكة العربية السعودية)، السير برايان كرو (مدير عام سابق في مجلس الاتحاد الأوروبي)، باسيل إدواردز (سفير سابق لدى سورية)، السير ستيفن إيغرتون (سفير سابق لدى الكويت)، وليام فوليرتون (سفير سابق لدى المغرب)، ديك فيجيس ووكر (الرئيس السابق لمعهد الكومونولث) ماراك غولدنغ (رئيس سابق عن عمليات حفظ السلام)، جون غراهام (سفير سابق لدى الناتو)، أندرو غرين (سفير سابق لدى سورية)، فيكتور هندرسون (سفير سابق في اليمن)، بيتر هينشكليف (سفير سابق لدى الأردن)، برايان هيتش (مفوض سامي سابق لدى مالطا)، السير آرشي لامب (سفير سابق لدى النرويج)، السير ديفيد لوغان (سفير سابق في تركيا)، كريستوفر لونغ (سفير سابق لدى سويسرا)، إيفور لواس (مساعد السكرتير العام السابق لغرفة التجارة العربية - البريطانية)، أيان ماكولني (سفير سابق لدى الصومال)، مورين ماكلاشان (سفير سابق لدى إسرائيل)، فيليب ماكليان (سفير سابق في كوبا)، السير كريستوفر ماكراي (سفير سابق في تشاد)، أوليفر مايلز (دبلوماسي سابق في الشرق الأوسط)، مارتين مورلاند (سفير سابق في كولومبيا)، السير ريتشارد موير (سفير سابق في الكويت)، السير ألان مونرو (سفير سابق في المملكة العربية السعودية)، ستيفن ناش (السفير البريطاني لدى لاتفيا)، روبين أونيل (سفير سابق في أستراليا)، أندرو بالمر (سفير سابق لدى الفاتيكان)، بيل كوانتريل (سفير سابق في الكاميرون)، ديفيد راتفورد (سفير سابق لدى النرويج)، توم ريتشارد سون (النائب السابق للسفير البريطاني لدى الأمم المتحدة)، أندرو ستيوارت (سفير سابق لدى فنلندا)، مايكل دير (سفير سابق في مصر)، هيوتانيل (سفير سابق في البحرين)، تشارلز تيدويل (سفير سابق في الإمارات العربية المتحدة)، كريسبين تيكيل (سفير سابق في الأمم المتحدة)، ديريك تونكين (سفير سابق في تايلاند) ديفيد تاثام (محافظ سابق لجزرفوكلاند)، هارولد ووكر (سفير سابق في العراق)، جيرمي فاركو (سفير سابق في الصومال)·

 

" عن صحيفة الإندبندنت "

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

اللوبي الصهيوني في أمريكا يمارس الإرهاب الفكري ضد الإعلام:
ممنوع قول الحقيقة في ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين