رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 ربيع الأول 1425هـ - 12 مايو 2004
العدد 1627

من سارق شتيمة أمـريكا؟!
نصرالله يتهم سعدي يوسف بسرقة قصيدته ·· ثم يعتذر بعد اكتشاف الحقيقة المرة!

                                            

 

كتب المحرر الثقافي:

فاجأ الشاعر الأردني إبراهيم نصرالله الأوساط الأدبية باتهامه الشاعر العراقي سعدي يوسف بالسطو على أحد نصوصه، الذي قال إنه نشره في "القدس العربي" بعنوان "قيامة الضمير" بتاريخ 9/4/2003، ثم قرأ نصا لسعدي يوسف في الصحيفة ذاتها بعنوان "رب احفظ أمريكا" بتاريخ 16/3/2004·

جاء هذا الاتهام بتصريح أدلى به الشاعر نصر الله لصحيفة "المستقبل" اللبنانية بتاريخ 5/5/2004، لكنه وبعد ثلاثة أيام فقط يعود ليتراجع في "المستقبل" ويعتذر للشاعر العراقي وللقراء عما التبس عليه وعما غاب عنه من معلومات، سببها عدم متابعته·

فماذا غاب عن نصرالله ليضع نفسه في هذا الموقف المتسرع المحرج؟

وما هذا النص الذي التبست فيه مواضع التناص أو "التلاص" أو "التسارق"؟

ذكر نصرالله في تصريحه الأول "في التاسع من أبريل من العام الماضي نشرت في صحيفة "القدس العربي" اللندنية نصا بعنوان "قيامة الضمير" ضد أمريكا، وغزوها للعراق، وهو نص يجمع الشعر والنثر في بنائه، وفي السادس عشر من الشهر الماضي وفي "القدس العربي" أيضا، قرأت قصيدة لشاعرنا الكبير سعدي يوسف بعنوان "يارب، احفظ أمريكا" وحين وصلت الى أحد مقاطعها الطويلة، انتابني إحساس بأنني أقرأ شيئا لي، ولأنني لا أحفظ نصي، الذي كتبته ونشرته منذ عام وشهر، حرفيا، رحت أبحث عن أقواس تشير الى أن هذا النص مقتبس، ولكنني لم أجد تلك "الأقواس"، فذهبت من فوري لصفحة "القدس العربي" المخزنة في جهات الكمبيوتر لدي، وبدأت بقراءتها، فلاحظت فورا أن النص الموجود في قصيدة سعدي مختلف قليلا، لكن قبولي به، يعني شيئا واحدا، أن أقوم بإعدام نصي، كما فعلت في ذلك الزمان البعيد، وهذا ما لم أعد مستعدا للقيام به، ليس دفاعا عن نصي فقط بل دفاعا عن العراق الذي يدافع عنه نص سعدي يوسف أيضا ويلمح نصرالله في تصريحه الاتهامي عن سرقات أخرى تعرض لها شعراء شباب على يد أسماء شعرية معروفة، كسرقة نص "جميل" لأمجد ناصر من شاعر كبير بل إن هذا "الكبير السارق" اختاره عنوانا لإحدى مجموعاته الشعرية، وهو هنا يشير الى محمود درويش ومجموعته "أحد عشر كوكبا"، كما يورد نصرالله في مقابلته سرقة أخرى جرت له على يد أحد "الشعراء الكبار" الذي ضمن أهم مقاطعها في قصيدته!

كل هذا الاتهام القاسي الوارد في حديث نصرالله، يضطر الى الاعتذار عنه بعد ثلاثة أيام، بعدما يوضح له بعض الكتاب (حتى قبل رد سعدي يوسف) أن قصيدة سعدي سابقة لقصيدته بسنوات، وما لا يعرفه نصرالله أنها كتبت في 20/8/1995، ونشرت في مجموعته الشعرية "قصائد ساذجة" عام 1996، لكن الشاعر العراقي أعاد نشرها في 16/4/2004 كعادته في بعض القصائد التي يرى استمرارية مضامينها·

ومن هنا يتبادل الاثنان مواقع الاتهامات، ليعاد السؤال ذاته مرة أخرى: من السارق إذا كانت قصيدة سعدي يوسف منشورة قبل نصرالله بسنوات، في الوقت الذي لا يمكن أن يلجأ نصرالله الى حجة التناص أو التأثر وقد أكد "السرقة" حينما قارن بين النصين؟!!

من يعد للنصين سيجد أوجه التشابه في بناء النص وأدواته وسرده الوصفي وفي لحية "والت ويتمان"، الواردة أيضا في نص ثالث للراحل محمد القيس يشتم فيها أمريكا أيضا!

لماذا يتزاحم شعراؤنا على "شتيمة" واحدة لأمريكا، و"يتسارقون" صورها وأوصافها وكلماتها الجافة، يقول البعض إن هناك "مؤامرة أمريكية" أرادت كشف السرقات العربية·· حتى في الشعر!!

 

مقاطع من نص

إبراهيم نصرالله:

 

"قيامة الضمير"

نشر في 9/4/2003

إذن فلترحلي أمريكا عن هذه الأرض التي لا تشبهك،

الأرض التي تكرهين والكائنات التي تكرهين···

خذي صواريخك معك، طائراتك ودباباتك

حاملاتك وبوارجك

قنابلك الموجهة عن بعد وعن قرب

قنابلك النووية والهيدروجينية

مشاة بحريتك خذيهم

ورجال السي آي إيه والإف بي آي، وفرق الإعدام السرية

خذي شهوة رؤسائك في القتل

خذي جنرالاتك

بيتك الأبيض الذي لا يليق به سواد لحمنا المحترق

خذي وزارة دفاعك، ولا تنسي وزارة عدلك

خذي مجلس شيوخك

وحكمة اليانكي المقطرة من فوهات مدافع الموت

ولا بأس أن تأخذيهم معك كلهم،

هؤلاء الزعماء الذين كلما تذكروا القبلة

ذكرهم الكرسي بقبلة أخرى تشير إليك

حسنا، خذي هؤلاء كلهم

ولا تنسي أن تأخذيها معك، طفلتك الشريرة،

هذه التي تسمى إسرائيل

واتركينا ننعم بشاي الصباح

وعودة الآباء من حقولنا أو من أي مكان كانوا فيه خذيهم كلهم·

واتركي لنا هؤلاء الذين لا تشبهينهم أبدا

خذي الرئيس واتركي لنا (أوراق العشب) ووالت ويتمان

خذي تشيني واتركي لنا مارتن لوثر كنغ،

مالكوم اكس، وشون بن وسوزان ساراندون

خذي رامسفيلد واتركي لنا فرانسيس كوبولا،

وأوليفر ستون وجيسكا لانغ وسكور سيزي

خذي حكيم الجريمة باول

واتركي لنا مارتن شين ومايكل كولينز ونورمان ميلر وميريل ستريب

خذي كوندوليزا رايس واتركي لنا شهيدتنا راشيل كوري

وإياك أن تنسي توني بلير

خذي قتلتك المحترفين كلهم

واتركي لنا ما تبقى من خيول تصهل خارج لجامك الكوني··

وهؤلاء الذين يملؤون شوارعك المعتمة بشمس (لا)

فلست بحاجة لهم رهائن في بعيدك البعيد

وخذي قبل كل شيء تمثال حريتك معك··

تمثال حريتك الطويل الذي يحجب الشمس عن أرضنا وأرواحنا·

 

نص سعدي يوسف:

"يارب، احفظ أمريكا"

 

كتب في 20/8/1995 (وصدر في مجموعته 96) وأعيد نشره في 16/4/2004

أمريكا!

لنستبدل هداياك

خذي سجائرك المهربة

وأعطينا البطاطا·

خذي مسدس جيمس بوند الذهب

وأعطينا كركرة مارلين مونرو·

خذي حقنة المخدر المرمية تحت شجرة

وأعطينا زجاجة المصل·

خذي خرائط السجون النموذجية

وأعطينا بيوت القرى·

خذي كتب مبشريك

وأعطينا ورقا للقصائد التي تهجوك·

خذي ما لا تملكين

وأعطينا ما نملك·

خذي أشرطة البيرق

وأعطينا النجوم

خذي اللحية الأفغانية

وأعطينا لحية والت ويتمان الملأى بالفراشات·

خذي صدام حسين

وأعطينا إبراهام لنكولن!

أو لا تعطينا أحدا·

طباعة  

وتــد
 
"الظاهر والمستور في كتاب ربات الخدور"
المفتي: "حسن العواقب" لزينب بنت فواز أول عمل روائي في الثقافة العربية المعاصرة·· لا "زينب" هيكل!!

 
فتحية حسين "قراءة في الصحافة الكويتية" خلال شهر واحد
 
خبر ثقافي
 
المرصد الثقافي