رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 ربيع الأول 1425هـ - 12 مايو 2004
العدد 1627

الدبلوماسيون الأمريكيون في رسالتهم الى الرئيس بوش:
تأييدك لشارون أفقدنا مصداقيتنا وهيبتنا وأصدقاءنا

السيد الرئيس:

نحيي نحن الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين زملاءنا البريطانيين الاثنين والخمسين الذين وجهوا رسالة الى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ينتقدون فيها سياسته الشرق أوسطية وطالبوه بممارسة مزيد من التأثير على السياسة الأمريكية·

وبصفتنا أعضاء سابقين في السلك الدبلوماسي، فإننا نولي اهتماما كبيرا إلى السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومصداقيتها أمام العالم·

إننا نشعر بقلق عميق إزاء تأييدك الذي أعلنت عنه في الرابع عشر من أبريل الماضي لخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون أحادية الجانب التي تتجاهل حقوق ثلاثة ملايين فلسطيني وتنكر حقهم في العودة الى وطنهم وتتضمن الاحتفاظ بخمس كتل استيطانية غير شرعية في الضفة الغربية المحتلة·

إن هذه الخطة تمثل تحديا لقرارات مجلس الأمن التي تدعو الى تخلي إسرائيل عن الأراضي المحتلة، وتتجاهل كل القوانين الدولية التي تعتبر هذه المستوطنات غير شرعية·

كما أنها تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 194 الصادر عام 1948 والذي يؤكد على حق اللاجئين في العودة أو التعويض عن خسارة أملاكهم ومساعدتهم في الاستقرار في البلدان المضيفة لهم إن رغبوا في ذلك·

إن تأييدك لخطة شارون يعتبر تقويضا لخطة "خارطة الطريق" وتحولا في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والقائمة منذ زمن بعيد، لقد جاء اجتماعك مع شارون بعد سلسلة من المفاوضات المكثفة بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي ولم يكن في هذه المفاوضات من يمثل الجانب الفلسطيني، وفي الواقع إنك ورئيس الوزراء الإسرائيلي دأبتما على استبعاد الفلسطينيين من مفاوضات السلام·

وقد عبر وزير الإعلام الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه عن ردة فعل الناس في العالم على الموقف الأمريكي حين قال "أعتقد أن الرئيس بوش قد أعلن عن وفاة عملية السلام"·

إنك بإغلاق الطريق أمام المفاوضات واستبعاد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، برهنت على أن الولايات المتحدة ليست شريكا نزيها في عملية السلام، لقد وضعت الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج في وضع يصعب الدفاع عنه، بل وضعتهم في خطر·

إن تأييدك الذي لا مبرر له لسياسة الاغتيالات التي ينتهجها شارون خارج نطاق القانون ودعمك لبناء الجدار الذي يشبه جدار برلين وللإجراءات الإسرائيلية القاسية في الأراضي المحتلة، والآن تأييدك لخطة شارون، يفقد بلادنا مصداقيتها وهيبتها وأصدقاءها·

ولم يفت الأوان بعد لإعادة تأكيد مبادئ العدل والانصاف الأمريكية التي تقوم عليها علاقاتنا مع جميع الأطراف في الشرق الأوسط·

إننا نطالبك بدعم إجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين واضطلاع الولايات المتحدة بدور الوسيط النزيه في هذه المفاوضات، وأن من شأن العودة الى تقاليد العدالة الأمريكية الأصيلة أن يُغير اتجاه الأحداث الراهن والمتمثل بانعدام الثقة بنا في أوروبا والشرق الأوسط وحتى في العراق·

وبما أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني يمثل أساس المشكلة في الشرق الأوسط، فإن المنطقة والعالم بأسره سيشعرون بالابتهاج ومن ضمنهم الإسرائيليون والفلسطينيون، إذا توقفت عمليات القتل وتحقق السلام·

 

الموقعون على الرسالة:

 

أندرو آي كيلغور (سفير سابق في قطر)، ريتشارد كيرتس (كبير مفتشين سابق في وكالة المعلومات الأمريكية)، كولبيرت هيلد (دبلوماسي متقاعد)، توماس كارولان (القنصل العام السابق في اسطنبول)، ادوارد بيرنر (المستشار الثقافي في إسلام أباد)، دونالد كروس (القنصل الأمريكي في القدس)، ادوارد إل بيك (سفير سابق في العراق وموريتانيا)، جون باول (المستشار الإداري السابق في بيروت)، جون جانثر دين (سفير سابق في الهند)، غريك ثيلمان (مدير سابق في مكتب الاستخبارات والبحوث)، جيمس اكينز (سفير سابق في السعودية)، تالكوت سيلي (سفير سابق في سورية)، يوجين بيرد (مستشار في السفارة الأمريكية في الرياض)، ريتشارد اتش نولت (سفير سابق في مصر)، راي كلوز (رئيس محطة جدة السابق)، شيرل مال أرثر (ملحق تجاري سابق في بانكوك)، توماس جي سكوتس (سفير سابق في اليمن)، روبرت كيلي (سفير سابق في اليونان)، ادوارد آرام كاين (نائب رئيس محطة العراق في سي· آي· إيه سابقا)·

 

عن: بي· بي· سي أون لاين

 

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

بسبب الفجوة في مواقفهما من الشرق الأوسط والعراق
هل حانت لحظة الفراق بين أوروبا والولايات المتحدة؟

 
فظائع "أبو غريب" تحدث في الدول العربية وإيران وإسرائيل
 
مباركة بناء الجدار الفاصل ·· التحول الأخطر في السياسة الأمريكية منذ عقود