إن مساعدة أطفالنا على أن يتقبلوا أنفسهم بشكل واقعي وأن يقدروا فعليا أنفسهم على ما هم عليه تشكل أكبر تحد بالنسبة لأولياء الأمور علما بأن هذا التحدي يصبح أكثر صعوبة عندما يكون الطفل معاقا·

ومن البداية نقول إن إحساس كل طفل بقيمته تبدأ بك أنت ولي أمره، فحبك وقبولك له، وتخوفك عليه وامتعاضك منه وما إلى ذلك، كلها أشياء تصل إليه وتصبح حجر الزاوية في تقديره لذاته وتذكر أن عليك أن تقبل طفلك قبل أن يتمكن هو من قبول نفسه·

لا تسمح لدائرة الشعور بالعار أن تتسع مع مرور الوقت· فالطفل الذي ينشأ في النكران والذي ينظر إلى اختلافه بوصفه شيئا غريبا سينشأ في جو من الإحساس بالخجل وسيستخدم ستارة دفاعية لإخفاء إحساسه بالعار، وقد يحاول أن يعوض عما يفتقر إليه ببذل جهود متميزة في الدراسة أو الرياضة أو الموسيقى·· إلخ·

وقد ينسحب ويشعر بالغضب والاكتئاب ويدفع الناس إلى تجنب الاختلاط به خوفا من أن يكتشفوا سرّه، وعلينا أن نفتح أعيننا وقلوبنا فنربي أطفالنا في جو من القبول دون أسرار ودون الشعور بالعار، وأن نجيب عن أسئلتهم ونستمع لهم ونكون صبورين نظهر سلوكا تقبليا لهم ولعل أفضل الطرق للقبول العاطفي تطوير مستوى التفهم العقلي فبعض أولياء الأمور يتقبلون وضع طفلهم بقراءة كل ما يتوفر من معلومات عن إعاقته·

(MILLER,1994)

عبير الصفران