رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 30 ربيع الأول 1425هـ - 19 مايو 2004
العدد 1628

حان الوقت لنتصالح مع أنفسنا ومع جيراننا ونقيم مجتمعا مدنيا
ثلثا الإسرائيليين يعتقدون أن لا مستقبل لأبنائهم في الدولـة العبرية

                                                      

 

·         كيف لدولة أن تعيش من دون حدود أو عاصمة أو دستور أو استقرار؟!

·         لا يمكن إقامة سلام حقيقي من دون التفاوض مع الشعب الفلسطيني

 

" بقلم أم· جي روزنبيرغü

تمر إسرائيل بظروف سيئة للغاية ومحاولة الحفاظ على الوضع القائم، بدلا من البحث عن اتفاق مع الفلسطينيين، ليس في صالح إسرائيل، وفي مثل هذه الأيام التي يحتفل فيها الإسرائيليون بالذكرى السادسة والخمسين لتأسيس دولتهم، ربما كان من المفيد التركيز على مسألة كيف ينظر الإسرائيليون لأوضاعهم·

لقد أجرى "معهد داهاف لاستطلاعات الرأي" Dahaf Polling Institute استطلاعا لصالح صحيفة "يديعوت أحرونوت" بمناسبة ذكرى قيام الدولة، وأظهر الاستطلاع وجود انقسام مثير حول كيفية تقييم الإسرائيليين لوضعهم الشخصي ووضع بلادهم·

 

مفارقة إسرائيل

 

وفي تحليله لنتائج الاستطلاع، كتب سيفير بلوتسكر يقول إن نتائج الاستطلاع الرئيسية يمكن أن "تشكل شهادة على اغتراب الإسرائيليين عن إسرائيل ففي دائرة المنزل والعائلة ومجموعة الأصدقاء، لا يتذمر الإسرائيليون بشأن المصير المرير، ويبدون رضاهم التام عن أحوالهم، ولكن حين يتعلق الأمر باتصالهم بدولتهم·· وأنهم مواطنون في الدولة، يصبحون غاضبين وقلقين ويلحق بهم الأذى ويشعرون بالتشاؤم"·

ويشير يلوتسكر الى أن "العام المنصرم لم يكن سيئا" مقارنة بالأعوام الماضية، ولكن ربما يتعين علينا تغيير مفهوم "لم يكن سيئا"، فكيف لا يكون هذا العام سيئا حين يسقط 185 رجل أمن و137 مواطنا ضحايا العنف مع الفلسطينيين؟ وكيف لا يكون سيئا حين وصلت معدلات البطالة فيه الى مستويات قياسية؟

وحين يسجل الفقر رقما قياسيا؟ وكيف يكون عاما غير سيئ في وقت شهد فيه غيوما كثيفة من الشكوك بشأن وجود الفساد والرشوة تحوم فوق رئيس الوزراء؟

ولا غرابة في أن الإسرائيليين يشعرون بالقلق تجاه المستقبل· "فالقلق هنا لا ينبثق من مخاوف من حدوث انتكاسات على المستوى الشخصي، بل مخاوف من انهيار دولة إسرائيل· فالناس يعتقدون أن أطفالهم لن ينعموا بمستقبل زاهر هنا، بسبب السبيل الذي تسلكه بلادهم، وليس بسبب طريقة إدارة حياتهم الخاصة، فليست هناك ثقة لدى المواطنين الإسرائيليين بأن دولتهم سوف تبقى على قيد الحياة"·

ويطلق على هذا الانفصام "مفارقة إسرائيل في الذكرى 56 لتأسيسها" ويضيف "أنها دولة يشعر فيها مواطن واحد من بين كل اثنين أنها تسير في الاتجاه الخطأ ويقول 70 في المئة من مواطنيها إنه لا مستقبل لأطفالهم فيها، وكأنهم يقولون إن الدولة شيء ومواطنوها شيء آخر"·

 

الحلم الصهيوني

 

ويمضي المحلل بلوتسكر الى القول "إنه على الرغم من أن إسرائيل تشارف على الستين من عمرها، إلا أنها لا تزال تفتقر الى المظاهر الأساسية للنضج، فما زالت من دون حدود نهائية معترف فيها، ولا تزال من دون عاصمة يعترف بها العالم، ولا تزال من دون دستور، ومواطنوها لا ينعمون بالسلام والهدوء"·

وباختصار، فإن الحلم الصهيوني لا يزال ماثلا، ولكن الحقيقة الصهيونية تعاني المتاعب، فما العمل؟

ويقول بلوتسكر إن "الوقت قد حان لرسم الحدود ولإجراء مصالحة بيننا وبين القيود المفروضة علينا، وحان الوقت للإصرار على أن تدار حياتنا العامة وفقا لقواعد قانونية ومعنوية وأخلاقية، وحان الوقت كي نتحول الى مجتمع مدني، ونضع حدا للنزاع مع جيراننا من أجل القضاء على الفقر والبطالة وتدني مستوى التعليم، لقد حان الوقت كي نتحول الى مجتمع طبيعي"·

وربما تكون خطة شارون للانسحاب من غزة خطوة أولى جيدة ولكن لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي إلا من خلال مفاوضات ناجحة مع الفلسطينيين بشأن الضفة الغربية، ومن شأن ذلك أن يؤدي الى تغيير نظرة الإسرائيليين الى بلدهم·

وفي الواقع، فإنه ليس شرطا أن يتم استكمال المفاوضات كي تتحسن نظرة الإسرائيليين الى بلدهم، فخلال عملية أوسلو كان الإسرائيليون أكثر تفاؤلا من أي وقت مضى حيال مستقبل بلادهم، ففي أواخر التسعينات، لم يكن الإسرائيليون يشعرون بالتفاؤل على الصعيد الشخصي فحسب، بل أيضا على صعيد الدولة، ولم يتحسن وضعهم المعيشي فقط، بل شعروا بالأمان للذهاب الى الأسواق·

 

العودة الى المستقبل

 

وليس من قبيل المصادقة أن تظهر استطلاعات الرأي في ذلك الوقت، أن الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا يشعرون بالأمل في المستقبل·

أما الآن، فالتدهور في الأوضاع مستمر بالنسبة للشعبين، ولا يوجد سوى سبيل واحد للخروج من دوامة العنف والقتل، وهو سبيل يعرفه الجانبان، وهو متاح بين أيديهم منذ أكثر من 37 عاما، وسواء أسميناه قراري مجلس الأمن 242 و338 أو "كامب ديفيد" أو "خطة ريغان" أو "اتفاق أوسلو" أو "خريطة الطريق" أو "رؤية بوش" فهذا أمر لا يهم، فالنهاية ستكون واحدة·

لقد اقترب الإسرائيليون والفلسطينيون من تحقيق تلك النتيجة خلال السنوات الثلاث الأخيرة من عقد التسعينات، في الفترة التي أدى فيها التعاون الإسرائيلي - الفلسطيني الى استئصال الإرهاب وشهد الاقتصاد الإسرائيلي رخاء وتقدم الفلسطينيون نحو تقرير مصيرهم·

فاسأل أي إسرائيلي وأي فلسطيني عن شعوره حيال الأوضاع خلال عامي 99 و2000 فسوف يقول لك: كان هناك الأمل، بينما تجد إجابة عكسية تماما في أي استطلاع للرأي يجري هذه الأيام·

لقد حان الوقت للعودة الى المستقبل·

 

ü مدير التحليل السياسي للمنتدى السياسي الإسرائيلي ورئيس التحرير السابق لتقرير الشرق الأدنى الصادر عن اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة "إيباك" AIPAC

 

" المصدر: IPF Friday "

 

------------------------------------------

 

نتائج الاستطلاع المتعلقة

بكيفية نظر الإسرائيليين لحياتهم الشخصية:

 

سؤال: كيف تصف وضعك الاقتصادي الآن؟

جواب: 63 في المئة منهم قالوا "جيد" و36 في المئة قالوا "غير جيد"·

 

سؤال: هل أنت راض عن وضعك الاجتماعي؟

جواب: 76 في المئة قالوا "نعم" و24 في المئة قالوا: "لا"·

 

ولنأخذ الآن ما الذي يقوله الإسرائيليون عن دولتهم:

سؤال: هل تسير دولة إسرائيل في الطريق الصحيح؟

جواب: 37 في المئة قالوا "نعم" مقابل 50 في المئة قالوا "لا"·

 

سؤال: هل يضمن جيل الشباب مستقبلا جيدا في إسرائيل؟

جواب: 22 في المئة قالوا "نعم" مقابل 70 في المئة قالوا "لا"·

 

سؤال: كيف ترى الوضع الاقتصادي في إسرائيل:

جواب: 18 في المئة قالوا "جيد" و82 في المئة قالوا "سيئ"·

 

سؤال: كيف تصف الوضع الاجتماعي في إسرائيل؟

جواب: 20 في المئة قالوا "جيد" و80 في المئة قالوا "غير جيد"·

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

التعذيب ليس عمل قلة من الأشرار إنه سياسة منهجية للجيش الأمريكي في العراق
 
كما فعل إبان الحروب الصليبية··
الغرب يربط الإسلام بالشر