رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 ربيع الآخر 1425هـ - 26 مايو 2004
العدد 1629

كتاب ضم مواقف وأحداثاً من حياة الرمز والقدوة للفريح والصالح
جاسم القطامي·· هو "منظومة متكاملة من العطاء"

                                                                              

 

كتب المحرر الثقافي:

"جاسم عبدالعزيز القطامي·· منظومة متكاملة من العطاء" كتاب صدر عن الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان للدكتورة سهام الفريح وعبدالله غلوم الصالح سجلا فيه أهم المواقف والأحداث التي مرت بحياة الرمز الوطني والبرلماني المناضل جاسم القطامي·

أشار الكاتبان في المقدمة الى أن هذه الشخصية ليست بالعابرة في حياة مجتمع الكويت "فهو منهل يمثل فكرا تقدميا، ومنظومة متكاملة من العطاء··· ضحى بالمنصب المرموق في الإدارة الحكومية، وواجه الطرد والملاحقة في رزقه اليومي، ومنع من السفر، ومزق جواز سفره أمام ناظريه، كما يشيران الى أن الكتاب لم يضم السيرة الحياتية للقطامي كاملة، إنما هو اختيار لبعض المحطات التي مر بها·

 

البدايات الأولى

 

يبدأ الكاتبان بسرد نشأة جاسم القطامي والمراحل الأولى لتعليمه حيث "تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب كمعظم أبناء الكويت في ذلك الزمان، ثم أنهى تعليمه النظامي في المدرسة الشرقية، ومن ثم في المدرسة المباركية في الكويت، وارتحل الى مصر لاستكمال دراسته الأكاديمية عام 1948، حيث تقدم بأوراقه الى مجالين مختلفين، وفي كليهما يقوم المتخصص فيهما على خدمة مجتمعه، وهما الطب والشرطة" الى أن ترك كلية الطب بعد فترة وجيزة والتحق بالشرطة، وبعد تخرجه التحق بدورة تخصصية بالقانون والتحقيقات الجنائية في المملكة المتحدة، ويعود بعدها الى الكويت في نهاية عام 1953، ليعمل على تأسيس بعض الإدارات، ويقترح الاستعانة بالخبرات العربية في سلك الشرطة، ثم عين عام 1954 مديرا لدائرة الشرطة الكويتية·

ثم يتوقف الكاتبان الفريح والصالح عند أهم المواقف الوطنية التي اتخذها القطامي في حياته العملية وسجلت كحدث فارق في الحياة السياسية الكويتية، وهو قراره برفض التصدي للمتظاهرين الكويتيين في أثناء احتجاجهم على العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ورفض الأوامر باستخدام القوة معهم لفض التظاهرة، ثم تقديمه استقالته من منصبه كمسؤول أول للأمن آنذاك، مفضلا الوقوف الى جانب الصفوف الشعبية·

ويشير الكاتبان الى إحدى المقابلات الصحافية التي تحدث فيها القطامي عن أثر ذلك القرار "في مساء ذلك اليوم الذي قدم فيه استقالته، حيث جاءه اثنان من آل الغانم وبإحساس منهما بالفخر والاعتزاز به أراداه أن يكون شريكهما في عملهما التجاري، وهو لا يملك المال، وإنما يملك تلك القيم والمبادئ التي آمن بها"·

ثم يذكر الكاتبان الوظائف الأخرى التي تسلمها القطامي بعد استقالته كوظيفة مدير شركة السينما الكويتية، وعمله كمستشار في الديوان الأميري (عام 1962) في بداية الاستقلال وعمله كأول وكيل لوزارة الخارجية، وهنا يقتبس الكاتبان ما جاء في كتاب الباحث البريطاني روبرت جارمان "مسيرة حاكم الكويت الشيخ صباح السالم" بخصوص هذه المرحلة "·· على الرغم من أن هذه الاستقالة المسببة، ودخول القطامي عام 1958 في مشاكل مع السلطة الأمنية، فقد تم تعيينه وكيلا لوزارة الخارجية، حيث استعان بأصدقائه ومساعديه الذين استقالوا معه عام 1956، وأعادهم الى الخدمة في وزارة الخارجية، كما استعان ببعض الشباب من حركة القوميين العرب، الذين ينهلون من المنبع السياسي ذاته··"·

 

القطامي والأدب

 

ويكشف الكتاب اهتمامات القطامي الأدبية وإسهاماته في كتابة المقال والقصة القصيرة والمنشورة في "مجلة البعثة"، كقصة "نهاية بحار" في عدد "البعثة" السابع بتاريخ أغسطس 1948، وهي تمثل اهتمامه بالواقع الاجتماعي في الكويت من خلال اختياره أحد البحارة كشخصية رئيسية في القصة، مبينا معاناة "البحار" وتعرضه الى قسوة وظلم "النواخذة"، رغم أن القطامي نفسه ابن نواخذة مشهورين (كالربان عيسى بن عبدالوهاب القطامي مؤلف كتاب "دليل المحتار في علم البحار")·

ثم يعرض الكاتبان ملحقا بالصور القديمة تحت عنوان "ذكريات مصورة"، مثل فصول الكتاب الأخرى التي ألحقت بالصور·

يضم الكتاب أجزاء أخرى مهمة مثل "المشاركة في الحياة النيابية" وفيه يستعرض الكاتبان الفريح والصالح أحداثا سياسية كبيرة ومهمة في حياة القطامي، والتي هي رصد - في الوقت نفسه - لسيرة الحياة السياسية في الكويت·

محطات كثيرة مثل بدايات الاستقلال، والمجالس التشريعية، والمواجهة بين الرموز الوطنية والحكومات كالاستقالة الاحتجاجية الجماعية من مجلس الأمة في ديسمبر 1965التي قدمها القطامي والدكتور أحمد الخطيب وراشد التوحيد وسامي المنيس وعلي العمر وسليمان المطوع وعبدالرزاق الخالد ويعقوب الحميضي·

كما يضم الكتاب أجزاء مثل "الفكر السياسي·· مواقف وطنية يسجلها التاريخ" و"مكانة القطامي على امتداد الوطن العربي" و"كلمات وفاء من بعض رفاق الدرب والأصدقاء" والتي اختتم بها الكاتبان إصدارهما وهي كلمات تكريمية قيلت في مناسبات مختلفة على لسان أهم الرموز الوطنية والكتاب والمثقفين مثل د· أحمد الخطيب وأحمد النفيسي وأحمد السقاف ورفيقة دربه السيدة شيخة الحميضي ود· محمد الرميحي وعبدالله زكريا الأنصاري والراحل د· أحمد صدقي الدجاني والشاعر الراحل خالد سعود الزيد ود· غانم النجار وأمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان محمد فائق وبرجس البرجس·

يقع الكتاب في 433 صفحة من القطع الكبير، وهو من الكتب التوثيقية المهمة لحياة غنية بالمواقف والمآثر والبطولات على مدى زمني يقارب النصف قرن، كما تعود أهمية الكتاب الى أنه عمل توثيقي وتأريخي لسيرة رمز وطني يعد قدوة في زمن افتقدت فيه مجتمعاتنا صلابة المواقف والرموز والقدوات، وأخيرا هو جهد كتابي نادر لكاتبين متميزين هما د· سهام عبدالوهاب الفريح وعبدالله غلوم الصالح·

 

 

         جاسم القطامي  ود· أحمد الخطيب                    في مجلس الأمة عام 1963

 

                          

                              ويلقي كلمة الحركة الوطنية الكويتية بثانوية

                                        الشويخ في فبراير 1959

طباعة  

وتــد
 
للظــــلام وجه آخر
 
خبر ثقافي
 
شهادة