ليلى العثمان

يا سادتي:

قد انتهى الأمسُ

وأسدَلَتْ أعراسَها

عن بابِنا الشمسُ

تدهورت أحوالُنا

تغلّفت عقولُنا

ومزّقتْ لحومَنا بنابِها الذئابْ

***

يا سادتي:

حقولنا: ثمارُها جفّتْ

سماؤُنا: خيراتُها شحّتْ

لا زهرةٌ واحدة

لا غيمةٌ واعدة

لم يبقَ غير ظلمةِ الدجى

ونفحةٍ من السرابْ

***

يا سادتي:

قد انتهى الأمسُ

وغابت الشمسُ

فرّتْ عصافيرُ النهارِ عن بلادِنا

فاحتلتْ الغربانُ فَجْرَ دارِنا

تحلُمُ أن تشُلّنا

تقتُلُ في أرواحِنا تَوَثُّبَ الشباب

يا ويلنا إن سَيّدتْ جماعةُ الكهوف

فحلّلوا سمل العيون

وقرروا جدع الأنوف

إن حللوا وأد النساء

وأخضَعوا كُلّ الرقابْ

لسطوةِ السيوفْ

***

يا سادتي:

ماذا سيبقى ههنا

إن كبّلوا الهزارْ

وعكّروا النهار

إن قلّصوا الحوارْ

وقطّعوا الأوتارْ

ومزّقوا في عُرْسِنا كُلَّ الدفوفْ؟

***

يا سادتي:

ماذا سيبقى

إذا تفشت الأورام

إن ماتتْ الأنغامْ

إن جفّت الأقلامْ

إن أحْرِقَتْ في دورِنا نَفَائسُ الحروفْ

ماذا سيبقى يا وطن

فاضت به الخيراتْ

شَعّت به النجمات

فَحَلّتْ "البُغاثُ" في سَمائِهِ تَستْنْسرُ

تُحَرّمُ الأفراحا

تُصادرُ الصباحا

وَتُغْلَقُ الأبوابَ عن مواكِبِ الضيوفْ

***

تنبهوا يا سادتي:

هم زارعو الأشواكَ في دربِ النساءْ

هم ناشرو العتْمةِِ في وجهِ الضياءْ

هم من تَفَشّوا في البلاد كالوباءْ

تعاونوا يا إخوتي

واحموا "بلاد النور" من شرِ البلاءْ

***

يا سادتي:

سيصمتُ الصوتُ إلاّ صوتُهُمْ

سيصرخُ السوطُ في أكُفّهمْ

سنصبحُ "النعاج" إذ تسوقُهُمْ

عناصرْ الإرهاب