رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 ربيع الآخر 1425هـ - 26 مايو 2004
العدد 1629

شهادة

أي تصور للكتابة الروائية اليوم؟ وجوه في الزحام - روايتي الأولى

 

                                                                     

 

بقلم فاطمة يوسف العلي

شاركت الكاتبة القاصة فاطمة العلي في الفترة الأخيرة في المهرجان الثقافي الأول في دبي والذي خُصصت أهم محاوره للتجارب الروائية العربية، وبالإضافة إلى مشاركتها في إدارة بعض الندوات لروائيين مثل حنا مينا وجمال الغيطاني وميرال الطحاوي ومحمد برادة وعلي أبو الريش، قدمت العلي شهادة حول تجربتها الروائية الأولى "وجوه في الزحام" الصادرة عام 1971 سلطت فيها إضاءات على بعض شخصيات الرواية، وصححت بعض المعلومات في تأريخ الكتابات الروائية في الكويت:

من المتفق عليه أن الإنجاز الإبداعي غالبا ما يكون مرتبطا بصلة تفاعل مع الحراك التاريخي، وأن المنجز الأدبي هو ابن بيئته وعصره، وبالتالي يوجب تقييمه في إطار هذه البيئة والعصر، ومن ثم فالأديب الذي يخفق في تحقيق هذه البنوة لا يمكن أن يقوم بدور الريادة في الإبداع بصفة عامة·

ومن المتفق عليه أيضا أن الإبداع هو المرفأ الذي يلجأ إليه المبدع فيتداخل الفن والحياة، والواقع والمتخيل، كما أن المعايشة من شروط الخلق الأول وما أقصده بالمعايشة هو الرؤية وسير الواقع وليس النسخ الحرفي للواقع وبخاصة في الرواية، ذلك لأن الرواية تصور للحياة وللواقع، ومن هنا انطلقت في مشروع روايتي الأولى والتي كانت الرواية الرابعة في ترتيب هذا الجنس الأدبي في الكويت والأولى لكاتبة امرأة وكان صدى لحلم التحرر من أسر الرجل، وقد صدرت 1971 وهو موقع مبكر نسبيا إذا ما عرفنا أن فن الرواية في الكويت لا يذهب قبل هذا التاريخ إلا ببضعة أعوام وبهذه الرواية حجزت مكانا في خط الرواية الكويتية باعتبارها الرواية الأولى التي تكتبها فتاة عن هموم وأحلام بنات جنسها والمواقف المتناقضة التي يتخذها المجتمع العربي أعني المجتمع الذكوري تجاه المرأة، ومن هنا خرجت الرواية من الاستناد إلى واقع الإشكالية الأولى والتحدي الأساسي الأول، وهو المعتقدات الاجتماعية الموروثة الراسخة التي تعتقد المرأة مجرد "دمية" وأعتقد أنني عبر هذه الرواية استطعت أن ألغي هذا التصور·

إن روايتي الأولى "وجوه في الزحام" التي صدرت منذ أكثر من ثلاثين عاما "1971" كان من قدرها أن تكون أول إسهام نسائي في فن الرواية في الكويت، وفي دول الخليج العربي عامة، هذا ما تقوله الدراسات الموثقة التي اهتمت بفنون السرد في الكويت خاصة، فتؤكد أن "وجه في الزحام" مسبوقة بثلاث روايات لثلاثة من الكتاب، لتعقبها روايتي فتكون أول مشاركة روائية لكاتبة خليجية·

إنني أدلي بهذه الحقيقة لأمرين، سأعبر بأحدهما عبور الكرام، وأرصد صدى الآخر في الرواية·

الأمر الأول أن بعض من ندب نفسه عن غير تأهيل علمي أو استعداد منهجي ليكتب "فذلكة" عن تاريخ فن الرواية في الكويت سولت له نفسه - الأمارة بالسوء - أن يتعسف ويحرف ولا أقول أكثر من هذا، فيبدأ تأريخه  بعام 1972، وذلك ليتمكن من القفز فوق عام 1971 الذي صدرت فيه رواية "وجوه في الزحام"، وبهذه الحيلة المستهجنة - وإرضاء لأطراف  - يتمكن من تجاهلها، هذا التعسف الذي لا أجد له سندا من العلم أو من الحقيقة يسيء إلى الموضوعية، بل ينتقص حق الوطن - الكويت - حين يغفل عن عمد ويغيّب ضميره جهود بعض أبنائه، حين يزعم باحث ما أن الرواية تبدأ في الكويت سنة 1972 فإنه لا يكون قد ضحى باسم فاطمة يوسف العلي وحدها، بل سيكون قد ضحى باسم الأديب عبدالله خلف رئيس رابطة الأدباء في الكويت الآن، بروايته الرائدة "مدرسة من المرقاب" التي صدرت عام 1962، ويكون قد ضحى باسم الروائي إسماعيل فهد إسماعيل الذي كتب أول رواية له، وهي رواية "كانت السماء زرقاء" 1970، بل إن الكاتب نفسه: إسماعيل فهد له رواية أخرى هي رواية "المستنقعات الضوئية"، التي ظهرت عام 1971 - أي العام نفسه الذي ظهرت فيه رواية "وجوه في الزحام"، وهكذا كنت أنا  - دون أن أكون المسؤولة - وعبدالله خلف وإسماعيل فهد، وهناك غيرهما أيضا، وليت المؤرخ الأدبي غّلب جانب الخير، وانصاع للحقيقة التي لا تكذب، وحفظ حقوق الناس، وحقي أنا أيضا، وحق الوطن، بل حق القارىء أيا كان، والباحث بصفة خاصة، أن يقف على الحقيقة، وأن يدرك حركة التطور الفني في الرواية بالدقة المطلوبة·

أما الأمر الآخر الذي أحاول أن أكتشف ملامحه على رنين صداه، فهو ما تمثله هذه الرواية لي بصفة خاصة، في ذلك الوقت الذي صدرت فيه "وجوه في الزحام" كنت طالبة لم تتجاوز الثمانية عشر ربيعا من عمرها، وكنت طموحة إلى الكتابة وإلى الإبداع، لدرجة أنني التزمت بكتابة صفحة أسبوعية بمجلة من أهم المجلات في تاريخ الصحافة الكويتية· هكذا كنت، أما الكويت فقد كانت "زحاما" بالفعل، والذين يدققون التطور الديموجرافي في الكويت سيجدون أنه في أعقاب نكسة حزيران 1967 انهمر طالبوا العمل في الكويت عليها حتى ارتفع عدد الوافدين إلى ما يتجاوز ضعف عدد السكان الأصليين، هو "زحام" بكل المعاني، وفي الزحام لا يرى الناس من بعضهم البعض غير الوجوه، غير الـظاهر، غير النظرة العابرة·

ولكن روايتي لم تتوقف عند هذه المعاني، لأنني لم أقصد أن تكون رواية سياسية أو تدخل السياسة في نسيجها بإلحاح، لا لأنني عازفة عن السياسة أو بعيدة عنها، واعتقادي أن أي موقف يتخذه الإنسان في حياته هو موقف سياسي أو له دلالة أو نتيجة سياسية، حتي إن كان يشتري لعبا لأطفاله، أو أطعمة لأسرته، فعلى المستوى السياسي تناولت القضية الفلسطينية والبعد القومي وما طرحته معناه أن "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة المقاومة"، وحين نتذكر كويت السبعينات، أو عام 1971 الذي كتبت فيه هذه الرواية، سنجد أن موقفها السياسي كان متوافقا مع الخط السياسي المتحرر الناضج، والمتشدد أيضا في احتضان القومية وتأسيس دولة عصرية، وهذا يعني أن الأديب الكويتي كان لديه أفق فسيح جدا لينظر فيه، ويتحرك منه، دون أن يشعر بأنه يصادم أو عرضة لأن يصادم سلطة لا توافقه فيما يعلنه أو يعتقده، والذي أعتقده أنه إلى اليوم لم يمتحن كاتب أديب شاعر أو قاص أو مسرحي فيما كتب، ولم يجد من يؤاخذه ويرد عليه كتابته، وهكذا كانت فتاة الثامنة عشرة مطمئنة إلى الواقع السياسي والحضاري العام الذي تتفيأ ظلاله، ولكن هذا لا يعني أن حياتها، وأن حياة الكويت - الاجتماعية خاصة - كانت خالية من أسباب القلق، وأظن ونحن في دائرة الرواية، نفكر أول ما نفكر في المجتمع، فهذا المجتمع المعقد هو الذي أنتج الرواية، وهو الذي كتبت عنه وله الروايات زمنا طويلا قبل أن تعتنق أهدافا أخرى، معنى هذا أن "وجوه في الزحام" - في جوهرها رؤية اجتماعية، تنطلق من رصد الواقع الاجتماعي والنفسي لمجتمع محافظ، يحاول أن يجدد حياته فيصيب ويخطىء، ويحاول أن يتمرد على تقاليده وأعرافه، ويأخذ مكانها بسلوكيات جديدة لا تنتمي إلى الماضي، فيصيب ويخطىء أيضا·

الحكاية أو القصة في داخل السرد تقول إن والدا موظفا من الطبقة الوسطى الأقرب إلى الطبقة الدنيا من الموظفين، صمم على أن يدفع بأولاده الثلاثة: بنتين ناضجتين وولد صغير، إلى التعليم لم يكن هذا شيئا جديدا بالنسبة للولد، لكنه كان جديدا بالنسبة للبنت، فيما يجاوز التعليم البسيط الابتدائي والمتوسط غالبا، وبهذا يعد الأب في روايتي واعيا بمطالب المستقبل حين يترك ابنتيه تكملان المرحلة الثانوية، ثم تنضمان إلى الجامعة، كان هذا شيئا جديدا لا يقاس عليه ما نشاهده الآن بعد ثلاثة وثلاثين عاما "ثلث قرن" والمهم أن هذا الأب المتطور في جانب، لم يكن بحكم ماضيه وممارسته اليومية قادرا على أن يكون متطورا في كل الجوانب، هذا ضد الواقع، وربما ضد السليقة الإنسانية التي تتحرك وفق معطيات مختلفة، بعضها موروث وبعضها مكتسب، وحتى الموروث قد يعود لأزمة مختلفة، ومن هنا لا تسلم شخصية من تناقض، ربما لا يظهر عند ممارسة الكلام، ولكنه لابد أن يظهر عندما يتحول القول إلى فعل، لهذا نجد الوالد يرحب بابن أخيه حين يتقدم إليه ليخطب ابنته الجامعية، ويوافق الأب، اعتمادا على استحقاق ابن العم لابنة عمه، وحقه المسبق للزواج بها، إنني لم أبرىء ابنة العم من أن تتعلق بابن عمها وتحبه، فهو - مظهر، وكوجه في "الزحام" - جدير بهذا، متعلم، ومواظب على الاستنرادة من التعليم، وثري، ويحبها، وكلها مرشحات للفرح به·· ولكن هذا الفتى الذي اخترت له اسما تقليديا جدا، هو "محمد"، في مقابل اسم الفتاة المبتكر الذي ينتمي إلى المستقبل "إلهام"، هذا الفتى عندما سافر إلى لندن بهدف استكمال تعليمه، سقط قبل أن يخطو أول خطوة، والطريف أن نقطة ضعفه كانت هي نقطة القوة لو أنه فكر بطريقة صحيحة بعيدة  عن إلحاح الحرمان، لقد سقط بفعل الحرية·· نعم الحرية الاعتقادية، والحرية السلوكية، والحرية العملية، لقد اكتشف فجأة أنه يستطيع أن يأكل ما يريد، وأن يشرب ما يريد، وأن يصحو متى يشاء، وأن يحب ويجد الحب ممن يشاء، وأن ينفق من ماله بلا حساب·· وهكذا حقق لنفسه صفة من صفات الجنة، وهي أن ما يطلبه يجده بين يديه، ولم يدرك وهو في غمار هذا الانقلاب الشامل أنه يبتعد عن شاطىء الأمان، وأن الانسلاخ الكلي من الماضي حتى لو كان ماضيا قاسيا هو أمر مضر جدا، وسيؤدي إلى عزلة ليس عن الماضي فقط، بل عن الواقع أيضا، وهذا ما كان بالرمز، إذ انتهى إلى مريض بأعصابه في مصحة نفسية·

حين أشير إلى "الرمز" فإنني لا أضيف إلى روايتي ما ليس فيها، وفي الوقت نفسه لا أدعي أنني استخدمت الرموز استخداما محبوكا كما كتاباتي الآن·· هذا ما يتجاوز طاقة وقدرة كاتبة على أول الطريق، لكني أعتقد أن التعبير بالرمز الكلي أو الجزئي هو غريزة مرتبطة بالكتابة ذاتها، بعبارة أخرى: في تصوري أنه لا توجد كتابة أدبية خالية من المرامي والإحالات الرمزية، حتى وإن كانت جزئية، وهذا موضوع يستحق أن يبحثه النقاد ومن يهتمون بمثل هذه القضايا من المهتمين·

لقد كانت الفتاة "إلهام" أقدر من أبيها على استقبال الجديد، وتقبل التجديد، والتعامل مع الواقع، وهذا الجانب في الرواية فيه قدر من وصف الواقع الكويتي، وقدر من الواقع النسائي العام، وقدر من التعليم وهو أحد أهداف الكتابة عند الكاتب عادة· إن الجانب التعليمي يفرض نفسه عادة على الكتابات الروائية المبكرة، وهو ليس مما يتنصل منه الكاتب الذي يحترم وظيفة الفن الاجتماعية، ما دام يسلم بأن المجتمع نفسه يتطور، وأعتقد أن رواية مثل "زينب" أو سيرة روائية مثل "الأيام" تقدم إلى الآن من زاوية أنها تعليمية دون أن ينقص هذا من احترام وجودها التاريخي والفني، مع هذا أجد عبارات وتعبيرات فنية على درجة من الجودة، ففي عبارة تقول "وعجلات الزمن قبل عجلات السيارة تنهب الأرض لا تلوى على شيء" يلفتني هنا ما يتجاوز الاستعارة في "عجلات الزمن"، ولعلها استعارة مألوفة أو قريبة، ولكن الربط بين المجازي: عجلات الزمن، والحقيقي: عجلات السيارة، وجعلهما معا يصنعان تأثيرا واحدا متفقا: ينهبان الأرض، هذا التركيب فيه جدة أشعر الآن بأنها ذات قيمة فنية، بل إن هذه التورية لعلها تحمل خصوصية وتهذيبا ملفتا للنظر، فقد انقلب محمد في لندن على كل ما كان يؤمن به من تقاليد وأعراف بيئته، ومن بينها الزواج، ومن بينها أن الزوج يجب ألا يعرف زوجته عن قرب قبل أن تدخل غرفة الزوجية!! إنه الآن، في لندن، يجد العكس: تقام العلاقات الحميمة أولا، ثم يأتي الزواج تجارب عملية وهذا فيما أتصور اختصار فيه تورية وإشارة مهذبة لوصف ما يحدث قبل الزواج هناك·

إن رواية "وجوه في الزحام" رواية عصرية بمعنى أن أحداثها نابعة من الواقع المعاش وتعبر عن ملامح المجتمع الأسرة، الحياة، والأفراد والمستجدات ونتائجها السلبية والإيجابية والوقوف إزاء القيم المجتمعية للتأثير على سلبياتها أو إيجابياتها، ورغم اهتمامي المستمر بقضايا المرأة إلا أن هذه الرواية لم تكن رواية نسوية بل رواية تطرح صورة المجتمع الخليجي والكويتي خاصة ومستجدات التحديث عبر سلوك الفتيات والشباب تجاه الثقافة الاجتماعية الأجنبية، ولعل ما يستوجب الوقوف أنها كانت رئة تنفست خلالها ابنة الثمانية عشر ربيعا - عمري آنذاك - ورصدت خلالها حركة المجتمع الذي ابتدأ آنذاك يقفز نحو التحديث بما يشمله هذا التحديث من قيم اجتماعية وثقافية وسياسية وفنية وأدبية، وربما كان الالتصاق الواقعي بالمجتمع أثمر جدية الرصد المستقبلي واستشفاف وقائع الغد المقبل، وهو ما صدقته الأيام التوالي، فعلى صعيد حركة المجتمع تم التلاقي بين المسارات الرجالية والنسوية، وأضحى صوت المرأة يدق الآذان على الدوام وتكثف وجودها في ثنايا المجتمع وغضونه، إن في الوظائف العامة أو في المشاركات والأنشطة الاجتماعية، وصار الرجل أقرب إلى المرأة بعدما نزعت برقع الكمون الذي اختفت وراءه عقودا من السنوات إن لم أقل قرونا، وفي المجلس النيابي الثالث عام 1971 انطلقت أول دعوة لإعطاء المرأة  حقوقها السياسية التي لم يغمطها إياها الدستور ولكن شاءت إرادة التولد السياسي الحديث في أول عهد الاستقلال رجاء تلك الحقوق إلى حين·

وكذلك فإن رواية "وجوه في الزحام" كرست معنى جميلا جدا يتخلص في قدرة المرأة على التعبير عن مشاعرها دون جرح مجتمعنا بقيمه سواء الثابتة أو المتحولة، ولقد فتحت هذه الرواية الباب للمرأة في المجتمع الكويتي للدخول في تفاصيل قضاياها تأسيسا على مبدأ الجرأة غير الهدامة، ومن هذا الباب دخل الكثير من الكاتبات اللواتي كتبن قصصا أو روايات ربما تعدى البعض على قيم المجتمع أو هكذا كان تفسير البعض ما أدى إلى إثارة زوابع غبارية هنا وهناك سرعان ما تلاشت· وبعد أختتم شهادتي بما تطلعت إليه الرواية بشغف حول أحقية الفرد بالمعرفة المفتوحة التي تتناقلها تلك السموات المفتوحة والمليئة بالأقمار حاملة المعرفة، بعدما كان لنا قمر واحد في السماء نتغزل به ونشبه به من نحب أخيرا··

فإنني لم أرد أن أغتصب مقعدا يخصص للنقد، فرواية "وجوه في الزحام" منشورة على القراءة منذ ثلث قرن، ويستطيع كل ناقد أن يقول فيها ما يريد·· ليست حرية النقد هي المشكلة، وإنما المشكلة تجاهل النقد، وانحراف النقد، وغياب الموضوعية عن النقد، وغياب الضمير الأدبي عن النقد، وهذا ما يعطي الكاتب الحق في الدفاع عن عمله، أو على الأقل إضاءة مساحة من حوله حتى لا يضل الآخرون·

طباعة  

كتاب ضم مواقف وأحداثاً من حياة الرمز والقدوة للفريح والصالح
جاسم القطامي·· هو "منظومة متكاملة من العطاء"

 
وتــد
 
للظــــلام وجه آخر
 
خبر ثقافي