رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 ربيع الآخر 1425هـ - 2 يونيو 2004
العدد 1630

وتــد

إن كسّرت صدورَنا وانقضت!

 

نشمي مهنا

 

(1)

 

بغفلة منّا أو بعلم خافت، نربي في دواخلنا وحوشا همجية، كامنة، تتصنع اللين والرأفة، الى أن نسمح أو يُسمح لها أو تكسر هي صدر الرغبات، فتنقض على فرائسها· لا أحد منّا ناجٍ من هذا الحمل الشيطاني الخفي، وإن تجملنا لزمن أو أزمان بـ "الحس الإنساني" فـ "لعلة لا نظلم" (!)، ثم من قال إن تركيبنا للكلمتين (الحس والإنساني) دقيقا، وقد حمّلنا صفة كاذبة لموصوف باهت، قد لا نملكه حتى·

لا يمكن قتل الوحوش الكامنة، أو تقييدها، أو تشذيب طبائعها (على أقل حدود الأمنيات) إلا بالزجر والترهيب، ولا شيء يبث هذا الرعب في عيونها سوى الدين، أو المبدأ، أو القانون، هذا ما اتفق عليه أجدادنا الطباشيريون منذ أكل أبانا أعمامنا الأقدمون، لكن ما الحيلة والدين يمكن مراوغته، والمبدأ "يتمطط" إن أجدنا اللعب عليه وعرضنا التبريرات أمام ناظريه؟!

يبقى لنا الثالث الواضح والحاسم، الذي سمي لعناده - في أحيان كثيرة - "الحمار"!

إذن، وبداهة، هو القانون، الذي نفتقده· المنقذ الذي سيمحو مواد شريعة الغاب·

لا يمكن أن تقنع "إنسانا" بفداحة جريمته حين يفصل رأسا بشريا عن جسده، ويكاد لإيمان عميق في "دينه" و"مبدئه" أن يلعق سكينه المتقاطرة بدماء الذبيحة البشرية التي فرت روحها بين يديه·

هو أعمق منك إيمانا بدينه، وأشد تمسكا منك بمبدأ "القوة" الذي اختاره، وكلاكما (مجرما وشاهدا) تتحاوران بالهلع والنفي والجهالة، بالسكاكين والمتفجرات، يقابلك بتعاليم "القاعدة"، وتحاول إقناعه بضلالها، وتظلان هكذا، بين ضفتين متباعدتين، تتجاذبان طرفي الحبل الملتف على عنقيكما الى أن تقعا معا في الهلاك، هكذا·· بغياب القانون·

لسنا أفضل حالا من أبناء "القاعدة" ولا أطهر يدا، ولا حكوماتنا أرقى من جهالاتهم، وهي التي غرست كراهية الأجنبي، ويسرت التكفير، ونحن الذين صمتنا عن تخريب الفكر في المدرسة والبيت والشارع والمؤسسة، واستسهلنا نشر ثقافة العنف·

 

(2)

 

أيهما جريمة: أن يدخل الأمريكيون الى أرض العراق ويسقطوا نظام الطاغية صدام فيوقفوا مذابحه في الشعب العراقي، أم لو أنهم أعادوا تأهيل نظامه دوليا كما يجري الآن مع القذافي؟!

 

(3)

 

شاعر صيني قال حكمته الشعرية قبل الميلاد:

تتمنى العائلات

حين يولد لها ابن

أن يكون ذكيا

أما أنا

وقد حطمت حياتي بالذكاء

فليس في وسعي إلا أن أرجو

أن يكون ابني

جاهلا وخامل الفكر

بذلك يحيا حياة مطمئنة

مثل أي وزير في وزارة

nashmi@taleea.com

طباعة  

في كتابه "حديث الألوان" وفي مسيرته الفنية
بدر القطامي يحفظ البيئة الكويتية في ألبوم التشكيل

 
قراءة
 
المرصد الثقافي
 
شعر
 
إصدارات