سلسلة "المعرفة": التنمية حرية
صدر العدد 303 من سلسلة عالم المعرفة تحت عنوان "التنمية حرية: مؤسسات حرة وإنسان متحرر من الجهل والمرض والفقر"، والكتاب هو الأول لأمارتيا صن بعد فوزه بجائزة نوبل للاقتصاد عام 1998 يتضمن الكتاب اثنى عشر فصلا يقدم من خلالها المؤلف رؤيته للعلاقة بين التنمية والحرية·
في فصله الأول "منظور الحرية" يتناول المؤلف أشكال افتقاد الحرية، وعلاقة الحرية بنوعية الحياة، معتبر أن الحريات الإنسانية هي أساس تقييم التنمية والتطوير·
الفصل الثاني "التنمية: الوسائل والغايات" يقدم تحليلا لدور الحريات الفردية في عملية التنمية والتطوير، ويطرح ضمن هذا أمثلة عملية لعل أهمها المقارنة بين كل من الهند والصين، داعيا إلى دعم الحرية الإنسانية باعتبارها الهدف الرئيسي والوسيلة الأساسية للتنمية·
"الحرية وأسس العدالة" هو عنوان الفصل الثالث الذي يتناول فيه المؤلف المناهج التقييمية مثل مذهب المنفعة والنزعة التحريرية ومنهج القدرة وغيرها·
أما الفصل الرابع فقد جاء بعنوان "الفقر كحرمان من القدرة" ويقدم فيه المؤلف مؤشرات دالة على دعم المساواة مثل فوارق نسب الوفيات بين الأعراف والطبقات والجنسين، كما يبين المؤلف أن العلاقة بين الدخل وبين الإنجازات والحريات الفردية ليست ثابتة أو تلقائية·
الفصل الخامس "الأسواق والدولة والفرصة الاجتماعية" ينتقد من خلاله المؤلف الهجوم على آلية السوق ويرى أنها تنظيم أساسي يمكن للناس من خلاله أن يتفاعلوا مع بعضهم للنهوض بأنشطة تبادلية النفع·
وفي الفصل السادس: "أهمية الديمقراطية"، يقر المؤلف بأهمية المؤسسات الديمقراطية مع تأكيده على أن استخدامها مشروط بما نؤمن به من قيم وأولويات، حيث يرى أن الحوارات والمناقشات العامة التي تسمح بها الحريات السياسية والحقوق المدنية يمكنها أن تؤدي دورا رئيسيا في صياغة تلك القيم·
"المجاعات والأزمات الأخرى"، الفصل السابع، يبين أن المجاعات وغيرها من الأزمات يمكن أن تحدث حتى مع عدم وجود نقص في الغذاء كحالة ناجمة عن اللامساواة، ويرى المؤلف أن الصحافة الحرة والمعارضة السياسية النشطة هما أفضل نظام للإنذار المبكر بالنسبة إلى بلد تهدده المجاعات·
الفصل الثامن، "فعالية المرأة والتغيير الاجتماعي" يتناول فعالية المرأة كأحد المجالات التي أغفلتها دراسات التنمية، ويدعو إلى تصحيح هذا الوضع بالإقرار بمشاركة المرأة وقيادتها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية·
الفصل الثاني عشر والأخير، "الحرية الفردية التزام اجتماعي"، يعرض لموضوع التكافل بين الحرية والمسؤولية، كما يعرض للعلاقة بين رأس المال البشري والقدرة·
يلتقي علم الاقتصاد بالفلسفة في هذا الكتاب الثري الذي يعرف الحرية بكونها عاملا للتنمية وهدفا أساسيا لها· الجديد الذي يحمله الكتاب هو البعد الإنساني الذي غالبا ما تفتقر إليه الدراسات الاقتصادية الأخرى، حيث يقدم أمارتيا صن رؤيته الاقتصادية من منظور أخلاقي، وهو أمر غير معهود بالنسبة إلى الدراسات التي تبحث في التنمية الاقتصادية·
إن تفاؤل أمارتيا صن واقتراحاته الجادة تجعلنا متطلعين إلى حلول محتملة لمشكلة العالم الأولى: اللامساواة·
