العمارة الإسلامية
والبيئة في "عالم المعرفة"
صدر العدد 304 من سلسلة عالم المعرفة، وهو بعنوان "العمارة الإسلامية والبيئة: الروافد التي شكلت التعمير الإسلامي"، تأليف: د· م· يحيى وزيري والكتاب يقع في ستة فصول هي: عمارة البيئة في الإسلام، التفاعلات الحضارية التي شكلت العمارة الإسلامية، المعالجات المناخية في تخطيط وتصميم مباني المدينة الإسلامية، عمارة المساجد، رؤى بيئية، المسكن الإسلامي في البيئات الحضرية وغير الحضرية، وأخيرا الحدائق وتنسيق المواقع·
ناقش الكثير من الأبحاث والكتابات المؤثرات البيئية في العمائر والمدن الإسلامية في محاولة لإظهار ردود فعل العمارة والفكر الإسلاميين تجاه معطيات البيئة، خصوصا في المناطق الصحراوية من العالم الإسلامي، ولكن يلاحظ أن أغلب هذه المحاولات تركز على المؤثرات المناخية فقط، التي بلا شك تمثل أحد أهم جوانب البيئة الطبيعية، كما أن هذه الدراسات غالبا ما تركز على عمارة المسكن الإسلامي دون سائر الأنواع الأخرى من المباني، التي على رأسها المسجد·
والعمارة الإسلامية لا يمكن فهمها إلا بنظرة أكثر شمولية وأكثر عمقا، فالعمارة الإسلامية شكلتها وأنضجتها عدة روافد دينية وحضارية ومناخية، وهذه الروافد في مجملها تمثل الرؤية الأكثر شمولا لمفهوم البيئة، التي يجب ألا تقتصر على العوامل المناخية فقط، ولكن تتعدى لتشمل أيضا البيئة الدينية والاجتماعية والثقافية·
وفي هذه الدراسة جاء طرح هذه العلاقة متشعبة الجوانب بأسلوب يمتاز بشمولية النظرة، مع عدم الاقتصار على جوانب بيئية بذاتها، ومن جهة أخرى، فإن الكتاب يعرض ويناقش بعض الرؤى غير التقليدية الخاصة بالعمارة الإسلامية، من أجل استجلاء بعض الجوانب، التي يمكن ألا تكون ظاهرة للعيان عند الحديث عن العمارة الإسلامية·
لقد حاول المؤلف في هذه الدراسة أن يعطي القارئ المثقف غير المتخصص فكرة أكثر وضوحا عن العمارة الإسلامية من خلال تتبع تفاعلاته مع البيئات المختلفة التي وجدت فيها المجتمعات الإسلامية بثقافاتها المحلية المتباينة، إنها محاولة لاستكشاف كيفية إسهام العوامل والروافد البيئية المختلفة في تشكيل العمران والعمارة الإسلامية في هذه المجتمعات·
