رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 ربيع الآخر 1425هـ - 9 يونيو 2004
العدد 1631

اقتصاد الألفية الجديدة·· كتاب وُصف بالمميز!!

   

 

·         ثلث تكلفة صناعة السيارة في عام 2005 سيكون للإلكترونيات المستخدمة فيها وهو الجانب اللاملموس

·         الاقتصاد القديم انسحب وحل محله الاقتصاد الجديد المبني على المعلومات والإبداع وتتصدره شركات الإعلام والكمبيوتر والاتصالات

·         الاقتصاد الجديد يرى أنه من الصعوبة سيطرة شركات كبرى على سوق برامج الكمبيوتر والاتصالات والإعلام

·         التعليم ضروري جدا لصناعة الثروة·· ولا بد من إنشاء دور العلم وإصلاح القطاع العام

 

عرض: سعاد المعجل

أثار "تشارلز ليدبيتر" في كتابه الصادر عام 1999 عن دار فايكنج "للنشر موجة من التعليقات كان أبرزها تعليق رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" الذي وصف "ليدبيتر" بالمفكر الخارق والمتميز ووصف كتابه بكونه يطرح أسئلة جوهرية وفي غاية الأهمية لما يتعلق بمستقبل بريطانيا، أما الكاتب الصحافي "هوغو يونغ" من صحيفة الغارديان·· فقد وصف كتاب ""ليدبيتر"" بأنه كتاب الألفية المميز·

 

قد يكون من الصعب ترجمة عنوان الكتاب حرفيا الى العربية، فالعنوان "Living on thin air" يعني العيش على اللاشيء، أو الحياة في عالم غير محسوس أو غير ملموس، لذا فقد كان عنوان "اقتصاد الألفية الجديدة هو الأقرب في معناه الى العربية" فالكتاب أساسا يقدم برنامج عمل لاقتصاد القرن الحادي والعشرين، ويتحدث عن أوجه الاقتصاد الحديث بلسان شخص عادي ليس من رجال الأعمال ولا من أصحاب الشركات العملاقة، في مقدمته يقول "ليدبيتر" إن كتابه يطرح رؤية جديدة في كيفية إنشاء المنظمات سواء كانت اقتصادية أم سياسية، بصورة تمكننا من تسخير ما وفره اقتصاد المعلومات في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات المستعرة، يتحدث الكاتب في البداية عن سرعة حركة رأس المال بفعل ثورة المعلومات والتي وفرت للنظام المالي العالمي سهولة خارقة في تحريك موجوداته وأصوله عبر العالم، ويعود الكاتب بتلك البداية الى العام 1997 وبالتحديد في شهر يوليو حين أجبرت تايلاند على تعويم عملتها، والذي تبعه مع نهاية العام انهيار كبير في عملات الفلبين وأندونيسيا وماليزيا وكوريا الجنوبية وبورصاتها، لتلحق بها فيما بعد اليابان التي غرقت مع بداية العام 1998 في كساد لم تشهده منذ الحرب العالمية الثانية، ومع بداية العام 1999 كان العالم بأكمله يتحرك اقتصاديا فقط من خلال تعاملات وقروض المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية·

وقد أدت سهولة حركة المال الى ولادة رأسمالية جديدة هي رأسمالية المعلومات، خاصة مع تضاعف الحاجة (صناعيا) للمعلومات والتقنيات الإلكترونية، فعلى سبيل المثال أصبحت تكلفة الإلكترونيات في السيارة ثلاثة أضعاف المواد التقليدية الأخرى المستخدمة عادة في صناعة السيارة، وتجاوز عدد العلماء في صناعات كالسيارات وغيرها عدد العمال من أصحاب الياقات الزرقاء·

هنالك ثلاث قوى رئيسية تتحكم في الاقتصاد الجديد، التمويل، والمعرفة ورأس المال الاجتماعي، وكلها معايير غير ملموسة بمعنى أنه لا يمكن قياسها أو لمسها، والاقتصاد القوي هو الذي يملك كل تلك القوى الثلاث وبصورة منسجمة·

إن العالم بأكمله أصبح رهينة الاقتصاد الشبح أو اللامحسوس وبالتالي فهو يتناقض مع مفهوم العمل التقليدي والذي عرفه الفيلسوف برتراند رسل بكونه عملية تحريك الأشياء حول أو بقرب سطح الأرض، فبينما كان العمل أو الإنتاج يتطلب أسواقا ومواد صلبة وغير صلبة، ومصانع وماشية والى غير ذلك من عناصر قابلة للقياس والتخزين والنقل البحري أو بالقطارات، يعمل معظم الناس خاصة في الدول المتقدمة في مجالات غير محسوسة وغير خاضعة أو قابلة للقياس والتقييم التقليدي، ويستعين الكاتب في سبيل شرح ما يعنيه هنا بالعائلة المالكة في بريطانيا، حيث تعتبر الشهرة الشعبية والانتماء للملكية، والاعتزاز بها من أهم أصول العائلة المالكة، وعلى الرغم من أنها أصول غير محسوسة ولا ملموسة إلا أنها تفوق في أهميتها أصول العائلة الحقيقية كالأملاك والقصور والقلاع وغيرها، الى أن جاءت النسخة المعدلة والحديثة للملكية في بريطانيا والمقصود بها الأميرة الراحلة ديانا، والتي غيرت بأسلوبها شروط القبول الجماهيري التقليدية لما يتعلق بالمشاهير والأمراء والملوك وأصبحت حياتها في متناول الجماهير الذين رأوا فيها (سلعة) قريبة منهم وفي متناولهم بخلاف ما كانت عليه الحال مع الملكية في بريطانيا·

لقد طرح اقتصاد الألفية الثالثة مفهوما جديدا للسلعة ولأسلوب تسويقها، فالفكرة أو الاختراع كسلعة ينتقل من مجال الى مجال آخر ومن شخص الى آخر، ويتم إضافة وتحديث الفكرة دائما في أثناء عملية الانتقال هذه، وما يهم هنا ليس السلعة بحد ذاتها، وإنما أسلوب استثمارها أو تفعيلها "The know-how" وسواء كانت برامج الكمبيوتر أو المعلومات الجينية فإن أهميتها تكمن في أنها أدوات التشغيل للكمبيوتر أو لجسم الإنسان، فما يهمنا هنا هو معلومات التشغيل الكامنة في تلك البرامج، أما عملية استهلاك السلعة هنا فهي عملية جماعية، يشارك المستهلك فيها صاحب السلعة أو منتجها، لكن الاستهلاك هنا لا يعني تناقص أو انتهاء السلعة وكما هي الحال في السلع المحسوسة، وإنما ينمي الاستهلاك - في هذه الحالة - السلعة ويعيد إنتاجها بصورة منقحة، وقد تحدث أحيانا تجاوزات في حق استخدام السلعة، وكما حدث في بداية القرن الماضي حين خلعت ألمانيا عن انجلترا حق اكتشاف كيمياء الصباغة الحديثة على الرغم من أن مكتشفها إنجليزي، إلا أن مهارة هذه الصناعة سرعان ما انتقلت الى ألمانيا لتصبح هي الدولة الممولة لنصف حاجة العالم من الأصباغ·

بل وحتى ملابس الجيش البريطاني في الحرب الأولى كانت تستخدم الصبغات الألمانية التي برعت في تلك الصناعة بعد أن اقتبست مهارة تصنيعها من الإنجليز·

لقد أصبحت المهارة هي الأهم في اقتصاد الألفية الجديدة، وأصبح التنافس على التقنية الموجودة في السلعة هو الأبرز، فعلى سبيل المثال قد تصل تكلفة الحديد المستخدم في صناعة السيارة 1,000 دولار مثلا في مقابل 3,000 دولار للإلكترونيات الموجودة فيها، وتقدر شركة "تويوتا" أن ثلث تكلفة صناعة السيارة في العام 2005 ستكون للالكترونيات المستخدمة فيها، أو بمعنى آخر في الجانب اللاملموس في السيارة·

لقد ضاعفت الأبحاث والدراسات من أسعار السلع وتكلفتها، لكنها وبحسب منطق الاقتصاد الحديث تكلفة ستوفر عائدا في المستقبل، فعلى سبيل المثال تحسب شركات الأدوية الأمريكية التي دفعت في 1970 ما يقارب الأربعة عشر مليارا على أبحاث متعلقة بالأدوية تحسب العائد المستقبلي الذي وفر عليها سبعة وعشرين مليار دولار في العام 1995 من خلال زيادة العمر الافتراضي للمواطنين·

على الرغم من كل التفاصيل الدقيقة التي حواها الكتاب إلا أن الكاتب يشك في أن صورة الاقتصاد الجديد قد اتضحت تماما، فالاقتصاد القديم بدأ بالانسحاب شيئا فشيئا مفسحا المجال لاقتصاد المعلومة والمهارة والإبداع والذي تتصدره شركات برامج الكمبيوتر، والاتصالات والإعلام، حيث التنافس حول أصول غير ملموسة، والأداء الوظيفي ليس خاضعا للشكل الهرمي التقليدي للمؤسسة، لكن الصورة النهائية لم تتضح بعد، لذلك فإن الكاتب يتصور أن الاقتصاد التقليدي سيبقى عالقا لفترة ليست بقصيرة خاصة في ظل خوف ورهبة بعض الشركات مما يحمله اقتصاد الألفية من تغيرات جذرية في مفاهيم معتقة·

يطرح "تشارلز ليدبيتر" تصوره عن شكل وهيئة شركات صناعة المعرفة أو المهارة فهو يرى أن أول أشكالها المسامية أو الخلوية وبصورة تمكنها من إقامة شبكة إلكترونية تربط كل أطراف الإدارات فيها·

وهي أيضا ذاتية الإدارة مما يشجع العاملين فيها على المبادرة بالأفكار والتصورات·

وسيكون الرابط الأساسي للعاملين داخل شركات المستقبل رابطاً أشبه ما يكون بالعضوية التي ستتحقق من خلال عدالة ملموسة في الأجر، ففي اقتصاد المعرفة والمهارة، تحتاج الشركات لأن تكون كشبكة المعلومات المتصلة ببعضها البعض·

يرى الكاتب أن من أبرز إخفاقات الاقتصاد الحالي والشركات التقليدية أنها محكومة بل ومقيدة بثوابت تمنعها من التفكير أو الإبداع والتغيير، وعلى عكس ما يتصوره الكثير منا، فإن الثبات الى درجة الجمود عند بعض القوانين التي تنظم الشركات لا يعتبر نوعا من النظام والدقة، بل على العكس من ذلك، فهو يجعل تلك الشركات عاجزة عن التعامل مع أي ظروف جديدة قد لا تتلاءم مع ثوابتها الصارمة·

لقد قدم الاقتصاد الحديث نسخته الخاصة من المقاولين، أو كما أسماهم "تشارلز ليدبيتر" مقاولو عصر المعرفة، وهؤلاء يخلقون الاقتصاد الذي يتحرك بفعل ما أبدعوه من مهارات وحذق، لكن السؤال هنا هو: لماذا يحتاج اقتصاد الألفية الجديد الى مقاولين طالما أنه قائم أساسا على أسس غير ملموسة ولا محسوسة وإنما هي Athin air business؟ وللإجابة عن ذلك يستعين الكاتب بـ "بل غيتس" الذي يعتبر نموذجا لمقاولي المعلومة، فلقد شيد "غيتس" ثروته الخيالية من لا شيء، أو من أفكار وإبداعات غير محسوسة حفزت الملايين لأن يتبعوا خطاه في صناعة الاقتصاد الحديث، تدفعهم الأرقام الخيالية التي تتحدث عن دخل "بيل غيتس" ففي العام 1997 حقق ربحا مقداره بليونا دولار في الفترة بين إفطاره الصباحي، وقهوة الضحى، وفي العام نفسه بلغت الزيادة في ثروته 38,096 دولار في الدقيقة، وهو هنا يناقض تماما توقعات "كارل ماركس" الذي وصف المقاولين بأنهم استغلاليون وعطشى للربح الجشع، لذا فقد جادل "ماركس" بأن هؤلاء ستكتسحهم وتسحقهم الشركات الموحدة، بتكاليفها الإنتاجية المنخفضة وأسعارها المعقولة·

لكن الاقتصاد الجديد يرى أنه من الصعوبة بمكان أن تسيطر شركات كبرى على سوق برامج الكمبيوتر، والاتصالات، والإعلام·

يرى "ليدبيتر" أن مجتمعات ثورة المعلومات ستعزز حتما أهمية التعليم، فقد أصبح التعليم في ظل اقتصاد الألفية جزءاً من الأصول، وهو أي التعليم بالإضافة الى التطوير ضروريان لصناعة الثروة، لكن السؤال هناهو حول كيفية ملائمة أنظمة التعليم القديم مع ما طرأ من مستجدات ضرورية بفعل عصر المعلومة التي أثرت مباشرة على التعليم، وبالتالي أصبح من الضرورة إعادة تعريف التعليم ليتلاءم مع مستجدات ثورة معلومات الألفية الجديدة·

يطرح الكتاب المشكلة الرئيسية التي قد يواجهها اقتصاد الألفية الثالثة، وهي مشكلة تتعلق بتقييم أو تسعير السلعة في ظل مقاييس الاقتصاد الجديد، حيث لا مكان للأصول التقليدية الملموسة والتي تحدد عادة سعر السلعة، فحين تكون السلعة بشكل فكرة أو برنامج يكون من الصعب تحديد حجمها وتكلفتها وبالتالي سعرها، ثم يطرح الكتاب بعض الحلول الافتراضية لقضية تسعير السلعة المعلومة، وكلها حلول قريبة لبرنامج "ستار ترك" الخيالي لكنها تأتي كاحتمالات ملائمة لعصر الاقتصاد الافتراضي إن جاز التعبير، ويتوغل الكاتب في مزيد من الخيال حين يتحدث عن شكل الحروب والمعارك الاقتصادية الافتراضية في عصر اقتصاد المعلومة، حيث تتحول الجيوش التقليدية الى هاكرز قد يسببون أضراراً لا تختلف في آثارها عن الآليات العسكرية·

ثم يتساءل "ليدبيتر" عن مبادئ الاقتصاد غير المحسوسة كالثقة التجارية مثلا وعما إذا كان لها وصف أو موقع محدد في اقتصاد الألفية الافتراضي، فالثقة "Trust" كما المهارة "The know-how" كلاهما لا يحمل أصولا ملموسة، لكن ذلك لا يعني أن اقتصاد الألفية الجديدة سيتخلى عن مثل تلك المبادئ في تعاملاته، فالثقة ستسهل عملية تبادل المعلومات والمهارات بصفتها أبرز السلع في الاقتصاد الجديد، ثم يسرد الكاتب بعض الأمثلة لمؤسسات اقتصادية تقليدية، وأخرى حديثة "كوادي السيليكون" في كاليفورنيا·· مقر صناعة برامج الكمبيوتر المنتشرة في العالم كله·

إذا كانت سلعة الاقتصاد الجديد هي المهارة "The know-how" أو المعلومة "Knowledge" وإذا ما أردكنا أن هاتين السلعتين في تطور وتحول دائمين، فمن يكون المالك الحقيقي للسلعة في هذه الحالة؟

يستعين الكاتب لتفسير ذلك بأشهر السلع في عصر الاقتصاد الحديث، وهي الحمض النووي DNA، وخريطة البشر الجينية، لقد كان عالم الكيمياء الحيوية السويسري "جون مايشر" أول من عزل الحمض النووي في العام 1869، ثم جاء "جيمس واتسون" و"فرانسيس كليك" في العام 1953 ليطورا في هذا الاكتشاف ويعلنا عن حلزونية الحمض النووي، أما في العام 1970 فقد قام العالم الأمريكي "هاميلتون سميث" بتطوير تلك المعلومات حين أفصح عن "أنزيم" مسؤول عن شكل الحمض النووي الحلزوني، ويتوالى تطوير هذا الاكتشاف العلمي في الثمانينيات على يد مجموعة من العلماء الأمريكان، إذا جاء هذا الاكتشاف العلمي الذي يدر أموالا على شركات الأدوية والأطباء وغيرهم من المستخدمين لهذا الاكتشاف كنتيجة لجهود كل هؤلاء، فمن يملك الحق في استخدامه في هذه الحالة؟ أو من المالك الحقيقي لسلعة الخريطة الجينية؟ وأيضا ما السلعة المملوكة هنا؟ هل هي الجينات، أم هو العلاج المترتب على هذا الاكتشاف؟ من الواضح أن اقتصاد الألفية الثالثة لم يحسم الأمر هنا، ولا تزال قضية الملكية جدلية وغير محددة·

في آخر فصلين من الكتاب، يطرح "ليدبيتر" أسئلة فلسفية تذكرنا بما طرحه "كارل ماركس" قبل أكثر من سبعين عاما·

فالاقتصاد الجديد هو بلا شك اقتصاد النخبة بالإضافة الى أن اقتصاد المعلومة والمهارة يبدو خاويا ومفتقدا للروح والمبادئ·

وعلى الرغم من محدودية الاقتصاد التقليدي إلا أن معاييره واضحة ومحددة، فأنت تستحق عائدا بقدر الجهد الذي بذلته، وحيث بالإمكان قياس الجهد المبذول، لذلك يتعين على اقتصاد المعلومة أن يصوغ دستورا جديدا يكون شاملا ومتواصلا مع الحقوق كالمساواة والديمقراطية، وتكون فيه العوائد خاضعة لمقاييس كالموهبة، والإبداع، والمهارة وليس للترتيب الاجتماعي المتوارث، وأن يشمل دستور اقتصاد الألفية الثالثة منشطات للمجتمع ثري المعلومة، خاصة أن مجتمع الألفية بحاجة الى علاقات متشابكة تماما كتشابك العلاقة بين الشركات وأن يطرح هذا الدستور تصورا جديدا للملكية بشكل خاص، ولطبيعة التنافس الاقتصادي في ظل ثورة المعلومات والاتصالات، فمجتمع المعلومة سيؤدي حتما الى ولادة ثقافة عالمية واحدة، بقيمها ووعيها الديمقراطي، وحينما تنسجم عناصر التمويل، والمجتمع مع المعلومة يصبح المجتمع أكثر قوة، أما عندما تتضارب فإن المجتمع يتردى·

في خاتمة الكتاب يطرح "ليدبيتر" برنامج عمل يطمح الى إطلاق طاقاتنا للتغيير بأسلوب يحقق أعلى قدر من الفائدة ويقنن في الوقت نفسه الإخفاقات السلبية، ويرتكز برنامج "ليدبيتر" أولا: على الاستثمار الجيد في خلق ونشر المعلومة، وثانيا: على ضرورة التحديث بصورة شمولية، أما ثالثا: فهو من خلال إقامة مجتمعات تستعين بالديمقراطية لنشر المعرفة·

ورابعا: العمل من خلال منظومة دولية، لا مكان فيها للقوميات الضيقة·

ويأتي خامس بنود برنامج العمل هذا الى إدراك أن هنالك أكثر من مسار في سبيل تحقيق اقتصاد المعرفة·

ثم يعود "ليدبيتر" للتذكير بضرورة أن تكون البداية بالتعليم، وتسهيل مشاريع إنشاء المدارس ودور العلم، وأيضا الى ضرورة البدء بإصلاح جذري للقطاع العام، وإعادة النظر في سياسة التنافس الاقتصادي·

إن العالم بأكمله هو المستفيد الأول من كل ما جاءت به العقول البشرية من علم واختراع وأفكار إبداعية، ونحن جميعا سنجني ثمار اقتصاد المعلومة أو اقتصاد الألفية الثالثة·

 

 

طباعة