رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 ربيع الآخر 1425هـ - 16 يونيو 2004
العدد 1632

مطلوب سترة واقية لكل إسرائيلي إذا ظل شارون في السلطة

             

 

بقلم جدعون ساميت:

رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون رجل خطير لماذا؟ لأنه لم يحاول الوفاء بوعده تحقيق السلام مع الفلسطينيين، وجعل وعده بتحقيق الأمن للإسرائيليين ولا قيمة له، ولأنه مغامر دموي يركب المخاطر مهما كان الثمن·

وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل من شارون قنبلة سياسية موقوتة ومنها: أولا، أن هناك من يصدقه، أنه أمر خطير ويصعب تصديقه وهو أنه على الرغم من كل شيء، ما زال معظم الإسرائيليين يصدقونه ويثقون به، لقد أتقن شارون فن الخداع السياسي لدرجة جعل فيها ضحاياه مجرد مراقبين سلبيين وربما يشعرون بالرضا، وهنا تكمن المفارقة في هذا الرجل، فالوضع تحت قيادته رهيب لدرجة تدفع غالبية الإسرائيليين الذين يرنون الى إنجاز وهمي، يفضلون عدم تصديق أنهم في وضع مقيت·

ثانيا: نجاح الفشل، وهو الذي جعل شارون لا يزال قادرا على زرع الأمل الفارغ بأن الأوضاع سوف تتحسن، إذا انتظرتم قليلا، وكلما انتظروا طلب منهم مزيدا من الانتظار، وفي ظل ظروف طبيعية، فإن مثل هذا التكتيك سوف ينهار بعد ثلاث سنوات من المراوحة بين الرجاء واليأس، ولكن شارون خطير جدا بسبب قدرته الهائلة على خداع الجمهور المعروف بالشك في كل شيء، أما المفارقة الثانية المتعلقة بهذا الرجل والتي تعد بإبقاء خطره ماثلا فهي أنه كلما ساءت محنة البلاد، زاد تطلع الرأي العام الإسرائيلي للاعتماد على "رجل قوي" ينقذهم من متاعبهم، حتى لو كان هذا "المنقذ" هو الذي قادهم الى هذا الوضع، وربما يستحق شارون جائزة نوبل لاختراعه شيئا لم يسبقه أحد إليه، إنه "نجاح الفشل"·

ثالثا، امتلاكه ملكة الفكاهة: لقد اعتاد وزير خارجية إسرائيل الأسبق أبا إيبان على ترديد مقولة إن إسرائيل ليست إحدى جمهوريات الموز، ولكن يبدو كثرة الانزلاقات التي أوقع شارون البلاد فيها جعلتها كذلك، ومع ذلك، يحافظ رئيس الوزراء الإسرائيلي على حسه الفكاهي، فإذا كان زعيم بهذه الخطورة يمتلك القدرة على التندر في ظل الأوضاع المأساوية التي نعيشها، فما على كل مواطن إسرائيلي سوى أن يرتدي سترة واقية من الرصاص·

في انتظار البرابرة

رابعا، اختلاق العداوة لياسر عرفات: يعتبر الزعيم الفلسطيني رجلا خطيرا هو الآخر، وهو في الواقع حليف مهم لشارون في هذا الطريق المتعرج البعيد عن السلام، لقد ظل شارون يطارد عرفات كما لو كنا في أحد أفلام شيرلوك هولمز، ولكن هناك مبرر للشك في أن شارون يريد فعلا تصفية عرفات، فإذا غاب هذا الخصم الأسطوري عن المسرح فسوف يتعين على شارون إيجاد خصم آخر·

فكما كتب الشاعر اليوناني قسطنطين كافافي في قصيدته عن خيبة أمل أعضاء مجلس الشيوخ في روما الذين جلسوا "ينتظرون بفارغ الصبر قدوم البرابرة"، يقول "الآن ماذا سيحدث لنا دون البرابرة؟ لقد كان هؤلاء الناس يمثلون نوعا من الحل"·

وهذا سر آخر من أسرار خطورة سياسات شارون، أي تضخيم خطر العدو من أجل تبرير بقائه·

خامسا، العودة الى أمجاد الماضي: في خضم هذا الضعف على مستوى الأمة، يعرف شارون كيف يخلق صورا للقوة تجذب الأنظار كما فعل حين قصف موقعا قرب دمشق العام الماضي، وقال ذات يوم إن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي يمكنها أن تصل حتى اليونان، وهو ربما يلمح الى احتمال قصف المفاعل النووي الإيراني، وهو في كلتا الحالتين يريد أن يعيد الإسرائيليين بالذاكرة الى حرب الأيام الستة وقصف المفاعل النووي العراقي·

سادسا، مداعبة الحيوانات: احذر من الزعماء الذين يظهرون عادة وهم يداعبون الحيوانات، كما هي الحال مع mis في أفلام جيس بوند، فشارون يبدو في غاية الشراسة والعنف حين يتعلق الأمر بالتعامل مع البشر، إنه إنسان خطير حقا·

 

" عن هآرتس "

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

 

طباعة  

لا خطر من التقسيم أو الحرب الأهلية أو قيام حكم ديني في العراق
العراق الجديد ليس مفروشا بالورود ولكنه ليس ساحة حرب كما تصوره بعض الفضائيات

 
القدر لم يختر بوش لإعادة تشكيل العالم