رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 5 جمادى الأول 1425هـ - 23 يونيو 2004
العدد 1633

كتيب قيم عن التوحد - أعراضه وطرق علاجه(1)
ولية أمر تساعد الآخرين بنقل خبرتها لهم

بعثت عبير الصفران بكتيب كتبته ولية أمر لها اهتمام كبير بنشر الوعي بين الآخرين ننشره على حلقات استكمالا لرسالة ولية الأمر:

 

توطئة

 

من أجل كل طفل كان قدره التوحد من أجل كل أم أدركت معنى الأمومة الحقة، معنى العطاء وإنكار الذات وتكريس كل جهدها لمساعدة طفلها، أم داعب الحزن أوتار قلبها فجاءت أروح الألحان وأسمى معاني التضحية والعزيمة لأنها أدركت أن في ضعفها ضياعا لهذا الطفل وشقاء، فاستمرت في العطاء وكان لها ما أرادت بعون من الله تعالى وبفضل قوة عزيمتها·

من هذا المنطلق خرج هذا الكتيب الى النور ليرشد الآباء الى الوسائل التي تمكنهم من مساعدة أبنائهم، وتأهيلهم لمواجهة متطلبات الحياة والاعتماد على أنفسهم، فيوما سيواجه الأبناء الحياة وحدهم، والى أن يأتي ذلك اليوم تقع على الآباء مسؤولية إعدادهم·

غالبا ما يكون الآباء في حالة صدمة عند التشخيص المبدئي وتنتابهم مشاعر متناقضة، مشاعر حزن، إنكار، وقد يتبادر الى الذهن سؤال تم طرحه من قبل أغلبنا إن لم يكن جميعنا، إن الطبيب لا يعرف طفلي كيف استطاع أن يحكم عليه بمجرد ساعة أو ساعتين من خلال اختبارات قد تؤثر بعض العوامل أو الظروف في مدى كفاءة أدائه، قد يكون طفلي منزعجا من المكان، قد يكون طفلي نعسانا وقد وقد·· إلخ، وللإجابة على ذلك سوف نتطرق الي مفهوم التوحد·

ما هو التوحد؟

التوحد إعاقة تطورية تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ويتمثل الخلل في ثلاثة اتجاهات رئيسية:

1 - عدم القدرة على ؟

2 - عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية·

3 - سلوكيات متكررة غير مرغوب فيها·

وتندرج ضمن هذه الاتجاهات ستة عشر صفة إذا توافرت ست منها علي الأقل في الطفل صنف بأنه طفل يعاني من التوحد هي:

1 - عدم الاتصال بالنظر·

2 - حركة زائدة أو خمول زائد·

3 - نوبات غضب مفاجئة·

4 - نوبات ضحك مفاجئة أو نوبات بكاء مفاجئة·

5 - رفض التواصل الاجتماعي "اللمس، الاحتضان"·

6 - اللعب بالأشياء بطريقة غريبة "التعلق غير الطبيعي بالأشياء"·

7 - مراقبة حركات دوران الأشياء·

8 - سلوكيات متكررة "رفرفة اليدين - الهز"·

9 - يبدو كالأصم الذي لا يستجيب الى الكلام·

10 - تكرار الكلام دون فهم·

11 - عدم تقدير الخطر·

12 - الشعور بالألم أقل مما يجب·

13 - مقاومة وسائل وطرق التعلم الطبيعية·

14 - الإمساك بيد من يريد أن يحقق له رغباته·

15 - التقيد بالروتين اليومي بحذافيره·

16 - التأخر في النطق أو عدم الكلام كليا·

هذه الصفات تميز مرضى التوحد وليس الضرورة أن تتوافر جميعها في كل الأطفال ولكن إن توافرت ست منها على الأقل في الطفل نستطيع أن نقول إنه طفل مصاب بالتوحد يجب أن يخضع لتقييم شامل من قبل طبيب متخصص بالطب التطوري·

وكلما قصرت مرحلة الصدمة ومرحلة الإنكار بالنسبة لوالدي الطفل كان ذلك في مصلحته·

بعد ذلك تأتي مرحلة الاقتناع وتقبل الأمر كما هو وبالتالي العمل على إيجاد الحل أو العلاج·

 

الحل أو العلاج:

 

يحتاج الطفل الذي يعاني من التوحد الى برنامج متكامل سوف نتناوله بالشرح فيما بعد ولكن قبل ذلك لنحاول أن نفهم هذا الطفل ونقترب منه أكثر·

ولكي نفهم هذا الطفل علينا أن نراقبه، نضع أنفسنا في مكان هذا الطفل ونرى العالم من خلال عينيه، علينا أن نسأل أنفسنا إذا كنا لا نستطيع أن نتكلم ونعجز عن فهم العلاقة بين الكثير من الأشياء كيف سنتصرف في حياتنا اليومية وكيف يكون سلوكنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين·

لدينا طفل ولد بحواس تختلف قليلا عن حواسنا التي نتمتع بها بسبب خلل ما في المخ، فحاسة النر لديه مختلفة عما هو مألوف، فعيناه لا تعكسان الصورة التي أمامه فهو لا يرى إلا جزءا منها وكذلك الحال بالنسبة للحواس الأخرى كالسمع والشم والتذوق واللمس فهو يعاني من خلل في التكامل أو الدمج الحسي، وهذا يبرر التصرفات الغريبة التي تصدر عن هذا الطفل ولا ندرك سببها·

ولكن هل نقف عاجزين حيال ذلك؟

إن العلم يبتكر كل يوم وسائلا وطرقا جديدة للتعلم، والحمد لله أن أطفالنا ولدوا على أبواب القرن الحادي والعشرين ولافرصة أمامهم لا تزال سانحة وهم أوفر حظا من أقرانهم الذين ولدوا قبل ذلك، فعلينا أن نحمد الله على ما أعطانا ونتحلى بالصبر وطول البال وعلينا أن نضع الأمل دائما نصب أعيننا، فأطفالنا سيتحسنون بمشيئة الله للأفضل طالما ابتعنا الوسائل المناسبة لهم·

وكل طفل يعتبر حالة فردية قائمة بذاتها لها نقاط قوة ولها نقاط ضعف، والأطفال التوحديون لهم من نقاط القوة ما يمكن استغلاله في تعليمهم بعض المهارات، فبعضهم قد يبرع في الرسم أو الكمبيوتر أو الرياضيات أو الموسيقى أو بعض الحرف ولا يمكن أن ننسى ذلك الطفل الذي استطاع أن يصلح جهاز التلفزيون بعد أن عجز فني الكهرباء عن إصلاح، وقدراتهم كذلك متفاوتة، فقد نجدهم عباقرة في مجال، بينما مستواهم في مجال آخر أقل من المعدل أو دون المستوى المطلوب، ومن هنا تأتي أهمية وضع خطة فردية لكل طفل تتناسب مع قدراته لتنمية مهاراته تقوية نقاط ضعفة·

وهناك الكثير من الأطفال الذين تغلبوا على إعاقتهم وواصلوا تعليمهم الى المرحلة الجامعية، بل حصلوا على درجة الدكتوراه مثل تمبل كراندن في علم الحيوان وعلم النفس أيضا ولها الكثير من المؤلفات القيمة في مجال التوحد، وقراءة إحدى هذه المؤلفات يعتبر متعة وفائدة لأنه سوف يساعد ولي الأمر على فهم الكثير من تصرفات طفله ومن مؤلفاتها (Thinking in picture) وكذلك جورجيا بطلة قصة صوت المعجزة التي كان التدريب السمعي سببا في شفائها وهي الآن حاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية وتتحدث أربع لغات، وهناك الكثير من الأمثلة لأطفال مصابون بالتوحد تحسنوا بفضل العناية التي وفرها لهم آباؤهم الذين أصروا على تعليمهم بشتى الطرق ولم يتركوا بابا إلا وطرقوه في سبيل ذلك·

فالطفل الذي يعاني من التوحد يحتاج الى برنامج متكامل لا يمكن إغفال جانبا منه، وسوف نتناول كل جانب بالشرح المبسط حتى يمكن تطبيقه في المنزل وهو في جانب تعديل السلوك لأنه أهم ما يحتاجه الطفل·

 

يتبع

طباعة  

لمـاذا هـذه الصفحة؟
 
لقاءات وفعاليات الملتقى العائلي الأول
 
ولكم أن تتخيلوا····!
ثلاثة من ثلاثين ممن تحدثت معهم عن إعاقة ابني اتضح أن بعائلاتهم إعاقات ذهنية

 
زهيرية
الشاعرة سـعـاد الصـباح

 
أبطال مركز الكويت للتوحد
 
بإشراف أ/ نجاة الرياحي
الاشتراك بمسابقة مدرسة خليفة

 
شخصيات من بلدي
رحاب بورسلي: العمل التطوعي إنساني وأخلاقي