رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 جمادى الأول 1425هـ - 30 يونيو 2004
العدد 1634

تاريخ اليهود·· دين اليهود

    

 

·         مسألة المعاداة للسامية استغلها اليهود لتحقيق أهدافهم

·         يهود بولندا اتسموا بأنهم أكثر اليهود أصولية

·         إسرائيل هي ملك لليهود بصرف النظر عن مكانة إقامتهم

·         نعوم تشومسكي اعتبر هذا الكتاب مساهمة ذات قيمة عالية

·         كلمة يهودي تحمل في السياسة الإسرائيلية المعنى نفسه الذي تحمله كلمة "إسلام" في السياسة الإيرانية، وكلمة شيوعية في الاتحاد السوفييتي السابق

·         سياسة التوسع تمثل الخطر الحقيقي الذي تمثله إسرائيل على مواطنيها وجيرانها

 

عرض: سعاد المعجل

عند صدور كتابه "التاريخ الديني اليهودي" في العام 1994·· أثار الكاتب "إسرائيل شاهاك" ضجة في الأوساط اليهودية·· لكونه أولا كتاباً يطرح نقدا مفصلا لسيطرة العقيدة اليهودية على السياسة الإسرائيلية بشكل عام، ولأنه ثانيا·· بقلم كاتب يهودي الديانة، وإسرائيلي العرق، مما جعل "إدوارد سعيد" يصفه بالكاتب الشجاع الذي يساهم في خدمة البشرية من خلال كشف أغوار درجة التداخل بين اليهودية كديانة، وبين السياسات الإسرائيلية·

 في مقدمة الكتاب·· يقدم "إسرائيل شاهاك" نفسه بكونه ناشطا سياسيا دخل معترك ذلك النشاط بتاريخ 1965/6 حين تحول الى نقد السياسة الإسرائيلية التي ترتكز بشكل كامل على التعاليم التلمودية، وقد كانت الشعلة التي فجرت قرار "شاهاك" بإصدار كتابه هذا، ما شهده من امتناع يهودي عن طلب الإسعاف لأحد المرضى في يوم سبت، وهو يوم التوقف عن كل الأنشطة بحسب العقيدة اليهودية، وقد سأل "شاهاك" أحد أعضاء المحكمة الدينية في القدس عن شرعية ذلك، فجاءت إجابة "الراباي" أو رجل الدين اليهودي بصحة ذلك مستشهدا بسطور من التلمود·

 

قرر "إسرائيل شاهاك" دراسة القوانين التلمودية خاصة ما يتعلق منها بعلاقة اليهودي بغير اليهودي، وكانت الحصيلة كتابه هذا الذي قدم له "إدوارد سعيد" وعالم اللغة اليهودي الشهير "نعوم تشومسكي" الذي وصفه بالعالم المتميز، صاحب النظرة الثاقبة والحس الذكي، واعتبر عمله هذا، مساهمة ذات قيمة عالية·

يقدم "شاهاك" في البداية التعريف الإسرائيلي الرسمي لكلمة "يهودي" والذي يتضح على ضوئه الفرق الأساسي بين إسرائيل كدولة يهودية، وبين سائر الدول الأخرى، وبحسب هذا التعريف فإن إسرائيل هي ملك لمن تصنفهم السلطات الإسرائيلية كيهود، بصرف النظر عن مكان إقامتهم، وفي المقابل فإن إسرائيل ليست ملكا لمواطنيها من غير اليهود، ويضمن هذا التعريف الرسمي لكلمة "يهودي" للمستحقين التمتع بـ 70 في المئة من أراضي الضفة الغربية، و92 في المئة من الأرض الإسرائيلية، بينما لا يسمح للإسرائيليين الذين لا يشملهم التعريف الرسمي التمتع بأي من تلك الحقوق، مما يعني أن معنى كلمة "يهودي" ومشتقاتها بما في ذلك "اليهودية" تحمل في السياسة الإسرائيلية المعنى نفسه الذي تحمله كله "إسلام" في السياسة الإيرانية، أو كلمة "شيوعية" في الاتحاد السوفييتي السابق، بل لعل الأمر أكثر تعقيدا في حالة تعريف "اليهودي" لأن الانتماء الى الديانة اليهودية، وبالتالي استحقاق التعريف الإسرائيلي الرسمي ليس سهلا وإنما يشترط أن يكون اليهودي منحدرا من سلالة يهودية عريقة من جهة الأم، كما سعت إسرائيل الى استئثار اليهود بمزيد من المزايا من خلال سياسة استرداد الأراضي، حيث يتم تعريف "الأرض المستردة" بأنها الأرض التي تتحول ملكيتها من غير يهودي الى يهودي، وبناء على ذلك فإن اليهودي حتى وإن كان مجرما، سيطهر الأرض التي يشتريها من غير يهودي وإن كان صالحا، وقد انطلقت سياسة التهجير الإسرائيلية من هذا المعتقد، أي أن ما يسمى سياسة الـ "transfe" هو مبنى على اعتقاد ديني بحت بأحقية اليهودي في تطهير أرض إسرائيل باستعادتها من غير اليهودي·

يرى "شاهاك" أن الخطر الحقيقي الذي تشكله إسرائىل على مواطنيها كما على جيرانها هو استنادا الى تلك المرجعية الفكرية في تنفيذ سياساتها التوسعية، وأنه كلما عادت إسرائيل الى جذورها اليهودية، كلما زادت سيطرة الفكر الديني اليهودي على سياساتها وهو ما أصبح وبكل أسف - على حد تعبير "شاهاك" - يشكل الجوهر الرئيسي في كل سياسات الحكومة الإسرائيلية منذ العام 1967، وقد كان من حصيلة تلك السيطرة للفكر اليهودي ما جاء من ترسيخ لفكرة حدود دولة إسرائيل الممتدة جنوبا من سيناء، وشرقا من الأردن والمملكة السعودية والكويت وبعض أجزاء من العراق، وشمالا يحدها لبنان وسورية وجزء كبير من تركيا، وغربا الى قبرص، وقد أصبحت هذه الحدود شائعة في وسط الدوائر الدينية اليهودية·

يرى "شاهاك" أن ما يضاعف من صعوبة الحديث في هذا الموضوع أن كلمة "يهودي" قد حملت في الـ 150 عاما الأخيرة معنيين مختلفين تماما، معنى يتعلق بالهوية الدينية التي انعكست على نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية لليهود لتمييزهم عن غير اليهود، حتى أن اليهودي كان لا يتناول كأس الماء في منزل غير اليهودي، أما المعنى الآخر لليهودي فقد جاء مع سيطرة اليهود في هولندا وانجلترا وفرنسا، ثم في الدول الحديثة في القرن التاسع عشر حيث أصبح لليهود هوية منعزلة تتمتع بحصانة قانونية، وتفرض بالقوة القوانين الدينية اليهودية، لكن ما إن بدأت صورة الدولة الحديثة في التشكل، حتى فقد اليهود سلطتهم في عقاب وتهديد اليهود المخالفين للديانة والتعاليم اليهودية، واخترقت المجتمع اليهودي الضيق نزعات التحرر من خارجه بالإضافة الى مساهمات بعض اليهود من داخل الكتلة اليهودية لفرض ذلك التحرر من قبضة القوانين الدينية·

يشير "شاهاك" في كتابه الى بعض معالم الاستبداد التي سادت العقلية اليهودية في القرن الثامن عشر، كحرق الكتب، وإدانة الكتاب، وجدل حول القوى السحرية للتعاويذ ومنع كل أشكال التعليم غير اليهودي، كمنع تعليم الألمانية الصحيحة، وأيضا ما جاء في وصف غير اليهود بأنهم أطراف الشيطان، وأن الصالحين منهم هم في الحقيقة حاملون لأرواح يهودية·

لقد تحرر اليهود إذا في المئة والخمسين عاما الماضية من سطوة الديانة اليهودية، لكن ذلك لا يعني نهاية تلك السطوة، أو تغير الفكر اليهودي وتحوله عن إرثه التقليدي المتعصب، وعلى الرغم من انخراطهم في تنظيمات شيوعية، واشتراكية، وغيرها من التنظيمات الفكرية الشائعة في العصر الحديث، إلا أن اليهود لا يزالون يحملون تلك السمات الدينية المتعصبة ولا تزال تشكل عصب فكرهم السياسي·

ترفض المجتمعات المغلقة - مثل حلقة الفكر اليهودي الديني - أن تدون تاريخها لأن ذلك يحمل في طياته وصفا قد يتضمن نقدا لذلك التاريخ، لذلك فقد توقف تدوين التاريخ اليهودي منذ نهاية القرن الأول الميلادي، الى عصر النهضة، حين أعيد اكتشافه في إيطاليا ويعتبر "تاريخ ملوك فرنسا والملوك العثمانيين" الصادر في القرن السادس عشر أول كتاب في التاريخ اليهودي، أما باقي الكتب فقد كانت تتحدث عن تاريخ معاناة اليهود، كما منعت السلطات الدينية اليهودية كتابا يتناول التاريخ اليهودي، ولم يتم إلغاء الخطر إلا في القرن التاسع عشر·

في الثالث والعشرين من مارس 1980، أحرقت أعداد كبيرة من كتاب العهد الجديد في طقوس شهدتها مدينة "القدس"·· وذلك في شبه اعتذار الى ما تضمنه "العهد الجديد" من ألفاظ نابية بحق المسيح، لكن ذلك من وجهة نظر "شاهاك" لا يعني تسامحا دينيا بقدر ما هو استراتيجية لكسب المعركة، ويستشهد الكاتب بأمثلة على ذلك وكما حدث في محاولة الهيئة اليهودية الدينية الاحتفاظ ببعض الفقرات المسيئة للمسيحية في التلمود من خلال التلاعب اللغوي·

يقول "شاهاك" بأن رجال الدين اليهود قد حرصوا بعد استقرارهم في إسرائيل على إعادة كل ما نسخ أو ألغي من التلمود خاصة ما يتعلق بالعبارات المسيئة لغير اليهود، وإن الأطفال الآن أصبحوا يقرؤون في التلمود وكجزء من تعاليم دينهم ضرورة الترحم على موتى اليهود عند العبور بمقابرهم، وسب ولعنة موتى غير اليهود عند المرور بمقابرهم أيضا·

كما يستعرض "شاهاك" بعضا من التدابير الدينية اليهودية لإدارة شؤون العالم·· مثل الفائدة على المال والتي تحرمها اليهودية في تعاملات اليهودي فيما بينهم، وكيف يتم التحايل على تلك التعاليم في المجتمع اليهودي، كما يحرم على اليهود حصاد الأرض في العام السابع وهو أيضا ما يتحايل عليه اليهود بمساعدة الدولة وذلك عن طريق بيع الأرض شكليا في العام السابع، كما يستخدم اليهود خطة مضحكة في سذاجتها للتحايل على تحريم حلب الماشية يوم السبت، وكذلك يتم التعامل مع تحريم أكل الخميرة في ذكرى العبور·

ويرى "شاهاك" في تلك الأساليب سمة يهودية تعبر عن خداع اليهود لله، وعن المعتقدات الخرافية التي تميز الديانة اليهودية، المتغلغلة في فكر ونهج إسرائيل السياسي·

يرى "شاهاك" في كتابه أن الكثير من الهراء قد كتب في محاولة إضفاء مسحة اجتماعية أو روحانية على اليهودية بشكل عام، وهو يتصور أن ذلك أمرا غير مقبول، لأن التركيبة الفكرية والاجتماعية لليهودية قد طالتها تحولات جذرية عبر التاريخ ثم يسترسل في الوقوف على بعض الملامح البارزة من تاريخ الفكر اليهودي، تأرجح خلالها نفوذهم كسلطة دينية صعودا ونزولا وكلما كان المجتمع قمعيا، زادت فرصة اليهودية للبروز كقوة وكمد فكري وديني، أهم تلك الملامح التاريخية، استقرار اليهودية في بولندا قبل 1795، تلك الجمهورية الاقطادية بملكها المنتخب، ونظامها المتخلف·

لكنها تبقى الدولة الوحيدة في الغرب المسيحي والتي لم يتم طرد اليهود منها، وقد اتسم يهود بولندا بأنهم أكثر اليهود تخلفا وأصولية·

كما يشير "شاهاك" الى مسألة مهمة في تاريخ اليهودية تلك المتعلقة باضطهاد اليهود، والتي يرى أنها عبر التاريخ جاءت من خلال حركات نضالية ضد سطوة اليهود الدينية والاقتصادية، وأنه بخلاف الاضطهاد النازي الذي جاء بتنظيم من السلطة العليا، أي ليس من داخل الشعب، فإن كل ما تعرض له اليهود من اضطهاد كان تعبيرا عن رفض المجتمعات التي ساد فيها اليهود لسلطة القمع الدينية اليهودية، وتجدر الإشارة هنا الى أن في كل تلك الأشكال من "الاضطهاد" كانت النخبة الحاكمة، والإمبراطور والبابا، والملوك، والأرستقراطيون والأثرياء من البرجوازيين كانوا جميعا في صف اليهود في مواجهة الشعوب المقموعة والمستغلة·

ولم تكن السلطات العليا في أوروبا المسيحية هي التي قامت بعمليات إبادة لليهود، وإنما جاءت تلك العمليات كتحرك عفوي من المزارعين، والفقراء والمحرومين الذين استنزفتهم سلطة اليهود الدينية والاقتصادية·

أما حكاية المعاداة للسامية، فيرى "شاهاك" أنها قد استغلت من قبل المحافظين الأوروبيين لأغراض كثيرة، تماما كما استغل اليهود نفوذهم وسطوتهم على هؤلاء المحافظين لتحقيق أهداف أخرى كثيرة·

وقد تكررت صور ذلك التحالف بين محافظي أوروبا أو يمينها من جهة، وبين اليهود من جهة أخرى، الى أن جاءت هزيمة النازية، التي دفعت المحافظين في أوروبا الى نبذ كل صور التطرف، ولكنهم أغفلوا في سياق ذلك حلفاءهم اليهود بتطرفهم الذي لا يقل عن تطرف النازية·

يرى "شاهاك" أن التحالف الجديد للاسامية مع المحافظين في أوروبا قد ارتكز على جملة من المقومات، أولها أن المعارضة الدينية المسيحية لليهود من الممكن تسخيرها لخدمة اليهود في ادعائهم على دول أوروبا بمعاداة السامية، وثانيا أن عبارة المعاداة للسامية هي في حد ذاتها عنصرية، وتحمل دعوة لخلق المجتمع الضيق والمنغلق، وثالثا، لأن نجاحات التحالفات الموقتة بين اليمين المحافظ ودعاة العداء للسامية تساير ولكن بشكل عكسي قوة ونفوذ المعارضين لها، ويرى "شاهاك" هنا أن الصهيونية تأتي كردة فعل لتلك التحالفات على الرغم من أن الصهاينة، شأنهم شأن كل اليمين المحافظ الأوروبي لا يدركون تماما الجهة التي تحالفوا معها، لكن ذلك لم يشكل هاجسا لهم، فقد كان الهدف الاستفادة الجيدة من تلك التحالفات التي جعلت الحركة الصهيونية تصلح الى خلاصة مفادها أنه طالما كان كل غير اليهود يكرهون ويضطهدون اليهود، فإن الحل الأمثل إذا هو تجميع اليهود في بقعة واحدة إما في فلسطين، أو في أوغندا، خاصة بعد أن أوحى لهم "هتلر" بعنصريته الداعية الى تنقية الجنس البشري، وتتويج الجنس الآري كأفضل البشر، أوحى لهم بضرورة المضي في عنصريتهم، ولا عجب إذن إذا ما أدركنا الغبطة الخفية التي يكنها بعض اليهود وإعجابهم بنظرية هتلر العنصرية، وهم بذلك يكررون أخطاءهم التاريخية التي اتسمت بالتعصب مع ما سببه لهم ذلك من تهجير وطرد، ويرى "شاهاك" أن الصهيونية وإسرائيل يشكلان مثالا حيا بأن مشكلة اليهود أنهم أسرى تاريخهم البعيد·

يستعرض "شاهاك" في الفصل قبل الأخير من كتابه بعضا من القوانين اليهودية الممارسة ضد غير اليهود، منها أن اليهودي الذي يقتل يهوديا آخر يكون قد خالف "قوانين السماء"، وأن عقابه سيكون على يد الله وليس الإنسان، أما إذا قتل اليهودي شخصا غير يهودي فإنه قد ارتكب خطيئة ضد قوانين السماء، لكنها غير خاضعة للعقاب الدنيوي أي في المحكمة، وتنص القوانين اليهودية كذلك على أن إنقاذ حياة يهودي على يد يهودي آخر هي أهم من كل الطقوس والممارسات الدينية، أما ما يتعلق بالمحافظة على حياة غير اليهودي، فإن التعاليم التلمودية تنص على أن حياته لا يجب أن تصان، كذلك يشرع القانون التلمودي لليهودي ممارسة العمل في يوم السبت إذا كانت حياة يهودي متعلقة على ذلك، ولا توجد إشارة هنا لما يتعلق بإنقاذ حياة غير اليهودي في يوم السبت لأن التعاليم التلمودية لا تعترف أساسا بضرورة إنقاذ حياته·

كما تحظر تعاليم التلمود تقليد غير اليهودي أي منصب أو مركز مهما صغر شأنه، أما الهدايا فإن التلمود يحرم تقديم الهدية لغير اليهودي·

ثم يسرد "شاهاك" بعض التعاليم من التلمود في معاملة غير اليهودي في أرض إسرائيل ومنها أنه يحظر على اليهودي بيع أي أملاك ثابتة كالأراضي والحقول لغير اليهودي، كما يمنع اليهودي من تأجير بيت لغير اليهودي إلا في حالة أن الأخير يستخدمه كمخزن وليس للسكن، وبناء على تلك القوانين التلمودية يمارس اليهود تعاملاتهم اليومية مع الفلسطينيين مشفوعة بأوامر دينية·

يختم "شاهاك" كتابه بالتذكير مجددا بأن كل أزمات ومشاكل الحكومة الإسرائيلية نابعة من أسباب دينية، بعضها قد يكون تافها كحادثة رفع العلم الأردني في احتفالية لتعزيز النفوذ الأردني في الضفة الغربية، التي جابهها الإسرائيليون بشراسة انطلاقا من أوامر تلمودية تحظر رفع علم لدولة غير يهودية فوق أرض إسرائيل، وبالفعل فقد خضعت الحكومة الإسرائيلية لذلك·

يشبه "شاهاك" الدعم الأمريكي والأوروبي لدولة إسرائيل، بالدعم الذي كانت تقدمه الأحزاب الشيوعية للاتحاد السوفييتي السابق، وأن اليهود في أمريكا مثلا لن يستطيعوا أن يمارسوا طقوسهم وتعاليمهم الدينية الموروثة عبر تاريخهم ضد غير اليهود لأن هؤلاء يشكلون 97 في المئة من السكان، لذا فإنهم يعوضون تلك النزعة التاريخية للتفرقة بين اليهودي وغير اليهودي، يعوضونها في ممارساتهم ضد الفلسطينيين، حيث تعود من جديد كل أحلامهم وطقوسهم وشعائرهم الدينية لتحيا في شكل استبداد وغطرسة الصهيونية·

يرى "شاهاك" في نهاية كتابه أن التحدي الذي يواجهه الإسرائيليون وكل يهود العالم هو في ضرورة بدء مرحلة من نقد الذات يتم فيها استعراض كل مناحي التاريخ اليهودي·

 

 

                                                               سياسة إسرائيل تعتمد على الإبادة

 

طباعة