رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 جمادى الأولى 1425هـ - 14 يوليو 2004
العدد 1636

أهمية الفن لحالات متلازمة الداون

أقيمت ضمن فعاليات الأسبوع التعريفي الأول الذي أقامه المركز الكويتي لمتلازمة الداون محاضرة بعنوان "أهمية الفن لدى أبنائنا متلازمة الداون" للأستاذ الدكتور جاسم عبدالقادر بن جمعة أستاذ المناهج وطرق والتدريس للتربية الفنية بكلية التربية الأساسية والعميد المساعد للشؤون الطلابية· تحدث عن دور الفن في التعامل مع الإعاقة وخصوصا متلازمة الداون، مبينا أن الله سبحانه وتعالى وضع فينا من أول ولادتنا فطرة الجمال ولكن البىئة هي التي تغير مفاهيمنا وتضيف لنا شيئا جميلا أو غير جميل، ويجب ألا نغفل عن التعامل فنيا مع أي إنسان، فنحن نحتاج إلى التربية الخاصة وليس المعاق فكلنا بحاجة إلى الرعاية الخاصة وبرعاية بيئية جماعية والطفل الذي في بيته ورود وحوض سمك ولوحات جميلة وغيرها، يتربى عليها الطفل دون أن يشعر، فذلك الجمال لا يأتي إلا من خلال التربية وووجوده في البىئة· وأضاف أن المعاق كالإنسان العادي يحتاج إلى جمال الرؤية والطفل من متلازمة الداون يعتمد على الناحية البصرية فيحتاج أن يتعلم بصريا بشكل كبير، فمثلا لابد من مشاهدة المتاحف الحديثة كالعروض السينمائية، و"الأكواريوم" يعتبر متحفا طبيعيا حيا يجعل الطفل من متلازمة الداون يعيش معهم، فلذلك الرؤية البصرية تحتاج إلى تركيز عليها فلابد أن يرى الطبيعة على جمالها كالبحر والحدائق وغيرها من مظاهر الطبيعة، وأكد أن التعامل مع اللون يستخدم من الناحية البصرية والناحية الحسية اللمسية، فالطفل من متلازمة الداون يحتاج أن يمارس خلط الألوان بيده حتى تتكون عنده عملية الملمس والشعور باللون، ويحس بفخر واعتزاز بعد الانتهاء من العمل، ويحتاج فعلا أن تكون أعماله الفنية محل التشجيع ورضا الجميع·

كما أشار إلى أهمية رسم الطفل، وجعل الطفل يمارس العمل الفني وتوفير كراسات وألوان له وإعطائه الرؤية الجمالية حتى يرتاح جماليا·

وعن معالجة نفسية طفل الداون عن طريق الرسم قال: إن ذلك ممكن في العالم الغربي المتقدم ولكن مع الأسف لانراعي ذلك والله سبحانه وتعالى زين لنا السماء فالشمس عندما تغيب تودعنا بألوان جميلة لتعود لنا عند الشروق بلون أجمل، فلذلك نستطيع من خلال الفنون أن نعد الكثير من نفسيات متلازمة الداون وحتى من الأسوياء وفي كثير عن المستشفيات تعالج بالطريقة نفسها، والطب البديل يتعامل مع ألوان أكثر ممن يتعامل بالأعشاب·

وعن معرفة شخصية الطفل الداون عن طريق الرسم أفاد بأننا نستطيع أن نتعرف على الكثير، مثل شخصيته ومشاكله ورغباته، وحاجاته من خلال متابعة رسوماته ومعالجته نفسيا من خلال اللون·

وأكد الدكتور جاسم بن جمعة أن هناك كاتبا كتب عن طفلة من متلازمة الداون وصف سلوكها بأنه طفولي وعمرها 27 عاما ولا يتجاوز عمرها العقلي 5 أعوام واستخدم معها الرسم وتشكيل مجسم وعندما كان يطلب منها الرسم  لم تكن ترسم سوى رمز ثابت وهو رأس وقدم وقد ركز الباحث على إثارتها وإشعارها بالبىئة من حولها وعلى تنمية خبراتها الشعورية بالجسد ثم قدم لها الصلصال لتشكيله واكتساب تلك المفاهيم والخبرات الجديدة عن الجسد وأوضح أثر انتقال الخبرة التي اكتسبتها من تشكيل المجسم وأصبحت أكثر مرونة وإدراكا للعلاقات بين الأجزاء وأكثر مقدرة في التعبير عن التفاصيل فاستدل الباحث أن النشاط الفني قد ساعدها على الخروج من عزلتها العقلية والانفعالية، وأشار إلى أنها قد وصلت برسومها من حيث معدل نموها الفني إلى المرحلة التي تقابل العمر الزمني من 7 إلى 9 سنوات بالنسبة للطفل العادي·

فيما أكدت رئيسة المركز الكويتي لمتلازمة الداون الدكتورة صديقة العوضي بأن هناك علاجا بالفن التشكيلي شاهدته في الرياض وفي بريطانيا ودورات كاملة عن أنواع العلاج للفئات الخاصة بالفن التشكيلي لكل فئة يعالجون بالألوان، وهناك ألوان معينة من ضمن الطب البديل تعالج النفسيات وتظهر الطاقات·

أما عن دراسة حالة متلازمة الداون باختلاف اختيار الألوان الغامقة أو الألوان الفاتحة فمنهم من يملأ اللوحة الفنية بالرسومات والبعض الآخر يترك مساحة من اللوحة؟

قال د· جاسم هناك طفل يملأ اللوحة وطفل يرسم جزءا من اللوحة وطفل يلون بألوان فاتحة وطفل يلون بألوان غامقة، وفي بعض الأحيان نقول إن الطفل الذي يلون بألوان غامقة دلالة على أن نفسيته ليست جيدة ولكن ذلك يعتمد على حسب الخبرات والمفاهيم التي قدمت له ليس لطفل متلازمة داون وإنما للسوي أيضا، فمثلا عندما أحب لونا معينا مثلا اللون الأحمر فعندما أراه في أي مكان لا شك سيصبح عندي لونا محببا وتصبح اللوحة التي فيها اللون الأحمر لوحة جميلة بينما لو كنت أكره اللون الأحمر فتصبح اللوحة التي فيها هذا اللون غير جيدة، فعندما تكون الخبرات بسيطة ستكون لوحته قليلة ولا نيأس من الطفل عندما يرسم خطا ويترك اللوحة بل نعطيه الخبرات وإذا لم يكن لديه خبرات لونية نضيف له خبرات لونية متعددة وإذا استمر باللون الأسود فلا ننظر لحاله بل بعد تقديم الخبرة وأنا أفضل دائما الممارسة في العمل اليدوي·

 

                       

                        لقاء مع أ.د. جاسم بن جمعة في محاضرة فنية

 

       مشاركة الأبناء مع متطوعي المركز         المشرفة نجاة الرياحي مع أ.د. جاسم بن جمعة

                 في عطائهم الفني                      في نظرة إلى اللوحات الفنية لأبناء المركز

 

طباعة  

لماذا هذه الصفحة؟
 
مجرد سؤال
 
زهيرية
 
الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المعوقين (2)
 
ما الذكاء؟
 
كتيب قيم عن التوحد - أعراضه وطرق علاجه(4)
ولية أمر تساعد الآخرين بنقل خبرتها لهم