رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 جمادى الأولى 1425هـ - 14 يوليو 2004
العدد 1636

الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المعوقين (2)

للاختصاصية الاجتماعية الصحية

سهير الغالي -  لبنان

وبما أن دراستنا تتمحور حول دمج طفل الشلل الدماغي في المدرسة سنعرض دور الاختصاصي في هذه التجربة، دون التطرق إلى دوره في المدرسة ومع الفريق الطبي التأهيلي:

و يمكننا حصر دوره في عملية الدمج فيما يلي:

 

1 - دوره مع الإدارة:

 

إن للإدارة في المدرسة دورا كبيرا لتقبل فكرة استقبال طفل معوّق (طفل الشلل الدماغي) واقتناعهما بمفهوم الدمج، خاصة أن هذه العملية تحتاج إلى متطلبات وإمكانيات خاصة لتوفير عناصر نجاحها مثل غرفة مصادر·

وسائل إيضاحية تتعلق بحالة المعوّق وتجهيزات هندسية محددة للمبنى المدرسي، كما أن للإدارة دورا في تحضير المعلمين للتعامل مع الطفل المعوّق داخل الصف، لذلك يقوم الاختصاصي الصحي الاجتماعي بالتعرف على إمكانات الإدارة، على مدى استعدادها لمتابعة هذه العملية ومدى توفيرها لفرص إنجاحها، مما يحتّم عليه أن يبني معها علاقة ثقة وتعاون لمواجهة الصعوبات التي ستتعرض لها في عملية دمج طفل الشلل الدماغي· بناءً على ذلك، يتوجب عليه أن:

- يساعد الاختصاصي الصحي الاجتماعي الإدارة و يعرّفها على متطلبات الدمج، عبر التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية من مؤسسات اجتماعية تأهيلية، ومؤسسات تمويلية، ووزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، وغير ذلك

-أن يتعرف الاختصاصي الصحي الاجتماعي على طفل الشلل الدماغي لتحديد احتياجاته والاضطرابات التي يعاني منها،تبعاً لحالته (خفيفة أو متوسطة) بالتعاون مع طبيبه المختص، أهل الطفل و الفريق الطبي الذي يقوم بمعالجته (إذا دعت الحاجة )· وذلك كله لمناقشة حالته مع الإدارة و الهيئة التعليمية لوضع برنامج ملائم لتطوير قدراته والتمكن من تعليمه ·

 

2 - دوره مع الهيئة التعليمية :

 

يقع على الهيئة التعليمية عبء كبير في العملية التعليمية، لذلك على الاختصاصي الصحي الاجتماعي أن يقدّم لها الدعم، لذلك يتوجب عليه أن:

- يتعرف على الهيئة التعليمية و على قدرتها ومدى قبولها للطفل المعوّق داخل الصف، ويحدد مدى معلوماتها عن موضوع الدمج من خلال المقابلة الجماعية والمناقشات ·

- يعدّ الاختصاصي الصحي الاجتماعي دورة تحضيرية لتزويد المعلمين، بمعلومات حول الشلل الدماغي، أنواعه، و الصعوبات التي يعاني منها الطفل، التدريبات اللازمة لوصوله إلى الاستقلالية في المدرسة،والتكيّف مع نفسه ورفاقه، أي الدمج وأهميته و فوائده و انعكاسه على حياة الطفل النفسية و الاجتماعية ·

- يركز الاختصاصي الصحي الاجتماعي على دور الهيئة التعليمية في عملية متابعة حالة الطفل المعوّق و منحه الوقت الكافي أو ضرورة اللجوء إلى استشارته لحل المشاكل الطارئة بالتعاون مع أهل الطفل المعوّق و الإدارة و الفريق الطبي·

- يوجه الاختصاصي الصحي الاجتماعي عبر إرشاداته و نصائحه الهيئة التعليمية حول كيفية التعامل مع الطفل المعوّق في المدرسة، باعتباره فرداً بحاجة إلى دعم مثل الأطفال الآخرين· فالهدف هو التركيز على ما يستطيع الطفل المعوّق القيام به، أكثر من التركيز على الإعاقة نفسها·

- يتابع الاختصاصي الصحي الاجتماعي الهيئة التعليمية ويبني علاقة ثقة وتعاون واحترام معهم، كونه أحد أفراد الفريق التعليمي ليتمكن من القيام بدوره ولتدعيم مواقفهم واتجاهاتهم تجاه الطفل المعوّق (طفل الشلل الدماغي)·

3 - دوره مع الطفل المعوّق:

- يتعرف الاختصاصي الصحي الاجتماعي على الوضع الصحي للطفل المعوّق ولا سيما الأسباب التي أدت إلى الإعاقة، عوارضها، وآثارها، كما يتعرف على مدى إمكانية التأهيل عند الطفل وقدرته على الدمج في المدرسة العادية بالتعاون مع الأهل، والطبيب المختص وفريق العمل المؤلف من معالج فيزيائي، وتأهيل نطق، ومعالج انشغالي·

- يتعرف الاختصاصي الصحي الاجتماعي على وضع الطفل المعوّق في الأسرة، وضعه النفسي والاجتماعي، أحوال الأسرة الاقتصادية، كل ذلك يأخذه بعين الاعتبار في عملية الدمج·

- يحضّر الاختصاصي الصحي الاجتماعي الطفل المعوّق للدخول إلى المدرسة، مثلاً:

من خلال مشاهدة فيلم يروي قصة معوّق دخل إلى المدرسة وتابع دراسته بنجاح مع أطفال عاديين، ويعرّف الفيلم عن شكل المدرسة وكيفية التنقل فيها·

- يقوم الاختصاصي الصحي الاجتماعي بدعوة الأهل في بداية العام الدراسي إلى اصطحاب طفلهم المعوّق لزيارة المدرسة بهدف التعرف إلى الصف والمعلمات والاختلاط مع الأطفال العاديين في الملعب لتكوين تصوّر إيجابي عن وضعه حين يدخل إلى هذه المدرسة·

- يعطي الاختصاصي الصحي الاجتماعي الطفل المعوّق معلومات عن الصعوبات التي ستواجهه خلال العام الدراسي، مثلاً، عدم قدرته على الحركة والتنقل بالشكل الطبيعي، وبأنه مختلف عن الأطفال العاديين، وأنه بحاجة إلى رعاية خاصة ومتابعة خارج المدرسة والتأكيد على إمكانية تقدمه واستمراره إذا أراد ذلك·

- يتابع الاختصاصي الصحي الاجتماعي الطفل المعّوق ويساعده في تخطي الصعوبات، وإشراكه في حل المشكلة·

- يدرب الاختصاصي الصحي الاجتماعي المعّوق على السلوك الاجتماعي اللائق والمقبول بالتنسيق مع المعلمة ومع الأهل لمساعدته على التكيف في المدرسة وفي الحياة الاجتماعية·

يعتمد الاختصاصي الصحي الاجتماعي أسلوب المناقشة والجلسات الجماعية، والنشاطات الهادفة مع الطفل المعوّق وذلك لدعمه ولتعزيز ثقته بنفسه ولتغيير اتجاهاته السلبية وتوظيفها إيجابيا، والتي تساعده على تغيير موقفه من الإعاقة وصولاً به إلى مبدأ التقبل والتكيّف·

طباعة  

لماذا هذه الصفحة؟
 
أهمية الفن لحالات متلازمة الداون
 
مجرد سؤال
 
زهيرية
 
ما الذكاء؟
 
كتيب قيم عن التوحد - أعراضه وطرق علاجه(4)
ولية أمر تساعد الآخرين بنقل خبرتها لهم