في أقل من أربع سنوات رفعت إسرائيل عدد الأسرى الفلسطينيين من 700 الى أكثر من 7 آلاف أي ما يعادل نسبياً حوالي 600 ألف مواطن أمريكي أو مليون شخص أوروبي، أكثر من نصفهم موقوف من دون محاكمة، أما من يحاكم فتكون محاكمته سياسية قبل أي شيء آخر·
جميع المعتقلين يشتركون بشيء واحد: كلهم حصلوا ويحصلون على معاملة غير إنسانية، ويعذبون نفسيا إن لم يكن جسديا·
الغريب في الأمر أن هؤلاء الذين يريدون إعطاء دروس في الديمقراطية وحقوق الإنسان ويتباهون بكونهم الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، يحجزون آلاف المعتقلين من دون محاكمة أو حتى اتهامات، بينما بدأ العراق المحاكمات!
أسماء البعض تكفي للتفسير، وكل فلسطيني يعلم من هم وما يمثلون، لن أبدأ بذكر أسماء، حتى الأكثر منهم مشهورون، لكي لا أرتكب خطأ بعدم ذكر الذين لا أعرفهم·
حان الوقت للقول لإسرائيل إن عليها أن تحررنا، بدأ بالمعتقلين، لأن بإمكانها سجن أفراد، وليس بإمكانها سجن أفكارهم، التي لا يمكن مواجهتها إلا بحوار صريح، يمكنها سجن أفراد، ولا يمكنها سجن حقوقهم التي لا يمكن مواجهتها إلا بمفاوضات عادلة·
يمكنها سجن أفراد، ولا يمكنها حبس العنف الذي لا يمكن مواجهته إلا بالتخلص من أسبابه·
المعتقلون لن يقبلوا الحصول على حرياتهم، مقابل التخلي عن حريات أولادهم وحرية وطنهم·
إن كانت جريمتهم هي الإخلاص للوطن، فإنهم مذنبون·
إن كانت جريمتهم هي عدم التنازل عن حقوقهم، فأنهم مذنبون·
إن كانت جريمتهم هي المقاومة والنضال، فأنهم مذنبون·
لكن الجريمة الحقيقية هي الصمت، ما عدا الشعوب التي تجعل من الخروج عن القانون والصمت جزءا منها، أتمنى ألا تفعل إسرائيل ذلك، وأن تبدأ بتحسين معاملة وتحرير المعتقلين، ثم شعبنا، لتحرر نفسها من أخطائها·
ريمون هريش
باريس - فرنسا
