رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 جمادى الأخرى 1425هـ - 28 يوليو 2004
العدد 1638

مبادرات سلمية كثيرة بحاجة الى قيادة إسرائيلية شجاعة لتنفيذها
إسقاط شارون أجدى لتحقيق السلام من إخلاء المستوطنات

                                       

 

بقلم عكيفا إلدار:

لقد كان من الصعب أن يقرر المرء ما إذا كان سيرد بالضحك أو الشعور بالخزي لاحتجاج زعيم المعارضة شيمون بيريز على حقيقة أن 50 ألف مستوطن من أعضاء حزب الليكود يملون إرادتهم على دولة إسرائيل بأكملها·

وماذا لو انتهى استفتاء حزب الليكود على خطة الانسحاب من غزة بالموافقة على الخطة بأغلبية 500 صوت؟ هل كان مهندس اتفاقات أوسلو سيوافق على النتيجة، وهل كان سيرفض دعوة رئيس الوزراء أرييل شارون للانضمام الى حكومة إئتلافية؟

موقف حزب العمل بزعامة بيريز من خطة الانسحاب أحادي الجانب، يظهر أن قيادة الحزب تسعى لتجيير خطة شارون لصالحها، فنحن أمام حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، يزحف معصوب العينين، وراء استراتيجية تتناقض مع اتفاقات أوسلو، التي تعتبر الإنجاز الأهم لمعسكر السلام في إسرائيل منذ بدء الاحتلال عام 1967·

وفي خضم اندفاعه لدعم خطة شارون، تخلى حزب العمل عن مبدأين أساسيين قامت عليهما عملية أوسلو، الأول ليس الهدف من اتفاق أوسلو إجلاء المستوطنات، بل التوصل الى اتفاق سلام، وثانيا، أن الاتفاق نص على أن كل تفاصيل اتفاق السلام والطريق المؤدي إليه، لن تتم إلا من خلال المفاوضات من دون اتخاذ أية إجراءات أحادية الجانب من أي نوع·

لقد حل الشعور باليأس بدل السلام والحوار حتى في أوساط حركة السلام الآن التي ترفع شعارات مثل أن "إخلاء المستوطنات، خيار للحياة"، فالمرء يظن للوهلة الأولى أن هذه الشعارات هي من صنع أنصار شارون·

فماذا حدث لمبادئ مثل "الأرض مقابل السلام"؟ و"السلام أفضل من إسرائيل الكبرى؟" وأين هو شعار "دولتان لشعبين"؟ لقد ذهبت كلها أدراج الرياح، وقد نسمع قريبا أن حركة "السلام الآن" قد رفعت لافتات كتب عليها "جدار الفصل·· خيار للأمن"·

المستوطنون محقون في القول إن إخلاء 7500 مستوطن من قطاع غزة لن يجلب السلام ولن ينقذ حياة الناس، لأنه من أجل إقناع ياسر عرفات من وقف الأصوليين عن شن الحرب، فلا بد من إخلاء أكثر من مئة ألف مستوطن وإعادتهم الى داخل إسرائيل وتقسيم القدس والتخلي عن السيادة على الحرم القدسي والموافقة على حل مشكلة اللاجئين وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194·

 

شريك سلام

 

ومن أجل إعادة السلام الى وعي الجمهور الإسرائيلي والفلسطيني، يتوجب على قادة "معسكر السلام" أن يشكروا المستوطنين الذين خلصوهم من فخ حكومة الوحدة الوطنية الذي نصبه لهم شارون على هيئة خطة للانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزة·

ويقول شارون بنفسه إنه لا يوجد أكثر ثناء لخطته من الاحتجاجات التي أحدثتها في أوساط القيادة الفلسطينية، ولكن لا يمكن إجراء مفاوضات سلام إلا مع هذه القيادة·

إن الفراغ الذي خلفه فشل خطة الانفصال أحادي الجانب في استطلاع الليكود هو دعوة لمحبي السلام بأن يزيحوا أرييل شارون عن الأجندة مرة واحدة والى الأبد، وتجديد خيار السلام، وهذا لن يتأتى بطرح شعارات السلام وتنظيم الاحتفالات الاحتجاجية في ميدان رابين، كما أن الاكتفاء بالدعوة الى "العودة الى طاولة المفاوضات" و"إحياء عملية السلام" لن يكون مفيدا على الإطلاق·

ويمكن لمحبي السلام مقابلة المبادرات الجزئية والأحادية كالانفصال أحادي الجانب من غزة أو سياج الفصل، بتقديم خطط سلام كاملة وثنائية ومفصلة، ويجب أن تتضمن مثل هذه الخطط حلولا لكل القضايا المتنازع عليها بين إسرائيل والفلسطينيين، كالحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات، وليس بين إسرائيل وذاتها، فخطة كلينتون وتفاهمات جنيف ووثيقة نسيبة - أيالون، تنتظر قادة سياسيين لديهم الشجاعة والبصيرة لتبنيها·

وقبل كل شيء، يتعين على قادة "حزب العمل" وحمائم "حزب شينوي" وصقور "حزب يا حاد" ونشطاء حركة "السلام الآن"، أن ينأوا بأنفسهم عن شعار "ليس لدينا شريك سلام" الذي اخترعه رئيس الوزراء السابق إيهود باراك بمهارة منذ فشله في قمة كامب ديفيد عام 2000 وهزيمته الساحقة أمام شارون في انتخابات عام 2001·

فالسياسيون لن يكونوا جديرين بحمل لقب قائد إلا إذا ساروا عكس التيار، وقد فعل ذلك شيمون بيريز في وقت من الأوقات وحاز على جائزة نوبل للسلام·

وقد حان الوقت لكي يعلن بيريز صراحة مرة واحدة ومن دون رجعة، أنه يرفض الانضمام الى حكومة شارون، وأن يدعو الرئيس بوش للمضي قدما في خطة "خارطة الطريق، وأن يعلن قبل نهاية عام 2005، قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 تعيش بسلام مع إسرائيل·

 

" عن صحيفة هآرتس "

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com 

طباعة  

كيف سيطر المسيحيون الصهاينة على السياسة الخارجية الأمريكية؟
المسيحيون الصهاينة أكثر تعصبا لإسرائيل من اليهود الصهاينة