الاعتذار أفضل للأصفر

مشاركة القادسية في بطولة الأندية الخليجية المقرر إقامتها في العاصمة العمانية مسقط خلال الشهر المقبل يشوبها بعض القصور نظرا لتأرجح موعد إقامة البطولة بعد المشاكل التي نشبت بين الشركة الراعية للبطولات الخليجية واللجنة التنظيمية، وكان من المفترض أن تقام البطولة في شهر فبراير الماضي وأجلت لسبتمبر المقبل وهناك احتمالات لتأجيلها مرة أخرى، وذلك بسب بعدم وفاء الشركة الراعية ببنود العقد، وعدم تمكن الأندية منفردة من القيام بتنظيمها وتمويلها، والواقع أن الشركة الراعية حصلت على حق الدعاية والإعلان للبطولة مقابل مبالغ مادية تعطيها للدولة المنظمة إلا أنها لم تستكمل الدفعات الأخيرة مما يهدد البطولة بعدم الاكتمال، وفي ظل هذا الوضع يستعد القادسية للمشاركة في البطولة ولديه استحقاق آخر في بطولة مهمة وهي بطولة دوري أبطال العرب التي ستجرى مباراياتها بنظام الذهاب والإياب، ولها جوائز قيمة تقدر بمليون ونصف دولار لصاحب اللقب وجوائز أخرى للفرق التي تلي المركز الأول في الترتيب، ولأن مواعيد البطولة مضطربة والأندية المشاركة في موقف لا تحسد عليه خصوصا القادسية الذي يفتقر لجهود ما يقرب من (9) لاعبين يستعدون مع المنتخب لمواجهة هونغ كونغ في تصفيات كأس العالم، وعلاوة على ذلك فإن الوقت المحدد للبطولة 11 سبتمبر هو الوقت نفسه الذي ستقام فيه بطولة الخليج حيث قام قبل هذا الموعد بيومين فكيف سيتمكن اللاعبين من الاستعداد والانسجام مع زملائهم بعد مباراة هونغ كونغ بهذا الوقت القصير؟ ولهذه الأسباب التي يأتي على رأسها عدم ثبات موعد إقامة البطولة الخليجية نوجه دعوة للقادسية للاعتذار عن خوض منافسات هذه البطولة التي تبدو غير واضحة المعالم، فمن الأفضل التركيز على بطولة الأندية العربية بدلا من الارتباط بمواعيد متغيرة للبطولة الخليجية·

***

ما حدث في اتحاد المبارزة أخيرا من تشابك بالأيدي وتلاسن بالألفاظ بين الأعضاء يعد نموذجا صارخا للطريقة التي تدار بها الاتحادات الرياضية، ونوعية القائمين عليها، حيث لم تكن هذه الاتحادات في يوم من الأيام بعيدة عن التخبط الإداري الذي يدور في معظم الأندية·

وبصرف النظر عن تفاصيل ما تم صغيرة أم كبيرة، مما أدى الى هذه المواجهات، فنحن أمام حالة فريدة خرجت فيها الخلافات الكامنة عن النص وكل خطوطه الحمراء والصفراء، وتغلبت فيها المصالح الشخصية على الأهداف التطوعية التي جاء من أجلها أعضاء مجلس الإدارة·

والآن وبعد أن استقال خماسي الأغلبية من أعضاء المجلس، وأصبحت المقاعد خاوية تنتظر الأيام القليلة المقبلة حتى حلول موعد الانتخابات للدورة الجديدة نتمنى من الهيئة العامة للشباب والرياضة بأن تأخذ زمام المبادرة القيادية، وتمارس دورها الرقابي والعقابي أيضا ليس فقط على حالة اتحاد المبارزة وأعضائه المختلفين، ولكن مع كل الاتحادات والأندية التي تضم بين أعضائها قنابل إدارية موقوتة وقابلة للانفجار والتدمير في أي لحظة قبل أن يأتي اليوم الذي لا نجد فيه من يسمعنا، أو نتحاور معه للهروب من فخ الأوضاع الحالية للرياضة·

***

غياب عدد كبير من لاعبي المنتخب الأول لكرة القدم عن التدريبات الأخيرة يثير الكثير من علامات الاستفهام عن الفتور الذي أصاب اللاعبين، وإعطائهم الأولوية لقضاء إجازتهم الصيفية بعيدا عن أجواء المنتخب المليئة بالغيوم·

وعلى الرغم من اقتراب موعد مباراة الأزرق أمام هونغ كونغ والتي ستقام هناك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم والتي ستقام في شهر سبتمبر المقبل لم تشفع هذه المباراة، أو تقنع اللاعبين، أو بعضهم لحضور التدريب، ومع ضيق الوقت يحتاج المدرب محمد إبراهيم الى كل دقيقة لترسيخ بعض المفاهيم، وتوضيح عدد من الخطط، ومن المؤكد أن لاعبينا ما زالوا يحتاجون الى مزيد من الروح والحماس، والإحساس بأهمية الانخراط في التدريب لتمثيل المنتخب لأنه الطريق الوحيد لتطوير المستوى، وعبور الخسائر الأخيرة في بطولة كأس آسيا·

مبارك الوقيان

sports@taleea.com