رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 رجب 1425هـ - 25 أغسطس 2004
العدد 1642

أين أخطأ الأمريكيون في العراق وأين أصابوا؟

                                     

 

بقلم: بات هولتü

كيف دخلنا الى مأزقنا الراهن في الشرق الأوسط وكيف يمكننا الخروج منه؟ لقد دخلنا إليه بإلزام أنفسنا أكثر مما ينبغي، ويمكننا الخروج من خلال إنهاء بعض التزاماتنا وتوخي الحذر في تبني أية التزامات جديدة، ولكن السؤال المطروح هو: أية التزامات؟

بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كانت إدارة بوش محقة في توجيه ضربة الى أفغانستان التي كانت حامية وداعمة لتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن· وقد أسقطنا حكومة رهيبة وألحقنا بعض الضرر بتنظيم القاعدة، لكننا لم نعثر على أسامة بن لادن·

ومن هنا بدأ الخطأ الأول، فقد حولت إدارة بوش اهتمامها الى العراق قبل أن تكمل مهمتها في أفغانستان· وما كان بحثا محددا عن أسامة بن لادن تحول الى حرب عامة على الإرهاب· وقد تم توسيع هذا الالتزام أكثر فأكثر حين أخذ الرئيس بوش على عاتقه مهمة نشر الديمقراطية والحرية في شتى أنحاء العالم· والحرب على العراق لم تكن لاتهامه بالإرهاب بقدر ما كانت الخشية من استخدامه لأسلحة الدمار الشامل التي اعتقد الأمريكيون - خطأ - أنه يمتلكها، لأعمال إرهابية·

الخطأ الثاني الذي ارتكبته الولايات المتحدة: هو تخليها عن الأمم المتحدة، فقد أيد مجلس الأمن قرار الحرب على أفغانستان، لكنه لم يؤيد الحرب على العراق· وقد أعلن بوش آنذاك عن تصميمه على خوض الحرب منفردا، وما كان جهدا دوليا في أفغانستان أصبح مبادرة أمريكية أحادية الجانب في العراق· ومع ذلك، فقد حظيت واشنطن بدعم قوي من بريطانيا· لقد غامر طوني بلير بمستقبله السياسي من أجل دعم بوش، لكن الأخير أثار نفور حلفاء رئيسيين مثل فرنسا وألمانيا، حتى أن دولا مثل المكسيك وتشيلي رفضت دعوة بوش للانضمام الى الحرب· وأوضح الرئيس بوش آنذاك أنه يرفض نصائح المنظمة الدولية، وأن الولايات المتحدة ستخوض الحرب وفق ما تشاء· وقد كلفت هذه الغطرسة، الولايات المتحدة غاليا·

 

لورانس العرب

 

الخطأ الثالث: هو إساءة فهم الرأي العام العراقي، لقد أصابت إدارة بوش في الاعتقاد بسهولة الإطاحة بالدكتاتور العراقي، لكنها أخطأت فيما سيحدث بعد ذلك· فكما توقعت الولايات المتحدة كان معظم "إن لم يكن كل" أبناء الشعب العراقي سعيدا بالتخلص من صدام، لكنها لم تتوقع أن معظم أبناء الشعب العراقي يرغبون برحيل القوات الأمريكية حال إنجاز تلك المهمة·

ولكن يبدو أن إطاحة صدام قد حشرت الولايات المتحدة في العراق لفترة طويلة، فقد دمر جزء كبير من البنية التحتية للبلاد، وهي لا تزال تعاني من نقص كبير في الخدمات الأساسية فضلا عن الفوضى وعمليات النهب والتخريب والتمرد المسلح في أجزاء متفرقة من البلاد·

لقد بدأ الرئيس بوش بعد تفاقم الضغوط عليه، يستمع الى صوت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ووافق على تسليم السلطة للعراقيين في الثامن والعشرين من يونيو الماضي، ولكن المقاومة العراقية زادت وأصبحت تحصد عددا أكبر من الأرواح من الجانبين وبمعدلات تفوق خسائر حرب إسقاط صدام·

وهناك التزامات أخرى على الولايات المتحدة تلوح في الأفق في إيران وكوريا الشمالية والصراع "الإسرائيلي - الفلسطيني"·

وربما تكون الولايات المتحدة - حيال هذه الالتزامات - أن تتوقف وتعيد النظر في حساباتها، فها هي لا تستطيع مغادرة أفغانستان والعراق بعد إسقاط نظامي الحكم في البلدين·

والآن، يجب على الولايات المتحدة أن تركز جهودها على مطاردة أسامة بن لادن والقضاء على تنظيم القاعدة، وعليها ألا تغامر بغزو دولة أخرى من دون الحلفاء ومن دون أن يكون لديها أدلة دامغة تبرر بها هذا الغزو، وليس كما حدث في حالة العراق·

ومن العوامل التي تفرض على واشنطن ضبط خطواتها هو ذلك الانتشار الواسع لقواتها حول العالم· فهناك نحو 130 ألف جندي في العراق الآن، لقد نصح "لورانس العرب" الحكومة البريطانية - بعد الحرب العالمية الأولى - بأنها ربما تحتاج الى 750 ألف جندي للسيطرة على المنطقة التي تضم ما يعرف الآن بالعراق والأردن والمملكة العربية السعودية·

وهناك مؤسسة تعود الى الرئيس "رونالدريغان" تدعى "المؤسسة القومية للديمقراطية" تضم مجموعتين فرعيتين إحداهما جمهورية والآخرى ديمقراطية· وقد أوكلت للمجموعتين تحديدا، مهمة تعزيز الديمقراطية، فلماذا لا يكون لهما دور في العراق والمنطقة الآن؟

 

ü كبير موظفي لجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونغرس سابقا

" عن كريستيان سانيس مونيتور "

 

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

كان الأولى ببريطانيا أن تنصح أمريكا بدلا من الانقياد وراءها
الحرب على العراق عززت نزعات التطرف في العالم الإسلامي

 
ماذا لو هدم الفلسطينيون منزلا فوق رأس مواطن إسرائيلي معاق؟
إسرائيل الدولة الوحيدة العنصرية في العالم

 
كروثامر: يبدو أننا غزونا الدولة الخطأ!
قصف جوي للمواقع النووية بدل الغزو الأمريكي لإيران