رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 رجب 1425هـ - 25 أغسطس 2004
العدد 1642

كروثامر: يبدو أننا غزونا الدولة الخطأ!
قصف جوي للمواقع النووية بدل الغزو الأمريكي لإيران

                                                                      

 

بقلم: تشارلز بيناü

أدان التقرير الأمريكي حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 إيران بالتورط في هجمات الخُبر بالمملكة العربية السعودية عام 96 والتي أسفرت عن مقتل 19 أمريكيا وإصابة 372 آخرين، وأشارت اللجنة الى وجود "أدلة قوية" على أن إيران سهلت مرور الكثير من أعضاء تنظيم القاعدة قبل هجمات 11 سبتمبر بمن فيهم - ربما - ثمانية أو أكثر من مختطفي الطائرات، وهذا يترك الباب مفتوحا للتساؤل حول ما إذا كانت طهران كانت على علم بمرورهم عبر أراضيها أم لا؟، لكن اللجنة لم تتهم إيران بالتورط في هجمات 11 سبتمبر·

واتهم الرئيس بوش إيران بإيواء قيادات من تنظيم القاعدة وطالبها، بتسليمهم الى دولهم وقال إن لدى إيران برنامج نووي وطلب منها تفكيكه، وأضاف أن على إيران أن تتوقف عن تمويل منظمات إرهابية مثل: "حزب الله" وهذا يخلق أخطاراً كبيرة في مناطق مختلفة من العالم، على حد تعبير الرئيس بوش، وتشبه مطالب الرئيس من إيران تلك التي كان يطلقها تجاه العراق قبل الغزو·

وقد سارع "المحافظون الجدد" لانتهاز الفرصة، ففي اليوم الذي انتشرت فيه الأنباء عن صلة لإيران بهجمات 11 سبتمبر، كتب بيل كريستول في مجلة "ويلكي ستاندارد" الناطقة باسم المحافظين الجدد أن "السياسة الجادة" تجاه إيران تتطلب تغيير النظام، وقدكتب ثلاثة من كتاب "معهد أمريكان انتربرايز" الذي يعتبر أهم معاقل المحافظين الجدد، وهم دانيال بليتكا وديفيد فورام "كاتب خطابات بوش السابق، ومخترع مصطلح "محور الشر" ومايكل ليدين، تعليقات قاسية ضد إيران في الأسابيع التي تلت صدور تقرير الحادي عشر من سبتمبر، وتساءل أحد أبرز كتاب الأعمدة وهو تشارلز كروثامر "هل غزونا الدولة الخطأ؟"· ونشر المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية جيمس وولسي وغيره من المشككين بالموقف الإيراني إعلانا على صفحة كاملة في "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" ورد فيه أن "الدول المارقة ومنها إيران، تشكل تهديدا خطيرا للولايات المتحدة·

 

حرب على الإسلام

 

فهل الولايات المتحدة تتجه لخوض الحرب مع إيران إذن؟ لقد كتبت صحيفة نيويورك تايمز عنوانا بارزا في صفحتها الأولى في الثامن من الشهر الجاري جاء فيه: إن "الدبلوماسية تفشل في إبطاء تقدم السلاح النووي في إيران"، وفي اليوم التالي، نشرت "واشنطن بوست" مقالة نُقل فيها على لسان مستشارة الرئيس بوش لشؤون الأمن القومي كونداليزا رايس قولها: "لا يمكننا السماح لإيران بتطوير سلاح نووي"، وهكذا، يبدو أن المسرح مهيأ للمواجهة·

ويعتبر كثيرون فكرة غزو إيران منافية للمنطق لاسيما بوجود 140 ألف جندي أمريكي في العراق، وبالرغم من أنه لا مقارنة بين القوات الأمريكية والإيرانية، إلا أن هذه القوات أكبر وأفضل تسليحا من القوات العراقية التي هزمت في أقل من أربعة أسابيع، وقد استفاد الإيرانيون كذلك من العملية العسكرية الأمريكية في العراق كي يكيفوا تكتيكاتهم وفقا لذلك، مثل تنظيم حرب عصابات، وعلى العكس من العراق، لم تخضع إيران لاثني عشر عاما من العقوبات، والقصف الجوي الأمريكي لدفاعاتها وقواعدها العسكرية، وأخيرا، على الرغم من انحشار إيران بين العراق وأفغانستان، إلا أن الوضع الأمني في كلا البلدين لا يسمح بأن يكون أيا منهما نقطة انطلاق لعملية عسكرية ضد إيران·

إذن، فالغزو البري يبدو مستبعدا في المدى القصير على الأقل، بيد أن القيام بعمليات قصف دقيق للمواقع النووية الإيرانية هو أحد الاحتمالات بالتأكيد، ولكن المخاطرة ترتبط بمدى دقة المعلومات الاستخباراتية حول مواقع المنشآت النووية الإيرانية، فقد فوجئت واشنطن حين اكتشفت أن نشاطات إيران النووية ليست مقصورة على بو شهر، فهل هناك - إذن - مواقع نووية غير معروفة؟، وكذلك هناك مسألة عدد المنشآت النووية الموجودة على مقربة من التجمعات السكانية واحتمال وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، حتى مع استخدام قنابل بالغة الدقة، فمثلا، يقع أحد مراكز البحوث النووية في العاصمة طهران·

وأخيرا، هناك مسألة الحكمة من مهاجمة إيران، كما كان عليه الوضع بالنسبة للعراق، فمهاجمة دولة إسلامية أخرى بعد العراق وأفغانستان، سيُفسر على أنه حرب على الإسلام من قبل بقية العالم الإسلامي، وهو ما سيصب في مصلحة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والإسلاميين الراديكاليين الآخرين الذين يسعون الى استقطاب أكثر من مليار مسلم حول العالم ضد الولايات المتحدة، إن مهاجمة إيران في ظل غياب أية أدلة واضحة بأن النظام في طهران متورط في هجمات الحادي عشر من سبتمبر أو يأوي عناصر في تنظيم القاعدة، لن يؤدي إلا لتفاقم خطر الإرهاب الذي يهدد الولايات المتحدة·

 

üمدير دراسات السياسة الدفاعية

في معهد كاتو في الولايات المتحدة

 

" عن: ديلي ستار "

 

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

أين أخطأ الأمريكيون في العراق وأين أصابوا؟
 
كان الأولى ببريطانيا أن تنصح أمريكا بدلا من الانقياد وراءها
الحرب على العراق عززت نزعات التطرف في العالم الإسلامي

 
ماذا لو هدم الفلسطينيون منزلا فوق رأس مواطن إسرائيلي معاق؟
إسرائيل الدولة الوحيدة العنصرية في العالم