رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 رجب 1425هـ - 1 سبتمبر 2004
العدد 1643

القدوة الحسنة لسمو الأمير والمهمة الكبرى للشاعر صالح الحداد تجاه الإعاقات الذهنية

                                            

 

كتب جاسم الرشيد:

الشاعر صالح الحداد يستحق أن أشكره على الإطراء بشخصي في زهيريته المنشورة بهذه الصفحة بالعدد الماضي، ونشكره أيضا لتبنيه قضية وهموم شريحة كبيرة بالمجتمع من ذوي الإعاقات الذهنية وذويهم، عن طريق زهيريات كثيرة لهذا الموضوع فقط الأمر الذي لم يحدث بتاريخ الزهيريات، وقد أصبح بذلك "ظهير المعاقين" عن جدارة·

إن التطرق لزهيريته فرصة لنأخذها عذرا حتى نعاود الحديث وتسليط الضوء على هذه الفئة من منطلق "كثر الدق يفك اللحام"·

خصوصاً وأن أمامنا بابا مغلقا على فئة الإعاقات الذهنية، والطرق عليه وفتحه يحتاج أيضا معرفة أسباب غلقه التي منها:

·         الجهل بكيفية الرعاية الصحيحة لهذه الفئة·

·         التكتم عليها نتيجة مفاهيم اجتماعية خطأ·

·         عدم وجود أماكن رعاية كافية وخصوصا الرياضية·

·         عدم قدرة هذه الفئة بالدفاع عن نفسها·

·         عدم تداول موضوعهم إعلاميا بالحجم المطلوب·

ومع ذلك توجد مجموعة قليلة نسبيا تعمل لصالحهم منذ مدة طويلة من أولياء أمور ومسؤولين ومتطوعين، فما الذي دفعهم لذلك؟ هل هو العطف أو المحبة أو شيء آخر؟، إن الجميع يحب أبناءه الأصحاء والمعاقين بالقدر نفسه ويوجد من يرعى أبناءه أكثر من إمكانياته ومن يرعاهم بأقل من إمكانياته، ويوجد من يرعى الآخرين وهم ليسوا أبناءه، فما هو ذلك الشيء الذي دفعهم لحمل قضية هذه الفئة بجميع المجالات التعليمية والصحية وغيرها؟، وسأركز هنا على الجانب الرياضي لعدم معايشة الجوانب الأخرى·

فما هو الشيء الذي مكن مملكة البحرين من خلق فرق رياضية أولادا وبناتا منهم فريق بنات لكرة السلة هز مدرجات أيرلندا تصفيقا في البطولة العالمية 2003 على المراكز الأولى؟ وما الذي مكن دولة قطر من خلق مجموعة فتيات على مستوى تتقلد معه عدة ميداليات بجانب زملائها الأولاد ببطولات عالمية، كما مكن من استطاع بالكويت إعداد فريق متكامل من الأولاد حققوا بطولات عالمية ولم يتمكن من احتواء فتاة كويتية مما جعلها تنضم للفريق اللبناني وتحمل البرونزية العالمية وتحمل علم لبنان الشقيق·

وما هو ذلك الشيء الذي استطاع معه من استطاع في مصر من استقطاب 15 ألف مشترك من هذه الفئة في تجمعات رياضية، وكذلك بجميع الدول العربية والخليجية ومكن لبنان البلد الأقل ثراء من احتضان بطولة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لهذه الفئة 2002 كما سبقتها بعض الدول العربية والخليجية·

إن هذا الشيء هو نفسه الذي يضطر معه الشخص لحمل المصابين لأقرب إسعاف عندما يقع أمامه حادث بالصحراء مثلا·

إذن فهي روح المسؤولية بوجود قضية ما وهذه هي القوة التي يمكن بواسطتها كسر خرافة المستحيل، ويمكن بواسطتها خلق الإمكانات وعمل التنسيق وتنفيذ كل شيء·

وهذا هو الشيء الذي جعل رجلا بهذا البلد يحتضن بحكمته مختلف المعاقين منذ مدة طويلة وهو سمو الأمير الذي تمكن برعايته من خلق أبطال حملوا أعلامنا بكل الدول، وهم أبطال من الإعاقات الجسدية ومعهم فئة قليلة من الإعاقات الذهنية من دون البقية الكثيرة من الإعاقات الذهنية المحتاجة الآن لنادٍ خاص بهم لتكتمل المسيرة الرياضية للمعاقين·

وهذا هو الشيء نفسه أيضا الذي جعل من الشاعر صالح الحداد أن يكون ظهيرا قويا للمعاقين وبصورة مفاجئة فور علمه ومتابعته لقضيتهم·

إن قضية المعاقين ذهنيا الموجودة على أرض الواقع تفرض علينا من الجانب الرياضي ومن روح المسؤولية تفسير سبب وجود منظمة رياضية عالمية كالأولمبياد الخاص وسبب انضمام معظم الدول لها بفرق من البنات والأولاد علما بأن الكويت عضو بهذه المنظمة ويوجد لديها مدير وطني كويتي·

وهي مسؤولية جعلت السعودية تسارع للاشتراك أيضا بفريق ببطولة بأثينا 2004· وتحقق المركز الثاني بين 19 دولة·

إن الشعور بالمحبة والعطف من ولي الأمر تجاه ولده المعاق دون المشاركة بما يفيده لن يساعد في تصحيح الوضع ما لم يتم التكاتف لصالح هذه الفئة من منطلق الإحساس بروح المسؤولية بغض النظر عن قرابة المعاق·

تلك الروح المسؤولة التي دفعت الفنان محمد المنصور والفنانة زهرة الخرجي مثلا للتعاطف منذ اليوم الأول لعلمهم برسالة وشريط فيديو يعرض حالة واحدة فقط من هذه الفئة بالمجتمع الكويتي مع العلم أن مساهماتهم لهذه الفئة كانت موجودة قبل ذلك·

طباعة  

شخصيات من بلدي(1)
عبير الصفران
متطوعة باقتدار ونجاح مبهر

 
زهيرية
 
في بيتنا معاق(الحلقة الأولى)
مساهمة من الأخ ناصر الدريع

 
مجرد سؤال
 
كتيب قيم عن التوحد - أعراضه وطرق علاجه
(الحلقة الأخيرة)
ولية أمر تساعد الآخرين بنقل خبرتها لهم