رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 رجب 1425هـ - 1 سبتمبر 2004
العدد 1643

شارون سينفذ الهجوم إذا لم يكن الثمن فادحا··
أنظار المحافظين الجدد تتركز على إيران

                                           

 

·         واشنطن تريد توسيع دائرة الفوضى لأنها عاجزة عن السيطرة على العراق

·         إسرائيل تهيئ الرأي العام الأمريكي لقصف المنشآت النووية الإيرانية

·         قيام تحالف عراقي - إيراني هو آخر ما تريده واشنطن وتل أبيب

 

بقلم وليام بفاف:

حملة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة هي دعوة للمغامرة فالمرشحون أنفسهم - لاسيما إذا كانوا في سدة الرئاسة - يتعرضون لإغراء إحداث ما يسمى بـ "مفاجأة أكتوبر" من أجل ترويع أو ترغيب جمهور الناخبين·

لقد سادت الكثير من التكهنات حول مفاجأة أكتوبر لهذا العام، لقد أصبح الجمهور الأمريكي لا يعبأ بالتحذيرات من خطر إرهابي ويريد هذه المرة حجة مقنعة للتغلب على الشكوك التي أثارتها محاولات إدارة بوش السابقة لاستغلال الخطر الإرهابي، خصوصا ذلك الذي صورت الإدارة أنه كان يحيط بالمؤتمر العام للحزب الديمقراطي الذي انعقد في مدينة بوسطن مؤخرا·

وماذا عن شيء يزيد العنف في الشرق الأوسط؟ أنه لمن الصعب تخيل أن تكون الإدارة الأمريكية تريد المزيد من المتاعب في المنطقة لأنها لا تستطيع السيطرة على التمرد في العراق·

ولكن إحدى النظريات تذهب الى أن جعل المعركة أكبر سيكون أفضل للقوات الأمريكية لأن ما يحدث الآن هو "الشكل الخطأ من الحرب"·

فلدى الولايات المتحدة القوات والأدوات لخوض الحروب "الحقيقية" أي تلك التي يمكنها الفوز بها وأن عليها أن تخرج من الشكل الراهن المأساوي للحرب حيث العمليات الانتحارية والأطفال الذين يطلقون قذائف الـ "آر· بي· جي"·

لقد ارتفعت حدة التوتر باضطراد بين واشنطن وطهران حول جهود الأخيرة المزعومة لتطوير الأسلحة النووية، وقد أشار بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين يشعرون بالقلق تجاه سياسة واشطن الشرق أوسطية الى أنه حين يتوجب على الرئيس بوش في نهاية الأمر، شرح أسباب الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة في العراق، فربما تجد الإدارة أن من الملائم أن تتجه باللائمة على إيران·

 

تصعيد مرتقب

 

ويمكن لبوش اتهام إيران بمساندة المتطرفين الإسلاميين المسؤولين عن الإحباطات الأمريكية في النجف وأماكن أخرى من العراق وبتشجيع المقاومة الشيعية لقوات الاحتلال وللحكومة العراقية التي نصبتها واشنطن، وإلقاء اللوم على إيران ربما يكون خطوة في التصعيد المرتقب ضد طهران·

ويتضمن هذا السيناريو احتمال أن يخرج التصعيد عن نطاق السيطرة، لقد تنامت الضغوط بالفعل من أجل توجيه "ضربة استباقية" ضد البرنامج النووي الإيراني· فما زال المشروع النووي الإيراني غير مكشوف بالكامل للتفتيش الدولي، لكن أعداء إيران يصرون على أنه يشتمل على برنامج سري للأسلحة النووية·

ومرة أخرى، فإن هذا الموضوع هو محط تركيز المحافظين الجدد ومنظماتهم في واشنطن، فقد صرح عراب المحافظين الجدد نورمان بودهوريتز في مقابلة معه الأسبوع الماضي "أنني لا أطالب بغزو إيران الآن، لكن لحظة أخرى ربما تكون قريبة من دون شك"·

ولإسرائيل مصلحة في الترويج وربما المبالغة بالتهديد الإيراني الاستراتيجي المفترض للولايات المتحدة· وتشكل إيران الآن تهديدا لمصالح إسرائيل في البقاء قوة عسكرية لا تضاهى في المنطقة·

لقد كان للهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي العراقي في مطلع الثمانينات نتائج عكسية تماما لما توقعته إسرائيل· والآن، ها هو الغزو الأمريكي للدولة التي اعتبرت ذات يوم الدولة الأقوى في العالم العربي والتي كان يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة الدمار الشامل، يتحول الى فوضى·

فلم يعد هناك وجود لعراق قوي، ولكن ليست هناك إشارات على ولادة عراق مسالم وموال للولايات المتحدة كما افترض الذين قاموا بالغزو· لقد كان يفترض بالعراق الجديد أن يشكل قاعدة عسكرية دائمة للولايات المتحدة ويعترف بإسرائيل ويصبح صديقا للدولة العبرية ولواشنطن· ووعد المدافعون عن الغزو بأن تمر الطريق الى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين عبر بغداد·

ولكن بدلا من ذلك، فإن نتائج غزو العراق يمكن أن تعزز قوة إيران· فعراق صدام حسين كان العدو الأول لإيران· والآن، لم يعد لهذا العدو وجود، ويمكن للعراق الجديد أن يقع بسهولة تحت سيطرة الغالبية الشيعية وبالتالي، يتحول الى حليف لإيران وربما تابع لها· وهذا مالا تريده إسرائيل·

فما الذي يمكن عمله الآن؟

 

ضربة استباقية

 

لقد ذكرت التقارير أن إسرائيل تفكر في توجيه ضربة أحادية الجانب لمنشآت إيران النووية، ولكنها تريد الأذن من واشنطن، ولذلك فهي بحاجة لأن تفعل ذلك أثناء ولاية الرئيس بوش·

أما القرار الإسرائيلي الأخير بتوزيع أقنعة مضادة للإشعاع على الناس الذين يعيشون في المناطق التي يمكن أن تتعرض للتلوث جراء "حادث" قد يقع في منشآتها النووية فهو موجه الى الرأي العام الأمريكي· فالرسالة غير المباشرة للقرار هي أن إسرائيل تعد نفسها لهجوم إيراني على منشآتها النووية، ولذلك فإنه أصبح من الضروري توجيه ضربة استباقية لإيران·

فالموقف الأساسي لإسرائيل واضح وبسيط ويمكن فهمه بسهولة، وهو أن إيران - كما كان العراق - دولة إسلامية رئيسية مجاورة ومعادية· وإذا كان بالإمكان إزالة خطرها المحتمل من دون تكاليف سياسية وعسكرية كبيرة، فإن إسرائيل - تحت قيادة شارون - ستقدم على مثل هذه الخطوة·

أما الدعوى الأمريكية ضد إيران فهي مختلفة تماما، فهي تقوم على فكرة المحافظين الجدد بأن المجتمعات التي ترنو الى الديمقراطية على النمط الأمريكي ولا يمنعها عن ذلك سوى وجود قيادة سلطوية، فيمكن التدخل لإزاحة هذه القيادة، ولو بالقوة إذا اقتضت الضرورة، وأن على الولايات المتحدة - باعتبارها الدولة الديمقراطية الرائدة في العالم - التزام بنشر الديمقراطية وتعزيزها - ولذلك، فإن إسقاط الحكام الطغاة يصبح واجبا، وستكون النتيجة، عالما أفضل، لقد أصبحت هذه جدلية مألوفة·· أنها السبب في الغزو الأمريكي للعراق·

 

" عن انترناشيونال هيرالدتريبيون "

----------------------------------------------------

الموضوعات المترجمة تعبر عن آراء  كتابها

إشراف: صالح أحمد النفيسي

saleh@taleea.com

طباعة  

زاد خطر التطرف الأصولي وانقسم التحالف الغربي وانعزلت أمريكا··
فوضى بوش العالمية الجديدة بديلا عن النظام العالمي الجديد

 
التعذيب من أبو غريب الى عسقلان: تشابه في الأساليب والأهداف
إسرائيل تمارس التعذيب منذ عقود ضد السجناء الفلسطينيين من دون مساءلة