بعد عجزهم عن تسويق إنتجاهم من ثمر النخيل الشهي اتجه عدد من مزارعي الوفرة للاعتماد على أنفسهم في تسويقه، فأعد المزارع فهد عبدالمحسن النفيسي، غرفة مكيفة مزودة بثلاجات و"فريزرات" وميزان·· لبيع ما يجود به بستانه الرائع من خلال ورطب وتمر من بداية أغسطس وحتى آخر سبتمبر من كل عام·
فيما يعرض كلّ من المزارع عاهد الخطيب وناصر الهاجري·· كميات من إنتاجهما أمام مزرعتيهما المطلتين على شارع الوفرة العام·
يقول المزارع ناصر الهاجري: لدينا غزارة في الإنتاج ورداءة في التسويق، فالسوق الكويتية متخمة بالإنتاج المستورد من الدول المجاورة ولاسيما من الشقيقة المملكة العربية السعودية وبأسعار تنافسية·· وقد عرضنا إنتاجنا المتميز وكلّه من نخيل طبيعي برحي واخلاصي وسعمران·· على أصحاب المعارض المتخصصة ببيع البلح والتمور في الكويت بأسعار متهاودة لكنهم عزفوا عن شرائه وفضلوا المستورد عليه!
وإلى مثل ذلك القول ذهب المزارع عبدالحميد الوزان الذي آثر ترك بستانه الشاسع في العبدلي·· ليهتم أكثر بحوالي عشر شجرات باسقات من النخيل النسيجي التي زرعها في حديقة منزله باليرموك قبل نحو خمس عشرة سنة، وهي تجود بأشهى أنواع الخلال والرطب الآن فالإنتاج من النخيل - رغم أهميته - لا يحظى بالدعم الحكومي كما يحظى الإنتاج من الخيار والطماطم والباذنجان والبصل والبطاطا·· إلخ علما بأن النخيل هو الأقدر على المساهمة بتحقيق جزء من الأمن الغذائي المنشود في الكويت·
مراقب النخيل في هىئة الزراعة أسعد الرميح يقول: اهتمامنا بزراعة النخيل المثمر يتنامى وهناك اهتمام خاص الآن للتوسع بزراعة فسائل "أم الدهن" لمزايا ثمارها التي تعادل مزايا ثمار البرحي الشهيرة وتتفوق عليها·· ويفاخر بأعداد أشجار النخيل المثمرة الآن في مشاريع هيئة الزراعة المتباعدة وخصوصا في مشروع "الشهداء" جنوب الكويت··
أما أشجار نخيل الشوارع فهي للزينة حتى وإن كانت مثمرة·· لذا فإنها تقع تحت مسؤولية قطاع الزراعات التجميلية واهتماماته وليس تحت مسؤولية قطاع الثروة النباتية·· كذلك نخيل البيوت والحدائق فهي تتبع إدارة الإرشاد الزراعي·· والحقيقة أن هذه الشجيرات تجود أيّما إجادة بالثمار النضرة·· وتغطي حاجة أصحابها من الخلال والرطب والتمر·· والسبب في ذلك يرجع إلى الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه الأشجار من أصحابها طوال العام ولاغرو، فاهتمام الكويتيين بالنخيل قديم ومتوارث··!
