رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 شعبان 1425هـ - 13 أكتوبر 2004
العدد 1649

"نصائح وأسرار"

                                                                  

 

إن كل أب لطفل ذي حاجات خاصة يعتمد إلى حد ما على مساعدة الاختصاصيين· وشكل هذا الاعتماد ونوعيته عاملان مهمان بالنسبة لطريقة تكيف الأسرة وتعايشها مع التغييرات الموقتة أو الدائمة في حياتها، وفي حين أن آباء الأطفال المعاقين قد يكونون آباء في أزمة إلا أنهم عادة ليسوا آباء عاجزين، فلديهم القدرة على حل المشكلات بطريقة إبداعية وتلك القدرة يجب أن يحترمها الاختصاصيون والمعلمون ويشجعونها عند قيامهم بعرض مهاراتهم·

فالأسرة تحتاج الاختصاصي أكثر من حاجته هو لها، وتختلف شدة الصعوبات لدى أولياء الأمور باختلاف طبيعة الإعاقة لدى طفلهم وكذلك مقدار الدّعم المقدم لهم·

حيث يوجد هناك عدم توازن يصعب تجاوزه بين الشخص الذي يقدم المساعدة والشخص الذي يتلقاها، وبين الشخص القوي والشخص الضعيف، وبين الشخص الذي يتمتع بالخبرة والشخص الذي يفتقر لها، فهناك من يفقد الشعور باحترام الذات إذا تحتاج للمساعدة، والآباء الذين يعانون من انخفاض مستوى التقدير الذاتي غالبا ما يشعرون بعدم الراحة وبعدم القدرة على تأدية دورهم أو التكيف مع أي تغير يحدث·

إن لطريقة التحدث إلى الوالدين في اللقاء الأول أهمية خاصة، ففي هذا اللقاء تستطيع المعلمة وصف المناهج والفلسفة وجدول نشاطات الطفل اليومي وتستطيع الإجابة على أي سؤال يطرحه الوالدان، وتستطيع المعلمة أيضا مراجعة التقارير الطبية وأية نماذج قام الوالدان بتعبئتها قبل الالتحاق بالمدرسة كذلك فإن هذا اللقاء يوفر الفرص للمعلمة لتسأل الوالدين عن جوانب القوة في أداء الطفل، وعن حاجاته الخاصة واهتماماته الفردية، وقد تحتاج بعض الأمهات إلى زيارة واحدة في اليوم الأول في حين تحتاج أمهات أخريات أياما عدة إلى أن يتعودن على الابتعاد عن الطفل·

وليس من شك في أن إقامة نظام تواصل مستمر منذ البداية يساعد الوالدين على الشعور بالطمأنينة فيما يتعلق بإرسال الطفل إلى المدرسة وتشجيعه على المشاركة في تنفيذ البرنامج التربوي·

وفي الوقت نفسه هناك أولياء أمور لا يحبذون هذا النوع من التواصل ومن البدائل الممكنة المذكرات اليومية، إجراء اتصالات هاتفية بشكل دوري أو القيام بالزيارات المنزلية أو إرسال رسائل أسبوعية أو شبه أسبوعية للأسر·

كذلك فإن حث الوالدين على زيارة غرفة الفصل أثناء الدوام يسهم في فتح قنوات التواصل وقد رغب البعض في القيام ببعض الأعمال التطوعية·

وهناك فكرة أود طرحها في هذا الموضوع وهي الاهتمام المتأخر الآن باستخدام الفيديو والتصوير للتواصل مع أولياء أمور أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة، فأشرطة الفيديو يمكن أن تزّود أولياء الأمور بنماذج بصرية حول طرق تدريس ابنهم وبمعلومات عن المنهج المطبق والتقدم الذي يحرزه الطفل·

وأشارت بعض الدراسات إلى أن أولياء الأمور يفضلون أشرطة الفيديو على الاجتماعات واللقاءات في المدرسة فهم يرون أن الأسهل بالنسبة لهم أن يأخذوا شريط الفيديو معهم إلى البيت حيث يشاهدوه أكثر من مرة عند الحاجة لفهم أساليب التدريس واستجابات الطفل مما ييسّر تواصلهم مع المعلمين وتوضيح المعلومات لأفراد الأسرة الآخرين، لذا يفضل أن يحوي شريط الفيديو بعض النقاط المهمة مثل:

1 - توضيح أساليب تعديل السلوك ودور الأسرة في تنفيذها·

2 - تقديم المعلومات عن مستوى تقدم الطفل·

3  - تقديم المعلومات عن البرنامج التربوي الفردي للطفل وبخاصة ما يتعلق بالتقييم والأهداف·

4  - توضيح أساليب التعامل مع الطفل في البيت·

5 - تقديم معلومات للمدرسة عن سلوك الطفل في البيت من خلال تصويره في البيت وإرساله للمدرسة للتأكيد على مفهوم التعميم لسلوكيات الطفل·

ويبقى التواصل هو المفتاح لتحسين تفاعلات الآباء مع الاختصاصين، والأختصاصي الذي يتحسس مشكلات الآباء لا يتفاعل معهم بدفء وتعاطف فقط، ولكنه يوصل المعلومات من الطفل بطريقة فعّالة، واكتساب المعرفة والفهم يشكلان إحدي الطرق التي يصبح من خلالها الآباء مستقلين وذوي كفاءة في رعاية الطفل·

ويميل بعض الاختصاصيين إلى حجب المعلومات ليس حفاظا على التحكم بالأمور وإنما لأنهم يشعرون أنهم يفتحون الباب للتدخل غير المناسب من قبل الآباء أو للمخاوف التي لا ضرورة لها أو تقليل أهمية ما يقوله الآباء عن أبنائهم لأنهم يعتقدون أنهم وحدهم الذين يعرفون وأن المعلومات التي لديهم أكثر صدقا من معلومات الآباء وقد يكون ذلك صحيحا في بعض الحالات ولكن ما يقوله الآباء غالبا ما يشمل شيئا من الحقيقة والواقع·

وفيما يلي بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند العمل مع والدي الطفل:

1 - وضّح للوالدين طبيعة المشكلة التي يعاني منها طفلهم بأسرع وقت ممكن، ولكن بطريقة موضوعية تخلو من الأحكام غير المبررة·

2 - حاول أن تجتمع بكلا الوالدين كلما كان ذلك ممكنا، فذلك يساعد على فتح قنوات التواصل بينهما ويُعدهُما للتعامل مع الوضع بطريقة أفضل·

3 - استخدام اللغة التي يستطيع الوالدين فهمها وتذكر ضرورة تجنب المصطلحات العلمية المتخصصة التي لا تعني شيئا للوالدين إلا إذا كان بإمكانك توضيح معنى لها·

4 - ساعد الوالدين على فهم مشكلة طفلهما والتعامل معها واعمل على إتاحة الفرص لهما للمناقشة لحل المشكلة·

5 - تعامل مع الوالدين بطريقة إيجابية فلا توجه الانتقادات أو الاتهامات فهما بحاجة إلى تفهمك ودعمك وخبرتك·

وفي النهاية يجب أن يكون الهدف الكلي لجميع الخدمات هو تلبية حاجات الطفل وأسرته على نحو شمولي وليس فقط الحاجات الصحية والتربوية للطفل· والاحترام الكامل لكل أفراد الأسرة حق طبيعي لمن يلعبون الأدوار الحيوية في مساعدة الطفل ذي الحاجات الخاصة مع تمنياتي للكل بالنجاح والتوفيق في عمله الإنساني·

طباعة  

لماذا هذه الصفحة؟
 
زهيرية
 
دعيج المالك يستقبل رئيس المؤسسة البحرينية لشؤون المعاقين
 
مذكرات من البطولة العربية الرابعة بتونس(2)
 
تنس طاولة "زوجي"
43 لاعبا ولاعبة تنس طاولة يمثلون16دولة عربية

 
إدارة التربية الخاصة تتعاون مع وزارة الشؤون في اليوم العالمي للمعاق
 
مجرد سؤال