رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 شعبان 1425هـ - 13 أكتوبر 2004
العدد 1649

"أيام بحرينية" في رابطة الأدباء
الديري في "ممكنات الحياة" ومرهون وفخر في ما تبقى·· من الدمع والحلم

                                      

 

كتب المحرر الثقافي:

ضمن فعاليات "أيام إبداعية بحرينية"، أقامت رابطة الأدباء أمسيتين الأولى حاضر فيها الكاتب علي أحمد الديري عن "شية الشعر" قدمه خلالها القاص الشاب يوسف خليفة، وفي ليلة تليها، قدم الشاعران البحرينيان حسين مرهون وحسين فخر أمسية شعرية كانت من تقديم القاصة الشابة مي الشرّاد·

في محاضرة "شية الشعر" حاول الديري في البداية تقديم تعريف للعنوان، ولمعنى كلمة "الوشي" في اللون وفي الكلام، وقال: "المعنى الذي أعطاه أرسطو للمحاكاة يذهب نحو معنى أن الشعر فعل إكمال وإتقان وإبداع وجمال، إكمال لأنه يكمل نقص الطبيعة، واتقان لأنها تتغنى بجواهر الأشياء، وإبداع لأنه يشتغل في المكمن، وجمال لأنه يشي العالم والأشياء، والشعر الذي يشي هو فعل وعمل، فالجهد الذي يتوافر عليه بوشيه المتعدد، يجعل منه قوة قادرة على التصرف، في مسارات العالم وطرقه، لكنها قوة تتوافر على لطافة فعل لا تراه غير الحواس المخلخلة التي تجعل من الشاعر رائيا لحواس رامبو التي جاست كل أشكال الحب والألم، والجنون"·

وأضاف الديري: "نحن نبحث عن المكمن، حين نريد أن نتصل أو نفكر أو ننطق أو نعقل أو نكون أو لنقل إننا نبحث عن الممكن لنحيا، فالحياة تغدو ممكنة بهذه الأفعال، وهذه الأفعال لا تخرج من القوة الى الفعل، ما لم يكن هناك ممكن، وتتفاوت الحياة بتفاوت ممكنات هذه الأفعال، وإذا كانت الحياة تستند الى هذه الممكنات وتتسع باتساع هذه الممكنات وضيقها، وإذا كان الشعر هو مفتاح هذه الممكنات، فإن الحياة لا تغدو ممكنة إلا بالشعر، فهو بوصفه شية، مفتاح ممكناتها، أي مفتاح اتساع طرقها، وعوالمها، ومساراتها، ومفتاح فك مبهماتها ومصمتاتها"· وأكد المحاضر أن "حركة الشعر جريان الحياة فينا، فلا تتحرك الحياة من غير فعل يحيل سكونها حركة جري، وليس كفعل الشعر فعل قادر بلطف نفاذيته وحس إصغائه على أن يستوشي جوهر حياة الأشياء، كما تجري الفرس حين تجري فيها الحركة، فإن الحياة تجري في عوالمنا اللطيفة حين يجري فيها فعل الحياة··· فعل الشعر"·

في نص امتاز بلغته وحرارته وبعده عن المشاعر الحسية وجه حسين مرهون نداءاته المتتالية لامرأة بعيدة ومختبئة بين جوانحه:

لك فينا مثل الذي بنا منك، يا امرأة تهمل قلبها، وتتركنا نحرسه بالوجل الأنيق وقرينة التعب· لك فينا ظل الذي بنا فيك يا امرأة لا تتذكرنا إلا في الباقي من الدمع، البارد من الحنين"·

وبما يشبه عشق المتصوفة ومفردات قواميسهم في الوجد والحنين يقول مرهون:

نبكي إليك وأنت فينا: أيألة متأهبة للهجم والمخاتلة، وحين تقررين السفر الى خارجنا·· نفرح عليك·· يا امرأة، لها فينا، كتب العاشقين وأفئدتهم الواجفة، وفيها لنا، ما لا تعرف العنقاء وما لا مر على تميمة الطواسين"·

وفي نص آخر يحكي توحد عاشقين واختلافهما في بعض أحوالهما، يصف مرهون:

جنون واحد، ونحن اثنان، وعلان بريّان ثالثنا عناق·

أحيانا نتوسل بالكافور ونغفر للآيل خطيئته، لئلا نصاب بالترياق·

جنون واحد، ونحن اثنان، أصبحنا قبائل هل نحن إلا قبائل، نطأ القلب الأمين، ودليلنا إليه فتنة المجالدة وخمش الشواهين·

ما نحن إذن·

وقرأ حسين مرهون نصوصا أخرى على الوتيرة نفسها من العاطفة وألق اللغة مثل·· سأشهد إن نجوت" و"كأن الصوفي عاد لوحشته ليلا" و"سنة الفراشة"·

يقرأ حسين فخر مقاطع من نص جميل بعنوان "الياسمينة والطيبون"، مخاطبا فيه سارقي الأحلام ومطالبا ببقايا وطن في الذاكرة!

خذوا كل ما تحتويه منازلنا

لون جدراننا

حقائب أسفارنا

وجع الأمهات

ودراجة الصبية الطيبين

أساور زوجاتنا المؤمنات

حكاية فارسنا وهو يوصي حبيبته

واسرقوا الوطن الغجريَّ

تقاويم أيامه

شهادات خبرته الأبدية في النفي

يومية الفقراء

نحن لا شيء أكثر

لا شيء أكثر نطلبه

غير أن تتركونا

وأحلامنا

ووصولا الى حافة اليأس والرضا بالقليل المتبقي من عوالم الشاعر، يقول فخر:

تركنا لكم سدرة المنتهى

وانتهينا

دعونا إذن أيها السادة العظماء

وأحلامنا

فما ذنبنا؟!

إن هذي العواصم أمّارة الحلْم

ما ذنبنا

أيها السادة العظماء

إذا انهزمت دمعة الياسمينة

دون إرادتها

تركنا لكم

كل هذا الوطن

فمن باب رد الجميل اتركونا

فلن تجدوا طيبين وأكرم منا

تقايض أوطانها دون كسرة حلم·

 

طباعة  

وتد
 
في "دورة ابن زيدون" من غرناطة
الرميحي يقرّب بين العرب والغرب بـ "الشراكة".. وهاليداي يدعو إلى محو أساطير الكتابة

 
رسالة
 
المرصد الثقافي
 
"العربي" تقيم "حوار المشارقة والمغاربة" في ديسمبر
د. سليمان العسكري: نهدف الى التنوع لا الاختلاف والتكامل لا التناقض